الحياة فرصة لا تُعوض، تُمنح لكل إنسان على وجه الأرض، ويمكن للفرد من خلالها أن يصل إلى هدفه وحلمه، ويحقق شخصيته ومطالبه بشكل كامل؛ إذ أنها تحتضن جميع البشر، وتتحمل جميع أعبائهم ومشاكلهم. ولذا فحينما تتفاعل معها بشكلٍ إيجابي، تتطور وتزدهر وتصبح متكاملة. وسر حب الحياة هو السعادة، والسعادة تتمثل في أن يتمكن الإنسان من إثبات ذاته أمام نفسه وأمام الآخرين، وأن يتعلَّم أشياء جديدة، وأن يدخل في كل المنافسات، وأن يضع أهدافًا ويسعى بكل جد لتحقيقها ويجتهد لكي يُخرِج المواهب والمهارات التي ميَّزه بها الله سبحانه وتعالى. تقول الدكتورة سناء الجمل خبيرة التنمية البشرية: “لأننا نحب الحياة ونحب أن نعيش السعادة الحقيقية، نستعرض الأشياء التي يجب أن تقوم بها للحصول على كل ذلك.”
*عِشْ السعادة
-أفسح المجال لنفسك لتتعرف على أشخاص جدد. من المهم أن تحافظ على صداقاتك القديمة لكن من الضروري أن تكون أكثر انفتاحًا وتتعرف على أشخاص جدد من خارج نطاق إقامتك مختلفين عنك في الأفكار وفي الثقافة. ستشعر معهم ببعض التغيير وسيُدخِلون لحياتك المتعة والسعادة وهذا ما سيجعل حياتك تسير نحو الأفضل.
– أدخِل بعض التغيرات على مظهرك الخارجي. لا يخفى على أحد أن المظهر الخارجي يؤثر على الحالة النفسية للإنسان ويعطي انطباعًا أول عنا. لذا ندعوك لإدخال بعض التغييرات على مظهرك، سواء في طريقة ارتداء الملابس أو في اختيار تسريحة الشعر، فسيُشعِرك هذا بالرضا الداخلي وستتشجع لأن تصبح أكثر انفتاحًا مع كل مَنْ حولك.
– ابحث عن العناصر التي تساعدك على الاسترخاء حتى تنجح في مواجهة ضغوطات الحياة. يجب أن تبحث عن العناصر التي تساعدك على الاسترخاء؛ مثلًا غيِّر ديكور منزلك واختر أثاثًا مريحًا وأكثِر من استخدام اللونين الأصفر والأزرق فهما من الألوان الغنية بالانتعاش والتي تعطي الراحة للنفس والجسد بمجرد رؤيتها في المنزل.
– خصص ساعة يوميًا للمطالعة. للقراءة فوائد عديدة فهي تساعد على توسيع دائرة المعارف وتفسح المجال للقارئ للتعرف على آخر ما توصل إليه العلم من تطورات، كما أنها وسيلة تزيد من خبرتنا فمن خلالها نتعرف على أهم التجارب البشرية، وهذا ما نحتاج إليه بالفعل لمعالجة مشاكل الحياة والوصول في النهاية للسعادة الحقيقية.
– حاول أن تختلي بنفسك بعيدًا عن الناس. حاول أن تختلي بنفسك بعيدًا عن الناس بين الحين والآخر وخاصةً عندما تشتد عليك ضغوط الحياة وتعجز عن حل المشاكل التي تواجهك. سيساعدك هذا على التفكير بعمق بعيدًا عن المشتتات وإعادة ترتيب أفكارك وصياغة قرارات وحلول جديدة، وبذلك ستنجح في مواجهة الحياة والعيش بسعادة وسلام.
– حطِّم خوفك وشارك في المسابقات. تجاوز مخاوفك جميعها وحاول أن تثبت لذاتك أنك قادر على خوض غمار التحدي. شارك في الماراثون؛ تسلّق الجبال؛ تعلَّم القفز المظلي. سيُشعِرك هذا بالإثارة والسعادة. كذلك لا تتردد في المشاركة في المسابقات العلمية فهي ستحفِّز تفكيرك الإبداعي، وهذا ما تحتاج إليه حتى تحقق النجاح والتميز في حياتك.
*طرق بسيطة لجعل الحياة أكثر بساطة
– يجب أن يكون لديك هدف أكبر من العمل في حياتك بأن تبحث عما يجعلك سعيدًا طوال الوقت، ولا تتردد في السعي إلى تحقيقه، فالهدف الرئيس من حياتنا هو أن نكون سعداء فيها.
– ضع أهدافًا ورؤوس أقلامٍ لحياتك، فالحياة بلا أهداف مملة نوعًا ما، ولذا يجب عليك أن تعلم أن عملك في حد ذاته لا ينبغي أن يكون هدفك الأكبر والأهم في الحياة، بل يجب أن يكون هناك شيء آخر يدفعك إلى السعي والاستمرارية.
– حافظ على صحتك وتجنَّب الأمراض التي باستطاعتك تجنُّبها.
– عليك أن تنام جيدًا كل يوم، وألا ترهق نفسك في العمل أكثر من الوقت اللازم، وأن تمارس الرياضة الصحية بانتظام، وتتناول طعامًا صحيًا.
– حاول أن تحتفي بكل شيء يحدث معك، ولا تترك أي مناسبة صغيرة أو كبيرة حتى لو كانت بسيطة، فالقيام بأي أمر من شأنه أن يُظهِر مدى سعادتك وتقديرك.
وفي الختام: فلنحرص جميعًا على حب الحياة والتمتع بها، وتقدير نعم الله سبحانه تعالى وشكره عليها، وجعل الحياة مكانًا للأمور الجميلة والذكريات المليئة بالحنان والعطف والحب والود، ومحاولة إصلاحها وتزيينها بلمساتنا الجميلة؛ فالحياة كالأرض الخصبة، تُعطي من يزرع بلا مقابل.