يصدر مجلس كنائس الشرق النسخة العربية من كتيب “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين” لسنة 2024، حاملًا عنوان “أحب الرب إلهك… وأحب قريبك مثلما تحب نفسك” (لوقا10: 27). جاء اختيار هذا العنوان في وقت يعاني فيه العالم والشرق الأوسط من حروب وصراعات وأزمات وانقسامات عدة في ظل موجة من الظلم واللاعدالة وخطاب الكراهية…
يدعونا الكتيب إلى السير سوية والصلاة والعمل معًا في محبة متبادلة خلال هذه الفترة الصعبة التي يواجهها العالم، خصوصًا وأن محبة المسيح التي توحد جميع المسيحيين هي أقوى من كل الإنقسامات وهي التي ستتغلب على كل أنواع العنف.
كما يرتكز الكتيب على النص الذي جاء في (لوقا10: 25-37)، حيث أعاد يسوع التأكيد على التعاليم اليهودية التقليدية في سفر (التثنية6: 5)، “فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.” وفي سفر (اللاويين 19: 18ب)، « “تحب قريبك كنفسك. أنا الرب.”.
في مقدمة هذا الكتيب التي كتبها الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس تحت عنوان “تلك التي لا تسقط أبدًا”، يقول “تطرح هذه الآية التحدي الأكبر على الإنسان: أن يحب الرب وأن يحب قريبه مثل نفسه. هنا تساوي الآية بين محبة الإنسان لنفسه ولربه ولقريبه، وهذه ذروة الإيثار وذروة العدالة اللتين تتطلبان تهذيبًا للذات وترويضًا للأنانية الجامحة.
تحمل هذه الآية في معانيها قيمة أساسية من قيم التماسك والانسجام الاجتماعيين، والجدير التذكير به، خصوصًا لكل من ضلوا السبيل ويتنكرون لإيمانهم، إن سلم القيم هذا، الذي وجد ذروته مع السيد المتجسد، هو أساس الحضارة الحديثة التي نشهد هجومًا عليها اليوم في بعض الأوساط وفي بعض المجتمعات في العالم”.
جدير بالذكر أن “أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين” هو ثمانية صلوات يحتفل بها المسيحيون حول العالم بين 18 و25 يناير من كل سنة. ويقدم كتيب السنة مجموعة نصوص قام بصياغتها فريق مسكوني في بوركينا فاسو بالتعاون مع جماعة «الدرب الجديد» المحلية حيث أعدها سوية ونشرها المجلس الحبري لتعزيز الوحدة المسيحية ولجنة إيمان ونظام في مجلس الكنائس العالمي، وقام بتعريبها مجلس كنائس الشرق الأوسط كما جرت العادة سنويًّا.
صورة الغلاف هي أيقونة السّامري الصالح، اختارها مجلس كنائس الشرق الأوسط للاحتفالات في الشرق الأوسط تأكيدًا على ضرورة محبّةُ الله والقريب رغم كلّ التحدّيات والصّعاب الّتي تحيط بالإنسان اليوم، وتشديدًا على أهميّة الخدمة والعطاء ومساندة الأشخاص الأكثر عوزًا وضعفًا.