15.4 C
Cairo
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيكيف أتغلب على الخطيئة في حياتي المسيحية؟

كيف أتغلب على الخطيئة في حياتي المسيحية؟

يذكر الكتاب المقدس المصادر المتوافره لدينا حتى نتغلب على الخطيئة:

1) الروح القدس:

إن إحدى هبات الله لنا (كنيسته) أن نكون منتصرين في حياتنا المسيحية بالروح القدس. إن الله يقارن عمل الجسد وثمار الروح في (غل5: 16-25). في هذه الآيات يطلب منا الله أن نسلك في الروح. جميع المؤمنين لديهم الروح القدس، ولكن هذه الآيات تقول لنا أننا يجب أن نسلك بالروح، مسلمين لسلطانه. هذا يعني أن نسلم حياتنا لمشيئة الروح القدس بدلاً من أن نسلك بحسب الجسد.

إن التغيير الذي يستطيع الروح القدس أن يفعله في حياة المؤمن يتمثل فيما حدث في حياة بطرس، حيث أنه قبل أن يحل الروح القدس عليه كان قد أنكر يسوع ثلاث مرات بالرغم من قوله أن سيتبع يسوع حتى الموت. ولكن بعد امتلاؤه بالروح القدس تكلم بجسارة وبقوة مع اليهود عن المخلص.

إن الفرد يسلك في الروح عندما لا يحاول أن “يضع غطاء” ليخبئ مواهب الروح “إطفاء الروح” كما ورد في (1تس5: 19) على النقيض يسعى للملء بالروح القدس (أف5: 18-21). كيف يتم الملء بالروح القدس؟ أولًا، أن ذلك يتم باختيار الله كما كان في العهد القديم. لقد اختار الله أناس معينين ومواقف معينه في العهد القديم ليملأ أناس قد تم اختيارهم ليتمموا عمله (تك41: 38؛ خر31: 3؛ عد24: 2؛ وصم10: 10… إلخ). أنا أؤمن أن هناك دليل في (أف5: 18-21؛ كو3: 16) إن الله يختار ملء هؤلاء الذين يحرصون على ملء أنفسهم بكلمه الله. ونجد أن نتيجة الامتلاء بالروح القدس تتشابه في الكثير من إصحاحات الكتاب المقدس. وهذا يأتي بنا إلى المصدر الثاني.

2) كلمة الله:

الكتاب المقدس – (2تي3: 16-17) يقول أن الله قد أعطى لنا كلمته لكي يعدنا لكل عمل عظيم. إن الكتاب المقدس يعلمنا كيف نعيش وبماذا نؤمن، هو يكشف لنا الطريق الخاطئ الذي اخترناه ويساعدنا في الرجوع إلى الطريق الصحيح والبقاء فيه. (عب4: 12) يقول أن كلمه الله حية وقوية وقادرة على دخول قلوبنا للوصول إلى أعوص المشاكل التي لا تستطيع طبيعتنا البشرية التغلب عليها. إن كاتب المزامير يتكلم عن القوة المغيرة لحياته في (مز9:119 و 11 و 105) وبعض الأعداد الأخرى. يشوع يقول أن سر نجاحه في التغلب على أعدائه (تشبيه بالحروب الروحية التي نمر بها) هو أنه لم ينسى هذا المصدر بل أنه كان يلهج في ناموس الرب نهارًا وليلًا. لقد نفذ يشوع أوامر الله حتي إان كانت هذه الأوامر لا تبدو كخطط حرب منطقية.

إننا نتعامل مع كلمة الله وكأنها شيئًا إضافيًا. فإننا نحمل كتبنا المقدسة إلى الكنيسة أو أن نقرأ جزء منه كل يوم، ولكننا فشلنا في حفظه في قلوبنا والاتكال عليه وإيجاد مواقف تنطبق على حياتنا الشخصية فيه، أو الاعتراف بالخطايا التي يذكرها، أو شكر الله على عطاياه المذكورة به. بل وأننا في بعض الأحيان نتناول من الكتاب المقدس كم قليل جدًا يكفي بالكاد لإبقاءنا أحياء روحيًا وذلك من خلال الاقتراب من كلمة الله عندما نذهب إلى الكنيسة فقط (ولكننا لا نهضم قدر كافي من كلام الكتاب المقدس مما يجعلنا أصحاء روحيًا) أو أننا نتناول الكثير من كلمة الله ولكننا لا نتأمل فيها وندرسها بالدرجة الكافية التي تجعلنا نحصل على الغذاء الروحي اللازم لنمونا.

من المهم أنك إذا لم تكن تتبع نظام دراسة وقراءة الكتاب المقدس يوميًا وحفظ بعض الأعداد التي تشعر بأن الروح القدس يستخدمها لتغيير حياتك، أن تبدأ بجعل هذه عادة يومية لك. أيضًا أقترح أن تبدأ في كتابة ولو فقرة واحدة يوميًا توضح ما قد استفدته روحيًا من قراءة كل يوم. إنني أدون بعض الصلوات أحيانًا وأطلب من الله فيها أن يساعدني على التغيير في النواحي التي تكلم إليّ فيها من خلال قرائتي اليومية. إن الكتاب المقدس هو الوسيلة التي يستخدمها الروح القدس في توجيهنا في حياتنا وفي حياة الآخرين. (أف6: 17) جزء حيوي ورئيسي عن سلاح الله الكامل الذي يمنحه الله لنا لمواجهة الحروب الروحية (أف6: 12-18).

3) الصلاة:

إن هذا مصدر حيوي آخر أعطاه الله لنا. أن هذا المصدر يُستخدم من قبل المسيحيين كترديد فقط وقلما يستخدمونه فعليًا. إننا نقوم بعقد اجتماعات صلاة، أوقات للصلاة… إلخ. ولكننا لا نستخدم الصلاة كما استخدمتها الكنيسة الأولى (أع3: 1؛ 4: 31؛ 4: 6؛ 13: 1-3… إلخ ). لقد ذكر بولس أنه قام بالصلاة للذين أساء معاملتهم. ولكننا لا نستخدم هذا المصدر المتاح لنا حتى لو كنا بمفردنا. ولكن الله قد أعطانا وعودًا جميلة بشأن الصلاة ( مت7: 7-11؛ لو6: 23-27؛ 1يو5: 14-15). ومرة أخرى يذكر بولس الصلاة في الفقرة الخاصة بالإعداد للحرب الروحية (أف6: 18).

هل الصلاة مهمة؟ عندما تنظر مرة أخرى إلى بطرس تجد كلمات الله له في حديقة جثيماني قبل إنكار بطرس. هناك، عندما كان يسوع يصلي، كان بطرس نائمًا. يقوم يسوع بإيقاظ بطرس من النوم قائلًا: “اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف” (مت26: 41). أنت مثل بطرس تريد فعل الصواب، ولكنك لا تجد القوة. يجب أن نتبع وصية الله في أن نستمر في الطلب، نستمر في القرع، نستمر في السؤال وهو سيعطينا القوة التي نريدها (مت7: 7)، ولكن يجب أن يصبح هذا المصدر أكثر من مجرد ترديد بالشفاة.

أنا لا أقول أن الصلاة سحرية. أنها ليست كذلك. إن الله عظيم. إن الصلاة هي عبارة عن إدراك محدوديتنا وإدراك قوة الله التي لا تفنى واللجوء له لإيجاد القوة التي نريدها لعمل مشيئته وليست مشيئتنا (1يو5: 14-15).

4) الكنيسة:

إننا نتجاهل هذا المصدر الأخير. عندما أرسل الله تلاميذه أرسل كل اثنين منهم سويًا (مت1: 10). عندما نقرأ عن رحلة التبشير في أعمال الرسل لم يذهبوا كل واحد بمفرده ولكنهم ذهبوا في مجموعات مكونة من اثنين أو أكثر. قال يسوع لو أجتمع اثنان أو أكثر باسمى فهناك أكون في وسطهم (مت18: 20) إنه يأمرنا ألا نترك اجتماعنا معًا كما فعل البعض ولكن استغلال هذا الوقت في تشجيع بعضنا بعضًا في المحبة والأعمال الحسنة (عب10: 24-25). أنه يقول لنا أن نعترف بخطايانا كل للآخر(يع5: 16). في الكتابة الحكيمة للعهد القديم: “الحديد بالحديد يحدد، والإنسان يحدد وجه صاحبه” (أم27: 17). “الخيط المثلوث لا ينقطع”. ففي الاتحاد قوة (جا4: 11-12).

إن بعض الناس الذين أعرفهم قد وجدوا إخوة أو أخوات في المسيح يجتمعون معهم أو يتصلون بهم ويتحدثون عن حياتهم كمسيحيين وعن الصعوبات التي واجهتهم…إلخ. إنهم يصلون لأجل بعضهم البعض ويكونون مسؤولين أمام بعضهم الآخر لإظهار كلمة الله في جميع علاقاتهم… إلخ.

في بعض الأحيان يحدث التغيير سريعًا، في البعض الآخر يحدث ببطء. ولكن الله قد وعدنا أنه لو استخدمنا كل المصادر التي أتاحها لنا فإنه سيحدث تغييرًا في حياتنا. أثبت في إيمانك عالمًا أن الله سيحقق جميع وعوده.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا