إن البشر لديهم القدرة على الاختراع حين تواجهم مشاكل معينة فقد نشأت معظم الأشياء التي نستعملها حاليًا بدافع الضرورة بأيدي أشخاص يملكون الكثير من الحظ والقليل من الذكاء.
١- السماعة الطبية:
قبل اختراع السماعة الطبية اعتاد الأطباء أن ينقروا بأصابعهم على صدر المريض لفحص حالته، إلا أن ذلك شكل مشكلة للطبيب المهذب رينيه لينيك عندما أراد فحص مريضة شابة، وتجنبًا للحرج قام بلف شريحة ورقية ليصنع منها أنبوبًا ووضعها على صدر المريضة، وقد ذُهل عندما اكتشف أن وسيلته قد وفرت له تشخيصًا دقيقًا، وقد أدى ذلك لاختراع أول سماعة طبية.
٢- الضمادة الطبية:
كان تاجر القطن البسيط إيرل ديكسون متزوجًا من امرأة تدعى چوزفين، والتي كثيرًا ما تتعرض للحوادث، ولأن الرعاية الطبية لم تكن رخيصة قام إيرل بقطع قطعة صغيرة من الشاش ولصقها مع شريط آخر من الشاش، وبذلك وقَى جروح چوزفين من التعرض لعدوى، وفي عام ١٩٣٩م بحلول الحرب العالمية الثانية تم تعقيم الضمادات الطبية.
٣- غاز التخدير أكسيد النيتروس:
قبل اختراع التخدير كانت وسائل تخفيف ألم المريض تتضمن التشتيت والكحول أو حتى ضرب المريض بشدة إلى أن يفقد وعيه، إلى أن قام طبيب الأسنان هورسون ويلز بتعاطي غاز أكسيد النيتروس خلال عرض مسرحي، وكان يستخدم هذا الغاز في الاحتفالات كباعث على السعادة والاسترخاء.
وأثناء هذا العرض قطع ويلز ساقه بالخطأ إلا أنه فوجئ بعدم شعوره بأي ألم، وعندها سجل استخدام أكسيد النيتروس كمخدر بدائي، وقد انتهت حياة ويلز بمأساوية جراء إدمانه لمنتجه الخاص.
٤- الميكروويڤ:
ذات يوم كان بينسي سبينسر يعمل على بناء مجنيترون (صمام مفرغ) من أجل أجهزة الرادار، وأثناء وقوفه أمام جهاز رادار نشط، لاحظ ذوبان لوح الحلوى الموجود في جيبه، ثم بعد الكثير من الاستقصاء، قام بتطوير صندوق يبعث أشعة كهرومغناطيسية على الأطعمة لتسخينها.
٥- الصلصال:
عندما كان المهندس جيمس رايت يحاول صنع بديل أرخص للمطاط الصناعي لصالح مجلس الإنتاج الحربي الأمريكي عن طريق خلط زيت السيليكون مع حمض البوريك حصل على مادة أكثر مرونة ومطاطية، فخاب أمل الجيش وتم إيقاف بحثه، ثم بعد بضعة أعوام أعجب بها رجل الأعمال بيتر هودجسن وأسماها الصلصال Silly Putty، وقام بتسويقها كلعبة أطفال، وأصبحت تلك المادة الآن لعبة شائعة للأطفال في أنحاء العالم، كما تطورت لأداة يستخدمها الكبار أيضًا حتى أن رواد الفضاء استخدموها لتأمين أدواتهم في ظل انعدام الجاذبية.
٦- التي شيرت:
كان الرجال يرتدون قمصانًا ذات أزرار والتي كانت عادةً ما تفقد أزرارها، وبما أن الخياطة كان مهنة النساء، اضطر الرجال للاعتماد على زوجاتهم وأمهاتهم لإصلاح ملابسهم، مما شكل مشكلة للرجال العازبين.
إلى أن نشرت شركة كوبر The Copper للملابس الداخلية إعلانًا عن منتجهم الجديد، والذي كان قميصًا مرنًا لدرجة أنه يمكن ارتداؤه من خلال سحبه على الرأس، وقد استهدف الإعلان الرجال العازبين الذين لا يستطيعون الخياطة، وفي خلال سنة بدأ الأسطول الأمريكي بتصدير هذه القمصان لكل جندي.