عـادل عطيـة
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
أن كلمة الله تجسد على صورتهم؛ فلا يخلقون لأنفسهم الآلهة التي يخافون منها، والتي يحاولون أن يسترضوها، والتي مع ذلك يعهدون إليها بمهمة حمايتهم!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
أن الله محبة؛ وعليهم أن يتبادلوا المحبة مع أنفسهم، ومع الله!
وأنه جاء لتكون لهم حياة، وليكون لهم أفضل؛ وعليهم أن يعيشوا حياة تجعل العالم مكانًا أفضل، لأنهم يعيشون فيه!
وأنه أحب الطبيعة؛ فليحترسوا من ألا ينمو العشب تحت أقدامهم، وأن الطبيعة الحاضرة أبدًا، جاءت بمناظرها الخلابة لتنفذ إلى صميم قلوبهم، وتنمي ذوقهم ليقدروا الجمال!
وأنه أطلق الأسرى إلى الحرية؛ فاتركوا أولادكم يذهبون إلى كل مكان، ويتعرفون على كل شيء، ويفعلون كل شيء. ولكن علّموهم كيف يقولوا: لا!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
إن الصغار، كالكبار، لهم أدوار مهمة في التاريخ!
فكما انتصر داود الصغير على جليات الجبار، وانتصر صموئيل الصغير على الفساد الذي عاش فيه ابنا عالي الكاهن، يستطيعون هم أيضًا أن يصنعوا أشياء عظيمة، ويحيوا حياة فاضلة!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
حب العطاء والبذل، كما أعطى الفتى الصغير طعامه ليستخدمه يسوع في إشباع الخمسة آلاف شخص!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
أن العلم وحده لا يمنح خبز الكفاف، فمن الأفضل أن تدعمه حرفة مفيدة. فقد كان الرسول بولس من المتعلمين تعليمًا عاليًا، ومع ذلك كان يصنع الخيام!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
ألا يحتقروا أي مهنة شريفة، فقد كان المسيح نجارًا، وكان داود راعيًا للغنم، وكان بطرس صيادًا للسمك!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
أن الذي لا يعمل لا يأكل أيضًا. فالغني في الكتاب المقدس لم يحمل مصباح علاء الدين، ولا خاتم سليمان، ولم يحفظ كلمة السر: افتح يا سمسم، لأنها غير موجودة إلا في الأساطير!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
أن يهتموا بالأشياء الصغيرة، ويحافظوا عليها، كما اهتم الراعي بالخروف الضال، وكما اهتمت المرأة بالدرهم الواحد المفقود!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
أن القديسين كانوا يحملون سجلًا طويلاً حافلاً بالذنوب، وأن القديسات لسن بالضرورة جميلات -كما نهتم دائمًا بالتركيز على ذلك- بل لا بد وأن يعرفوا أن منهن مَنْ كن خاطئات أيضًا!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
عندما يتزوجون، ألا ينظروا فقط إلى الآية التي تدعو العريس إلى أن يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته، فينحاز إلى أهل زوجته، ويجافي أهله. فهناك آية أخرى موجهه للعروس، تقول: انسي شعبك، وبيت أبيكِ. فالترك هنا هو ترك الفطام لا ترك علاقة صلات القربي الحميمة!
تعلّموا من الكتاب المقدس، وعلّموا أولادكم!
أن يصبحوا ذواتًا متفتحة متعلمة، أن يصبحوا تلاميذ!
