31.4 C
Cairo
الإثنين, سبتمبر 16, 2024
الرئيسيةأسرةكيف تتجنبها.. سلوكيات تؤدي لتدمير العلاقة الزوجية

كيف تتجنبها.. سلوكيات تؤدي لتدمير العلاقة الزوجية

يقول أوسكار وايلد: “إن حُب نفسك هو سر الرومانسية مدى الحياة. ولكن عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الحب بين الزوجين، فإن الوصفة ليست بهذه البساطة. قد يكون قبول شريكك كما هو بمثابة البداية، لكنه لا يضمن النهاية السعيدة للعلاقة.”

يعاني كثير من الأزواج من مشاكل صغيرة يهملونها، ظنًا منهم أنها ستُحل من تلقاء نفسها أو أنها ليست مهمة بما فيه الكفاية، إلا أن هذه الأشياء الصغيرة قد تكون سببًا في تقويض العلاقة حتى تصبح لا تطاق.

معظم مشاكل العلاقات الزوجية متكررة

معظم مشاكل العلاقات الزوجية متكررة، وتحديدها هو الخطوة الأولى لحلها أو تجاوزها لتستمر الحياة. ففي بعض الأحيان، قد تبدو بعض السلوكيات والأفعال بسيطة إلا أن تبعاتها قد تكون مزعجة، حيث تتراكم المشاكل الصغيرة ومع كثرتها تكبر وتتضخم. ولذلك فالقاعدة الأولى للحفاظ على العلاقة الزوجية وعلى جودتها هي إصلاح ما يزعجك أو يزعج شريكك في أسرع وقت ممكن، إلا أننا يجب أن نعرف أنه ليس من السهل دائمًا اكتشاف مصدر الانزعاج بالضبط لأحد الطرفين أو توصيل مشاعر الأذى والألم بشكل صحيح، فما يزعجك من شريكك قد يكون من وجهة نظره أمرًا بسيطًا، والعكس. وهذه المعضلة قد تكون البذرة الأساسية لنشأة الخلافات في جميع العلاقات.

7 سلوكيات تؤدي لتدمير العلاقة الزوجية

 هناك عدد من السلوكيات المعروفة والمتفق عليها والتي إذا ما قام بها طرف فهي تؤذي الطرف الآخر وقد تؤدي لتدمير العلاقة، ومن أهمها:

1- عدم الفهم بشكل صحيح وارتفاع سقف التوقعات

قد يغضب أحد الزوجين لأن الآخر لم يتمكن من قراءة أفكاره، فالزوج من فرط محبته لزوجته يكون متوقعًا منها أن تفهمه لأبعد الحدود حتى وإن لم ينطق بكلمة، ولذلك فهذا النوع من التوقعات (التي قد تكون غير منطقية لحد كبير) يكون هو الدافع لنوع ما من المشاكل، فالزوج غالبًا ما يقفز عقله إلى استنتاجات معينة قد تخلق سوء فهم عندما يتوقع من الطرف الآخر أن يخمن ما يدور في رأسه.

إن الطريقة الأولى لتدمير العلاقة هي نشوء عدم الفهم بين طرفيها مما يفتح المجال للتكهنات والتوقعات التي يبنيها أي طرف. والحل لهذه المشكلة بسيط وهو أن يعبِّر كل طرف عما يريده بوضوح بدون أن يترك الفرصة للآخر لكي يتخيل أن الطرف الآخر سيفهمه.

2- عدم الاهتمام باحتياجات الطرف الآخر

عندما نواجه أي خلاف في الحب، فإننا عادةً ما نركز اهتمامنا على عالمنا الخاص، إلا أننا يجب أن نتساءل ونحن نغوص في أعماقنا الداخلية عما يشعر به الطرف الآخر، وكثيرًا ما نحاول إقناع الآخر بحججنا، دون الالتفات إلى ما يحتاجه الطرف الآخر، على أننا لا ندرك أن المشكلة الأساسية هي أننا نتحدث لنجعل الآخر يفهم موقفنا، ونقنعه بحججنا، ونتوقف عن الاهتمام بما يحتاجه هو نفسه. والحل لهذه المشكلة هو أن نكون أكثر تفهمًا، ونحاول أن نضع أنفسنا مكان الشخص الآخر، فينشأ التعاطف عندما نستمع له بعناية، وعندما يكون لدينا اهتمام صادق بما يحدث له دون أن نقاطعه، ودون أن نحاول إقناعه بما نفكر به.

3- عدم الوضوح بشأن ما نحبه

أثناء الوقوع في الحب، نتغاضى عن جوانب في شخصية الحبيب، وهي الجوانب ذاتها التي قد نرفضها في أشخاص آخرين. إن غض الطرف عن سلوكيات معينة أو محاولة إقناع أنفسنا بقبول هذه السلوكيات عبر إضفاء طابع نسبي على بعض المواقف التي تحدث بسبب هذه السلوكيات يكون تصرفًا شائعًا بين المحبين. (فالمثل الشعبي يقول: “حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط”). وبعد الزواج، يترتب على هذا الأمر حدوث مشاكل، ومن ثم (بعد أن تقع الفأس بالرأس كما يقولون) ندرك أننا ربما ارتكبنا خطأً في الاختيار. فنحن لا نحب حقًا ما هو عليه هذا الشخص، ونجد أنفسنا في بداية طريق متعرج قد يكون من الصعب حقًا الهروب منه دون أن نصاب بأذى، ونحاول أن نقنع أنفسنا بمقولات بعد الزواج الشهيرة مثل “سأغيره” أو “الحب سوف يغيره” أو “سأقبله وأتكيف معه في النهاية”. وهذه الصيغ ما هي إلا مسكنات لأمراض العلاقة ونادرًا ما تنجح، ولذلك فمن الضروري الانتباه جيدًا منذ البداية لسلوكيات الطرف الآخر حتى لا نجد أنفسنا في مواجهة مثل هذا الموقف.

4- محاولة السيطرة على الآخر

بغض النظر عن مقدار محاولتك تبرير ذلك، فلا يوجد سبب وجيه يجعلك تتجسسين على زوجك وعلى هاتفه أو بريده الإلكتروني أو محاولة معرفة مكانه في جميع الأوقات. فهذا النوع من التدخل في خصوصية الزوج بدافع الغيرة غير مقبول، كما أن مراقبة خصوصية شخص آخر والتحكم فيها طريقة أكيدة لتدهور العلاقة. ولذلك عندما يحدث هذا، فإن استعادة احترام الذات والثقة بالآخر هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على العلاقة الزوجية، حيث إن عدم الثقة والغيرة ومحاولة السيطرة بمثابة حجر الزاوية لإفساد العلاقة دائمًا.

5- الإهمال كأسلوب حياة

عندما تتباعد الأيام وتكثر المشاغل يفقد الأزواج كثير من رومانسيتهم ولا يجدون وقتًا جيدًا لتغذية المشاعر الرومانسية بينهم، وبالتالي يهملون كثير من التفاصيل كالاحتفال بالمناسبات الجميلة معًا، ومشاركة لحظات سعيدة، وتذكر لحظات الحب الجميلة بينهم، وكل هذا يسبب انخفاضًا ملحوظًا في حرارة المشاعر ويعمل على تحويل العلاقة لاتجاه غير مريح. وللتغلب على هذا الأمر، يمكنك إعداد قائمة بتفاصيل اللحظات السعيدة بينكما ومحاولة تكرارها، كما أن استخدام الكلمات الرقيقة والاهتمام بنفسك وبمنزلك أو الاهتمام بالزوج هي عادات يمكن أن تحل هذه المشكلة.

6- نسيان الحدود في العلاقة

مثلما نعيش اجتماعيًا وفق قيود معينة، فمن الضروري وضع قواعد لحدود معينة بين الأزواج. ولبناء علاقات صحية ومرضية، يجب أن نكون واضحين للغاية بشأن حدودنا، أي ما الذي لا نرغب في التفاوض عليه تحت أي ظرف من الظروف.

هذه الحدود لا بد من وضعها عند حدوث سلوكيات أو مواقف ضارة لأول مرة. فإذا قمنا بتطبيع هذه المواقف فإن الطرف الآخر سيستمر في تكرار نفس الموقف، وعندما يتكرر الحدث مرتين أو ثلاث مرات أخرى، لن نكون قادرين على تحمله، ومن ثم فإننا نبحث عن الحجج لتبرير الأمر حتى لا نراه خطيرًا للغاية. وفي كل مرة تحدث هذه الظروف، تعود المعاناة والانزعاج، وقد تتحول العلاقة لعلاقة سامة يكون الأفضل إنهاءها، ولذلك فمن البداية لا بد من وضع حدود واضحة ومحددة لكل الأمور التي نرفضها ونقبلها وألا نتجاوز عن حقنا مهما حدث.

7- تجنب التواصل

يُعد التواصل أمرًا ضروريًا لكي تنجح العلاقة، لكن الأمر لا يتعلق بالحديث من أجل الكلام، بل بمعالجة الصراعات بالطريقة الصحيحة، فالتواصل والتفهم يسمحان لنا بحل كثير من المشاكل. فماذا سيكون الحل إذا لم تتمكن من التحدث عن الأمر ولم تجادل لصالح موقفك ولم تعبِّر عن نفسك بوضوح؟ ببساطة ستجد نفسك تنغلق على ذاتك ولن يكون من الممكن حل النزاعات الأخرى، فالصراعات التي تُترك دون حل غالبًا ما تتفاقم، ونادرًا ما تُحل من تلقاء نفسها. ولذلك يجب أن يكون تواصلك لطيفًا وحنونًا ومهذبًا وأن تحاول دائمًا تفسير تصرفات الطرف الآخر بنية طيبة وأن تُرجِع سبب المشكلة للنسيان أو السهو أو عدم القصد، فنية شريك حياتك لا يجب أن تكون سبب إزعاجك أو مضايقتك.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا