21.4 C
Cairo
الأحد, نوفمبر 17, 2024
الرئيسيةأسرةكيفية التعامل مع الخلافات الزوجية

كيفية التعامل مع الخلافات الزوجية

مزن السفاريني

تحمل الخلافات الزوجية في طياتها العديد من الصراعات الداخلية لدى الشريكين، كالخوف من الوصول إلى نهاية مريرة تقود إلى الانفصال. لذا فمن الضروري على الشريكين العمل على حل تلك الخلافات أو التعايش معها بطرق صحية وسليمة دون أن تؤثر على حياة أي منهما أو مقابل تنازلات غير متكافئة بين الطرفين.

لماذا يتخاصم الشريكان؟

غالبًا ما ينتهي الخلاف بين الأزواج بالعودة للحديث عن ملفات الماضي. فالشجار والخلاف بين الشريكين يُعد بمثابة تجربة قاسية وصعبة تتضاعف آثارها عند وجود الأطفال في المنزل. لذا فقد بات من الضروري أن يراعي الشريكان أساس الحوار البنَّاء والنقاش الهادف، بالإضافة إلى التواصل المشترك عبر طرق مثالية للتعبير عن الآراء أمام الطرف الآخر من أجل تحقيق نتائج مُرضية للطرفين تحترم وجهات النظر في النقاشات دون وقوع النزاعات.

فالنجاح في القدرة على إيجاد وسيلة مشتركة للنقاش وحل الخلافات يجنِّب الشريكين الضغوط النفسية الناتجة عن الشجار المتكرر، والذي يمكن أن يدمر صحة الطرفين ويزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة، كضغط الدم على سبيل المثال.

ويشير موقع themarriageinvestors.com إلى أهمية معرفة أسباب الخلافات والبدء في البحث عن حلول بشكل تشاركي لضمان الراحة في تقديم المقترحات أثناء إدارة المشكلات، ويقدم الإجابة عن السؤال الآتي: كيف يمكننا التعامل مع الخلافات الزوجية؟ وذلك من خلال النقاط الآتية:

“الاختلافات بين الزوجين لا تدل على انعدام الحب، بل تدل على وجود شخصيتين مختلفتين.” – ديف ويليس

1. تقديم الاعتذار وتقبُّل الخطأ

يجب على الزوجين أن ينتهجا المبادرة إلى الاعتذار وألا يتعنت كل طرف في رأيه وإن كان يجد في رأيه أو موقفه الصواب، وذلك لأن المبادرة بتقديم الاعتذار من أحد الطرفين من شأنه تخفيف حدة التوتر وتصفية الذهن والحد من تصاعد المشاكل بشكل أكبر، حيث إن تقبل خطأ الآخر والتفكير بتجرد حول أساس المشكلة يساعد كثيرًا على فهم الموقف ويعطي مساحة أكبر لإيجاد الحلول برويّة وهدوء.

لذا يجب ألا يعتقد الزوجان بوجود طرف مُحِق وطرف غير مُحق، أو طرف كاسب وطرف خاسر، فكلاهما يجب أن يدركا بأنهما واحد، وبأن تقديم الاعتذار لا ينتقص من موقف أحدهما أو يجعل الآخر يظهر بمظهر المُخطئ، بل على العكس تمامًا فإن مبادرة أحد الزوجين بتقديم الاعتذار وإن كان يعتقد بأنه على صواب من شأنها أن تعزز الاحترام والخجل عند الطرف الآخر وأن تخلق أجواء من المودة والمحبة والتقدير، ليراجع نفسه ويتقبل خطأه إن وجد.

2. البحث عن الدعم

قد يظن بعض الأزواج أن حل المشكلة هو أمر يقتصر على الشريكين فقط، أو يتوقف على طرف واحد دون الآخر. وهذا النمط من التفكير لا يخلو من الخطأ، فحتى لو كانت الحياة الزوجية مقدسة بما يحدث فيها ويجب أن تبقى تلك الأحداث الخاصة بين الزوجين ولا تتعداهما لغيرهما، فإن هذا الأمر لا يمنع أحدهما أو كليهما من طلب الدعم المناسب من الأصدقاء الذين يثقون بهم أو من الأشخاص ذوي الرأي والمشورة والخبرة، فربما يكون حل تلك المشكلة بسيطًا ويتطلب تدخل طرف ثالث يثقون به.

