كل شخص اليوم يحمل رأيًا حول مَنْ هو يسوع المسيح. تتعدد هذه الآراء على نطاق واسع، وغالبًا ما تتناقض، لكن لا يمكن لجميع الآراء المتناقضة أن تكون على صواب. كيف لنا إذًا أن نحدد حقيقة من هو يسوع؟ كيف لنا أن نعرف إذا كان هو الشخص ذو الأهمية العظمى أم لا؟ كيف نعلم أنه بالفعل ما ادعاه عن نفسه؟ يكمن السبيل الوحيد لذلك في الفحص الصريح لادعاءاته في اكتشاف نوعية البراهين المتوفرة التي تدعم تلك الادعاءات.
بداية، يمكننا أن نلحظ أن التاريخ يُعرف كالتالي: “هو سجل منهجي مستمر لأحداث عمومية أو مهمة. إنه دراسة لأحداث الماضي، خصوصًا تلك المتعلقة بقضايا الإنسان” (قاموس أوكسفورد الأمريكي). لاحظ أنه لا يوجد إعلان في هذا التعريف ينفي أن تكون المعجزات جزءًا من التاريخ، على الرغم من خصوصيتها وفرادتها. فعندما نواجه أحداثًا فوق طبيعية في حياة المسيح، أول ما يتبادر إلى الذهن هو التساؤل فيما إذا كانت قد حدثت فعلًا أم لا. لكن عندما تتوفر لدينا شهادة كفوءة تأتي من شهود عيان تشير أن تلك المعجزات حصلت، عندئذٍ علينا أن نُدرج تلك المعجزات كجزء من التاريخ. إذا كان الله قد تدخل في التاريخ، علينا أن نتوقع المعجزات. وعليه، فالمؤرخ الحقيقي يجب أن يهتم بما حصل حقيقةً، لا على أساس انحيازه ضد ظواهر فوق الطبيعة، بل على أساس تحقق نزيه ومتأنٍ من الأدلة.