نيفين عاطف مشرقي
بات الإيقاع السريع للحياة آفة تحارب صحة الإنسان، فذلك الإيقاع نجم عنه التهاون في أهم عامل يسهم في تجنب العديد من المشاكل الصحية، وهو ممارسة التمارين بشكل عام والتي تقي الإنسان من الوقوع في براثن المتاعب والألم. وأحد تلك المتاعب هو متلازمة النفق الرسغي والتي يمكن تجنبها بإتباع بعض التمارين بشكل دوري.
عن تلك المتلازمة حدثنا د. بيشوي نبيل – أخصائي جراحة العظام والمفاصل وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا وزميل الجمعية السويسرية لكسور العظام. في البداية، حدثنا د. بيشوي عن المقصود بمتلازمة النفق الرسغي قائلاً: يوجد النفق الرسغي في رسغ اليد، وهو عبارة عن قناة تشبه النفق، وأرضيتها مكونة من عظيمات الرسغ، وسقفها مكون من رباط يتخذ مسارًا عرضيًا في رسغ اليد، وهذا النفق تمر من خلاله أوتار العضلات القابضة التي تخص اليد والأصابع، وأيضًا يمر من خلاله العصب الأوسط الذي يغذي منطقة الثلثين الخارجين من كف اليد، والثلاثة أصابع ونص الذين يبدأون من أول أصبع الإبهام، والأصبعين اللذان يقعان بجواره. وتلك المتلازمة تُحدِث اختناق العصب الأوسط نتيجة للإجهاد الزائد مما ينتج عنه ما يُسمى بألم النفق الرسغي. وعن أعراض المتلازمة، أوضح د. بيشوي أنها تتمثل في ألم في منطقة الرسغ، وألم في كف اليد والأصابع، ويكون هذا الألم في صورة تنميل أو شكشكة في الأصابع وكف اليد، وكذلك وجود ضعف في قبضة اليد، وهذا الألم يزداد ليلاً، وأحيانًا يجعل هذا الألم المريض يستيقظ على وجود ألم في اليد والساق.
أما عن الأسباب، فقد أشار د. بيشوي إلى أنها ترجع إلى زيادة استخدام اليد أثناء الشغل العضلي أو اليدوي بشكل زائد عن الحد، كما يحدث هذا الألم كنتاج للالتهابات الروماتويد، وكذلك بعد كسور الرسغ والجبس فترات طويلة، كما أن وجود التهاب مزمن في الأعصاب الطرفية يؤدي إلى ظهور تلك المتلازمة. وأوضح د. بيشوي أن التشخيص يأتي من خلال سماع شكوى المريض وفحصه جيدًا، وفحص حالة الأعصاب، وعمل أشعة عادية على الرسغ، عمل أشعة عادية على الفقرات العنقية حتى يمكن التأكد من أن مشكلة التنميل بعيدة عن أي وجود مشكلة بالفقرات، وعمل رسم العصب والذي يحدد مكان الاختناق ودرجة الضغط على العصب.
وعن علاج متلازمة النفق الرسغي، أوضح د. بيشوي أنه يكون على حسب حالة المريض، ودرجة الاختناق الموجودة في العصب الأوسط، حيث إن علاج الحالات البسيطة يبدأ بشكل دوائي وعمل بعض التمارين والعلاج الطبيعي، أما في الدرجات الشديدة من الاختناق وضعف الأعصاب، فإن الأمر يتطلب إجراء تدخل جراحي وهو ما يُعرف بعملية تسليك العصب الأوسط للرسغ. وختامًا، قدم د. بيشوي بعض النصائح لتفادي متلازمة النفق الرسغي تتمثل في: محاولة تقليل المجهود اليدوي أو العضلي الزائد، وممارسة التمارين التي تهدف إلى تقوية منطقة الرسغ، وذلك بشكل مستمر لمنع حدوث متلازمة النفق الرسغي.