ويشار إلى أنه لا يُفَضَّل دائمًا أن تمتد تلك المشاكل لطرف ثالث، فطلب أحد الأزواج الدعم من الشريك الآخر بصراحة ووضوح دون مساعدة خارجية قد يساعد كثيرًًا في الحد من الكثير من المشكلات الزوجية ويعزز تفهُّم كل طرف لطبيعة ظروف الطرف الآخر.

3. الحديث عن المشكلة قبل حدوثها

ربما يكون الحديث عن المشكلة قبل حدوثها أمرًا من ضرب الخيال، ولكن المقصود بذلك هو مناقشة التفاصيل البسيطة والتوقعات بين الأزواج بشكل مستمر وصريح، وكذلك التخطيط جيدًا للمستقبل وتوقُّع العقبات والصعوبات التي قد تعترضهما، لأن توقُّع الصعوبات والمشكلات التي قد تحدث بين الأزواج أو تتعلق بأحدهما يساعد على الاستعداد الجيد للتعامل مع تلك المشكلات وابتكار الحلول المناسبة لها والحد من التوتر والصدمة تجاهها. لذلك فإن تخطيط الزوجين للمستقبل بما يحمله من عقبات ومشكلات وصعوبات يساعد كثيرًا في توقُّع المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها عند حدوثها، دون أن يؤثر ذلك على علاقتهما أو يتسبب بإرباك كبير لهما.

4. تقديم الاحترام أثناء وبعد الخلافات

إن أهم ما يعزز الثقة والعلاقة المستمرة بين الأزواج هو الاحترام المتبادل بينهما، والذي لا يجب أن يغيب بينهما تحت أي ظرف من الظروف، وخصوصًا عن حدوث المشكلات بينهما، لأن احترام كل منهما للآخر يساعد بشكل كبير على فهم وجهة نظر كل منهما بشكل جيد، ويتمثل ذلك في حسن استماع كل منهما للآخر وعدم مقاطعته أثناء حديثه، وإبداء التسامح تجاه بعضهما البعض دون ممارسة الضغط والانتقاد السلبي، وتقبُّل رأي وموقف كل منهما تجاه المشكلة دون تجريح، والحفاظ على الألفاظ ونبرة الصوت وضبط النفس وعدم الانفعال، لأن عدم الالتزام بكل ما سبق ذكره من شأنه تأجيج الصراع بين الزوجين وتضخيم المشاكل بينهما.

5. المحافظة على قنوات التواصل والاتصال.

جميع الأزواج في العالم يتعرضون للمشكلات والصعوبات والمواقف الحرجة، وقد يتطور الأمر بينهما إلى أن يتمسك كل منهما برأيه ويتعنت في موقفه دون إيجاد حل حقيقي للمشكلة، وهذا أمر متوقع. ولكن لا ينبغي على الأزواج إغلاق جميع طرق التواصل بينهما دفعة واحدة، بل يجب أن يحافظ الزوجان حتى في أكبر المشكلات التي تحدث بينهما على قنوات التواصل بينهما وألا يقطعاها أبدًا، لأن وجود قنوات التواصل بينهما من شأنه إعادة النقاش بينهما بشكل أكثر هدوءًا ومنطقية، والتعبير عن مواقفهما بكل تجرد وحيادية بعد مرور بعض الوقت، كما أن إبقاء قنوات التواصل بينهما والمحافظة عليها يزيد من فرصة تقديم الاعتذار بينهما بكل سهولة ودونما تعقيد.

في النهاية، يُعد غياب الخلافات الزوجية بين الشريكين بشكل تام ظاهرة غير صحية في العلاقات، تشير إلى غياب الثقة بين الزوجين من أجل إظهار اختلافات الرأي أو الخوف من التعبير بحرية عن مصادر الإزعاج والقلق بينهما.

لذلك فمن الضروري أن يحرص كلا الطرفين على تطوير الأسلوب والطريقة المناسبة في طرح الأفكار والتعبير عنها بشكل واضح وصريح، دون خوف أو قلق من حدوث المشكلات أو تطور النزاعات، فالأسلوب هو الحل المثالي في التعامل مع جميع الخلافات. ولذلك فمن المهم أن يسعى الزوجان إلى الالتزام بالنقاش الهادئ والمتوازن والرصين، حيث إن هذا الأمر يشكل مهارة يجب على الأفراد تعلُّم تطويرها مع مرور الوقت.

المقاله السابقة
المقالة القادمة
مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا