18.4 C
Cairo
الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيكيف أتعلم الثقة في الله؟

كيف أتعلم الثقة في الله؟

لا نستطيع أن نثق في شخص لا نعرفه، وهذا هو سر تعلم الثقة في الله. عندما يقول شخص: “ثق بي”، يكون لدينا أحد استجابتين. يمكن أن نقول: “نعم، أنا أثق بك”، أو أن نقول: “لماذا يجب أن أثق بك؟” أما في ما يتعلق بالله فإن ثقتنا فيه تكون تلقائية عندما ندرك لماذا يجب أن نثق فيه.

إن السبب الرئيسي لثقتنا في الله هو أنه يستحق ثقتنا فيه. فعلى نقيض البشر، هو لا يكذب أبدًا، ولا ينكث وعوده أبدًا. “ليس الله إنسانًا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل؟ أو يتكلم ولا يفي؟” (عدد23: 19؛ مزمور89: 34). وعلى نقيض البشر، هو يمتلك القدرة على تحقيق خطته ومشيئته أن يفعل. يقول (إشعياء14: 24) “قد حلف رب الجنود قائلًا: إنه كما قصدت يصير وكما نويت يثبت.” وأكثر من ذلك فإن خططه كاملة ومقدسة وبارة وهو يجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه، الذين هم مدعوون حسب قصده المقدس (رومية8: 28). إذا حاولنا أن نعرف الله من خلال كلمته، سوف نرى أنه يستحق ثقتنا، وسوف تنمو ثقتنا فيه يومًا بعد يوم. إن معرفة الله تعني الثقة فيه.

يمكننا أن نتعلم الثقة في الله إذ نرى كيف أنه أثبت جدارته بالثقة في حياتنا وحياة الآخرين. نقرأ في (ملوك الأول8: 56) “مبارك الرب الذي أعطى راحة لشعبه إسرائيل حسب كل ما تكلم به، ولم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به عن يد موسى عبده.” إن سجل وعود الله متاح للجميع في كلمة الله، وكذلك سجل تحقيق تلك الوعود. إن السجلات التاريخية تؤكد مصداقية هذه الأحداث وتعبر عن أمانة الله تجاه شعبه. ويمكن لكل شخص مؤمن أن يقدم شهادته الشخصية عن أمانة الله إذ نرى عمله في حياتنا، وتحقيق وعوده بخلاص نفوسنا واستخدامنا بحسب مشيئته (أفسس2: 8-10) وتعزيتنا بالسلام الذي يفوق كل عقل إذ نكمل السعي الذي أعده لنا (فيلبي4: 6-7؛ عبرانيين12: 1). كلما اختبرنا نعمته وأمانته وصلاحه كلما زادت ثقتنا فيه (مزمور100: 5؛ إشعياء25: 1).

سبب ثالث لثقتنا في الله هو أنه بالفعل لا يوجد لدينا خيار منطقي آخر. فهل نضع ثقتنا في أنفسنا أم في الآخرين الذين هم خطاة، ومتقلبين لا يمكن الاعتماد عليهم، ومحدودي الحكمة، وغالبًا ما يتخذون قرارت وخيارات خاطئة مستندين على مشاعرهم؟ أم نضع ثقتنا في الإله كلي الحكمة، وكلي المعرفة، وكلي القدرة، والنعمة، والرحمة، والمحبة الذي يريد لنا الخير؟ يجب أن يكون الخيار واضحًا، ولكننا نفشل في أن نثق بالله لأننا لا نعرفه. وكما قلنا سابقًا، لا يمكن أن نتوقع أن نثق في شخص غريب بالنسبة لنا، ولكن يمكن معالجة هذا الأمر بسهولة. إن الله لم يجعل معرفتنا له أمر صعب. فكل ما يجب أن نعرفه عن الله، متاح لنا بنعمته في الكتاب المقدس، الذي هو كلمته المقدسة لشعبه. إن معرفة الله تعني الثقة فيه.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا