معرفة السمات الشخصية لزوجك قد يكون أمرًا صعبًا في بداية الزواج، ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين منك، فالزوج لن تظهر شخصيته الحقيقية بعيدًا عن زيف وتصنّع الشخصية الافتراضية التي كان يحاول تقمصها أثناء فترة الخطوبة، إلا بالاحتكاك المباشر وخوض التجارب الحياتية معًا، فالغوص في النفس البشرية هو من أصعب الأمور، كما أن الشخصية ليست شيئًا ثابتًا يمكن التعرف عليها ورصدها بل تتطور مع مرور الزمن وتزايد الخبرات والخوض بتجارب الحياة، وخلال هذه الرحلة الطويلة قد تكتشفين تفاصيل جديدة في شخصية زوجك لم تكوني تعرفينها، أو قد تكون تغيرت بمرور الوقت فكيف تكتشفين شخصية الزوج.
شخصية الإنسان يصعب تغييرها أو تقليدها
إن لشخصية كل إنسان أسلوبًا معينًا يصعب على الآخرين تقليده أو تقمصه، كما يصعب علينا نحن أن نُغيره، على أن التغيير ليس مستحيلاً ولكنه ممكن، فهو يأتي عفويًا وطبيعيًا كما يأتي إرادة وعمدًا، من خلال اكتساب بعض الصفات من تجارب حياتية خاصة، فنرى الشخصية عندئذ تسير في نموها كالثمرة نحو النضج والتطور، ومعرفة كل امرأة لشخصية الزوج والشريك الذي تسير معه برحلة الحياة الطويلة أمر ضروري لنجاح الحياة الزوجية، حيث يساعدها ذلك على إيجاد أفضل طريقة للتعامل والتفاهم معه، مما يؤدي إلى نجاح هذه الحياة واستمرارها بشكل أفضل.
كيفية معرفة شخصية الزوج
يمكن للزوجة التعرف على شخصية الزوج من خلال عدة أمور منها:
• التواصل الجيّد
التحدث الفعال والاستماع الجيد من الأمور التي ستساعدك على فهم شخصية الزوج، ويُمكنك أن تختاري وقتًا مناسبًا وطريقة مُناسبة للتواصل معه وبأسلوب جيد، ومشاركته الرأي، فالتواصل احتواء ولكن لابد من اختيار التوقيت والمكان الهادئ والمُناسب للحوار، بحيث يكون الزوج في حالة مزاجية تسمح له بالحديث معك وذلك لتحديد القواسم ونقاط التواصل المشتركة بينهما، ومن خلال هذا التواصل ستستطيع معرفة شخصية زوجها.
• فهم طموحات الزوج
معرفة طموحات الزوج وآماله وأحلامه التي يريد تحقيقها في الحياة وأهدافه التي يرغب بتحقيقها، لتقديم الدعم له، والاطّلاع على هواياته المختلفة، مثل: القراءة، أو سماع الموسيقى، وذلك لتحديد نقاط التواصل المشتركة بينهما، سيساعدك ذلك على الاقتراب ومعرفة الكثير من الأسرار حول شخصية الزوج ونظرته للحياة.
• مراقبة كيفية تعامل الزوج مع الآخرين
بإمكانك معرفة شخصية زوجك من خلال ملاحظتك لمعاملته مع الأصدقاء والأهل، لمعرفة أسلوبه في التعامل إن كان لطيفًا أو مهذبًا أو هادئًا أو عصبيًا معهم، أو اجتماعيًا أو انطوائيًا ولا يجيد التحدث معهم، كذلك معرفة طريقة تفكيره من خلال النقاش معك عن أصدقائه وكيف ينتقدهم وماذا يقول عنهم إن كان يصفهم بصورة لائقة، أو بطريقة مستفزة، أو غير لائقة، فكل هذه الأمور سوف تساعدك على معرفة شخصيته.
• الأنشطة التي يمارسها
بإمكانك أن تشاركي زوجك بعض الأنشطة التي يمارسها، كالألعاب الإلكترونية أو غيرها من الألعاب الذهنية، ويجب أن تكون هناك روح المنافسة حتى يكون الجو لطيفًا بينكما، ويستطيع إخراج شخصيته الحقيقية أثناء اللعب، فيتضح لك أسلوبه وشخصيته.
• الاجتماع مع أسرة زوجك
اجتماعك مع أسرة زوجك، سيساعدك على معرفة سلوكه الطبيعي والعفوي تجاه عائلته وطريقة معاملته لها ومعرفة مدى انتمائه لها والموضوعات التي يسمح للأهل بالتطرق إليها، كذلك معرفة الأمور الشخصية التي لا يسمح للأهل بالتطرق لها، فعلاقة الزوج الجيدة بأهله صحية ومفيدة للحياة الزوجية، فالزوج البار بأهله هو نفسه الزوج البار بزوجته والقادر على احتواء كل جوانب الحياة الزوجية.
• الاستماع الجيّد للزوج
الاستماع ضروري للتمكّن من فهم وجهة نظر زوجك، وسيفتح لك نافذة إلى عالمه الخاص ومعرفة نظرته للأمور، ولكن لابد من إعطائه مساحة للحديث عن نفسه بصراحة، وعدم مقاطعته، ومشاهدة تعابير وجهه المختلفة أثناء الحديث، سيساعدك هذا الأسلوب على معرفة ما هو أبعد من الكلمات، وعلى فهم مستوى تفكيره والتعامل معه.
• السؤال عن طفولة الزوج ونشأته
فترة الطفولة من أكثر الفترات تأثيرًا في شخصية أي إنسان، ولكي تكتشفي شخصية زوجك عليك معرفة لحظات طفولة زوجك ومكان نشأته ومعرفة الظروف التي مر بها في طفولته والمشاكل التي واجهته، فهذه المرحلة لها تأثير كبير في صقل وتكوين شخصيته، سيساعدك هذا على فهم كثير من الأمور في شخصيته.
• تقييم أسلوب تواصل الزوج مع الآخرين
يعتمد نجاح التواصل مع الآخرين بدرجة كبيرة على نجاح التواصل الشخصي، والتواصل الجيد مع الآخرين يدل على وجود علاقة احترام معهم، ومن المهم معرفة امتلاك الزوج لأسلوب لطيف ومهذّب عند التعامل مع الآخرين أم لا بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية، فالتواصل مع الآخرين يساعد الزوج على الشعور بجودة الحياة، فالأفراد المحيطون بنا غالبًا ما يكون لهم تأثير كبير على حالتنا النفسية، ويمكن للزوجة التحقق من ذلك خلال خروجها معه أو أثناء معرفة أسلوب زوجها في تحدثه عن الآخرين في غيابهم.
• تحليل سلوك وردود أفعال الزوج
محاولة مراقبة سلوك زوجك ومعرفة كيفية تصرفه في مختلف المواقف وكيف يتفاعل مع المواقف الاجتماعية فبإمكانك ممارسة نشاط بجهد كبير، قد يعطي هذا النشاط شعورًا بالخوف، والقلق، والإحباط، فهنا ستتضح الأمور وستتعرفين على ردّة فعله ومعرفة جزء من شخصيّته وسلوك كان يتخفى عنك، فقد يشعر بالحماس والقوة والإيجابيّة، أو قد يشعر بالقلق، والإحباط مثلاً، ويكون شخصًا لا يتحمل الخوف وأمثلة لذلك السفر بالطائرة.
• تقييم الاستجابة عند الشدائد
إن مرور الشخص في الشدائد يكشف عن شخصيته الحقيقية، فسلوك زوجك وأخلاقه وقيمه ستظهر في الشدائد والأزمات، التي واجهته فهي التي توضح لك معدنه وأخلاقه وقيمه، فعليك معرفة كيف واجه هذه المواقف الصعبة السابقة أو التي سيواجهها مستقبلاً، وهل يتحمل المسؤولية عن أفعاله أم يلقي اللوم على الآخرين، فهذا السلوك سيساعدك على معرفة شخصية الزوج بطريقة فعالة.
وبعد أن تعرفت على كيفية التعرف على شخصية الزوج يمكنك التعرف على: علامات قوة شخصية الزوج
أنواع الشخصيات
هنالك العديد من أنماط الشخصية والتي يمكن من خلالها معرفة الشخص حيث يتميز ببعض السمات أو العلامات، بالتأكيد سيسمح لك بمعرفة نوع شخصية زوجك والحكم عليها حتى تتمكني من التعامل معه بشكل مناسب:
الشخصيات البصرية
ويعتمد أصحاب هذه الشخصية على تفاصيل الأمور بمجرد النظر لها، كما أنها من الشخصيات التي تستطيع الاحتفاظ بالمعلومات التي تُجسد من خلال الكائنات المرئية، مثل: الصور، والمخططات، والرسوم وعندهم سرعة بديهة، وذكاؤهم الكبير يُساعدهم على فهم المواقف المحيطة بهم بلمحة البصر، فهم دائمًا من الشخصيات المبدعة، ويتميزون بارتباطهم الوثيق بالمكان والأشياء من حولهم، ولديهم القدرة على تخيل التفاصيل، وبناء صورة واضحة وكاملة للأحداث، يركز معظم انتباهه على الصور والأشكال والألوان ويعتمد على الحركات لدعم قوله، يميل إلى التنفس السريع ويفيض بالطاقة ويتحدث بصوت مرتفع، ولديهم قدرة كبيرة على ملاحظات الأشياء من حولهم، وفهم تفاصيلها الدقيقة بسهولة ويسر، ولكن مشاكلهم هي في التعبير اللفظي السليم عن أفكارهم، إذ قد يفشلون أحيانًا في مناقشة أي حوار شخصي أو إيصال المعلومة بشكل جيد، وقد يجدون مشكلةً في التواصل الجيد مع أفراد عائلتهم، فقد يُساء فهمهم في بعض الأمور، ولكنهم سهل جدًا توجيههم وتعليمهم حتى يتغلبوا على هذه المشكلة.
الشخصيات السمعية
يميل أصحاب الشخصية السمعية إلى ضرورة الفهم والإدراك لمختلف الأسباب الرئيسية أو الدوافع لفعل شيء ما معين بعينه، ويعد هذا النوع ناجحًا للغاية في التعامل مع أي أمر يعتمد على مختلف الأصوات السماعية، وهذا الشخص يحب النقاش والحوار، كما أنه يحب التأكد من المعلومة أكثر عن طريق الحوار والمحادثة، وله نغمة جميلة في صوته يأسرك بها وبالحديث معه مكوناً بذلك جملاً موسيقية ترتاح معها طبلة الأذن. أخيرًا الإنسان السمعي اجتماعي يجيد العلاقات الاجتماعية ودائمًا يعتمد على المعلومات التي تأتي إليه سمعيًا، وهذا الشخص يفضل دائمًا الإنصات للآخرين، وعندما يتحدث يستخدم نبرات ونغمات صوتية متباينة.
الشخصيات الحسية
يعتمد هذا النوع من الشخصيات الحسية أو الحركية كما يطلق عليها إلى استخدام الأحاسيس والمشاعر والعواطف بشكل كبير في الموقف أو التجربة التي يمر بها، لذلك قراراتهم مبنية على المشاعر والعواطف المستنبطة من التجربة، والحس المرهف هو ما يميز الإنسان ومن طبعه أنه يحب الجلوس كثيرًا على الكرسي، وعادة يتحدث ببطء، ويميل إلى ذكريات الماضي.