إيليا رفعت
“فقال أبرام للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان.” (تك13: 8).
معنى الخصام: نزاع، خلاف، عداء. ونرى هذا التعريف بوضوح في حفر عبيد إسحاق للآبار ثم النزاع بينهم وبين رعاة جرار) تك26: 20-22). فرغم أنهما أقرباء إلا أنهم كانا في حالة من النزاع. وهذا ما نراه بين يعقوب وخاله لابان (تك31: 36). قد تصل الخصومة إلى درجة أبعد من النزاع، وهذا ما حدث بين الرجلين العبرانيين (خر2: 13).
خاصم الشعب موسى (خر17: 2)، وخاصم الإخوة بطرس بدون أن يفهموا (أع11: 2).
أسباب الخصام:
الكبرياء: “الخصام إنما يصير بالكبرياء” (أم13: 10).
الغضب: “الرجل الغضوب يهيج الخصومة، وبطيء الغضب يسكن الخصام” (أم15: 18؛ 30: 33).
الاستهزاء: “أطرد المستهزئ فيخرج الخصام، ويبطل النزاع والخزي” (أم22: 10).
لا للخصام بيني وبينك:
1- أنت والرب: قال أليهو لأيوب: “ها إنك في هذا لم تصب. أنا أجيبك، لأن الله أعظم من الإنسان. لماذا تخاصمه؟ لأن كل أموره لا يجاوب عنها” (أي33: 12-13). يا مَنْ تجتاز في الألم والمرض مثل أيوب: لا تخاصم الرب. ما أروع الشونمية التي في أصعب الظروف لم تلق باللوم على الرب بل ذهبت إلى رجل الله وقلبها يمتلئ بالسلام. “اركض الآن للقائها وقل لها: أسلام لك؟ أسلام لزوجك؟ أسلام للولد؟ فقالت: سلام” (2مل4: 26).
2- أنت وقريبك: صنع الرب خلاصًا لإسرائيل على يد داود (1 صم). وعلى الرغم من ذلك، كان شاول يعادي داود وأراد أن يقتله (1صم19: 1). لكن يوناثان تعلق بداود وأحبه (1صم18: 1؛ 19: 2)، وعرَّض نفسه للخطر لأجل داود (1صم20: 24-34). اتبع إبراهيم السلام مع لوط ابن أخيه ولم يسمح بالخصام. “فقال أبرام للوط: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك، لأننا نحن أخوان.”
3- أنت ومَنْ لا يحبونك: وأنت تسير في رحلة الحياة تتقابل مع أشخاص لا يحبونك، فلا تخاصمهم بل كن محبًا لهم. “بدل محبتي يخاصمونني. أما أنا فصلاة” (مز104: 4).
لماذا لا نخاصم؟
1- وصية: “والمباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها، عالمًا أنها تولد خصومات، وعبد الرب لا يجب أن يخاصم، بل يكون مترفقًا بالجميع، صالحًا للتعليم، صبورًا على المشقات” (2تي2: 23-24).
2- نحن جسد واحد: (1كو12: 25-31؛ غل5: 20). ألا تعلم يا عزيزي أننا نحن المؤمنين أعضاء في جسد المسيح ولا يجب أن يحدث خصام بين أعضاء الجسد الواحد؟
3- من إبليس: “وزارع خصومات بين إخوة” (أم6: 19) مَنْ يقود البشرية للنزاع والعداء هو إبليس، ودورنا ألا ننقاد وراء هذا العدو.
4- نحن صورة يسوع: “لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ، حتى يخرج الحق إلى النصرة” (مت12: 19-20).
خاصم يسوع كم شخص؟ إن تعاليمه خالية من الخصام ومبنية على المحبة (مت5: 21-24، 40، 43، 44). وفي حياته وتعامله مع الناس، لم يخاصم أحد حتى مَنْ أرسل وقال له: “أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟”، بل على العكس قال في غيابه أجمل الكلمات (مت11: 1-11). وعند صلبه (يو18: 19-23)، لم يخاصم مَنْ ضربه على وجهه. وبعد القيامة، ذهب ليعالج مَنْ أنكره (يو 21).
كن مصدرًا للسلام لا للنزاع والخصام (رو5: 1؛ تك 27). كن كما كان الرب يسوع ولا تكن كما كانت رفقة التي بجهلها فرقت بين ابنيها. كن مصدرًا للمحبة لا للكراهية وعدم الغفران (مت 18: 18، 21-34). كن صورة يسوع على الأرض في وسط عالم امتلأ بالصور المشوهة (صور الخصام).
ملاحظات ختامية
1- فرِّغ نفسك من كل شحنة خصام (رو 1: 29).
2- ابعد نفسك من طريق الخصام (رو13: 13).
3- الخصام من أعمال الجسد (1كو3: 3؛ غل5: 20).