19.4 C
Cairo
الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024
الرئيسيةتحقيقاتفي عام الحروب والصراعات.. جائزة نوبل للسلام تذهب للناشطة الإيرانية وراء القضبان...

في عام الحروب والصراعات.. جائزة نوبل للسلام تذهب للناشطة الإيرانية وراء القضبان نرجس محمدي

اعتقلتها قوات النظام الإيراني 13 مرة، وأدانها 5 مرات، وحكم عليها بالسجن لمدة 31 عامًا و154 جلدة

أعلنت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام لعام 2023 للإيرانية نرجس محمدي، وهي ناشطة وصحفية عمرها 51 عامًا، تقضي عقوبة السجن وراء القضبان.

وأكدت اللجنة أنه تم منح هذه الجائزة للسيدة محمدي بسبب دفاعها عن حقوق المرأة، ونضالها ضد اضطهاد النساء في إيران وكفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع.

وتبلغ قيمة جوائز نوبل 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار). ويحصل الفائزون أيضًا على ميدالية ذهبية عيار 18 قيراطًا وشهادة في حفل توزيع الجوائز في ديسمبر.

وقالت رئيسة اللجنة، بيريت رايس أندرسن، خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن الجائزة: “نأمل أن تكون هذه الجائزة مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم اللاتي يقعن ضحايا التمييز والفصل المنهجي في بلدانهن الأصلية”.

وقالت اللجنة المانحة للجائزة في بيان لها على موقعها الرسمي إن نضال وكفاح نرجس محمدي الشجاع ضد اضطهاد المرأة في إيران، جعلها تدفع ثمنًا كبيرًا، حيث اعتقلتها قوات النظام الإيراني 13 مرة، وأدانها 5 مرات، وحكم عليها بالسجن لمدة 31 عامًا و154 جلدة.

ولا تزال السيدة محمدي في السجن، حيث تقضي أحكامًا متعددة في سجن إيفين في طهران بمجمل عقوبات 12 عامًا.

وأشار البيان إلى أنه في سبتمبر 2022، قُتلت الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية، وأدى مقتلها إلى اندلاع أكبر مظاهرات سياسية ضد النظام الإيراني منذ وصوله إلى السلطة في عام 1979.

وتحت شعار “المرأة – الحياة – الحرية”، شارك مئات الآلاف من الإيرانيين في احتجاجات سلمية ضد وحشية السلطات وقمعها للنساء. وقام النظام بقمع الاحتجاجات بشدة، وقُتل فيها أكثر من 500 متظاهر، وأصيب الآلاف، من بينهم كثيرون أصيبوا بالعمى بسبب الرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة. وتم اعتقال ما لا يقل عن 20 ألف شخص واحتجازهم.

وكان الشعار الذي اعتمده المتظاهرون “المرأة – الحياة – الحرية” يعبر بشكل مناسب عن تفاني وعمل نرجس محمدي. فهي تناضل من أجل المرأة ضد التمييز والقمع المنهجي. كما أنها تدعم نضال المرأة من أجل الحق في عيش حياة كاملة وكريمة. وقد قوبل هذا النضال في جميع أنحاء إيران بالاضطهاد والسجن والتعذيب وحتى الموت.

كما أنها تناضل من أجل حرية التعبير والحق في الاستقلال، وضد القواعد التي تلزم النساء بالبقاء بعيدًا عن الأنظار وتغطية أجسادهن. إن مطالب الحرية التي عبر عنها المتظاهرون لا تنطبق على النساء فحسب، بل على جميع السكان.

وأضاف البيان إلى أنه في التسعينيات، عندما كانت نرجس محمدي طالبة فيزياء شابة، كانت تميز نفسها كمدافعة عن المساواة وحقوق المرأة. وبعد أن أنهت دراستها عملت مهندسة وكاتبة عمود في العديد من الصحف الإصلاحية.

وفي عام 2003، انخرطت في مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في طهران، وهي منظمة أسستها الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي.

وفي عام 2011، ألقي القبض على السيدة محمدي للمرة الأولى وحُكم عليها بالسجن لسنوات عديدة بسبب جهودها في مساعدة النشطاء المسجونين وعائلاتهم.

وبعد مرور عامين، وبعد إطلاق سراحها بكفالة، انخرطت السيدة محمدي في حملة ضد استخدام عقوبة الإعدام.

وكانت إيران منذ فترة طويلة من بين الدول التي تنفذ أعلى نسبة إعدام سنويًا. ومنذ يناير 2022 فقط، حُكم على أكثر من 860 سجيناً بالإعدام في إيران.

وأدى نشاط السيدة محمدي ضد عقوبة الإعدام إلى إعادة اعتقالها في عام 2015، والحكم عليها بالسجن لسنوات إضافية خلف الجدران.

وعند عودتها إلى السجن، بدأت في معارضة استخدام النظام المنهجي للتعذيب والعنف الجنسي ضد السجناء السياسيين، وخاصة النساء، الذي يمارس في السجون الإيرانية.

وأكد البيان أن نرجس محمدي امرأة ومدافعة عن حقوق الإنسان ومناضلة من أجل الحرية. وبمنحها جائزة نوبل للسلام لهذا العام، ترغب لجنة نوبل النرويجية في تكريم كفاحها الشجاع من أجل حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية في إيران.

حقيقة مؤسفة

جدير بالذكر أن لجنة جائزة نوبل للسلام قالت إنه رغم الإعلان عن فائز بالجائزة هذا العام إلا أنه تبقى حقيقة مؤسفة، وهي أنه لم يُصنع الكثير من السلام في العالم عام 2023، الذي يوصف بأنه عام الحروب والصراعات والنزاعات.

وقد تلقت لجنة نوبل في أوسلو هذا العام 305 ترشيحات لجائزة نوبل للسلام، بينهم 212 فردًا، و93 منظمة.

وكان عام 2023 بالنسبة لجائزة نوبل للسلام ليس كسابقيه. ففي هذا العام، كان يصعب التكهن بمن سيفوز بجائزة نوبل للسلام، في ظل أسرة دولية معطلة كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، وفي ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والانقلابات العسكرية في إفريقيا، بالإضافة إلى بؤر التوتر الجيوسياسية المتفاقمة في العالم. كما أن عدد الحروب حاليا هو حوالي ضعف عددها في 2010.

وفي ظل الإحباط حيال المشهد الجيوسياسي الحالي في العالم، رأى البعض أنه من الأفضل الإحجام عن منح جائزة السلام هذا العام، لكن لجنة نوبل لم تحبّذ مثل هذا الخيار الذي اتخذته آخر مرّة عام 1972، إذ تعتبره إقرارًا بالفشل.

الفائزون بنوبل للسلام

وفيما يلي أسماء الفائزين بجائزة نوبل للسلام في السنوات العشر الأخيرة:

2022: الناشط الحقوقي البيلاروسي أليس بيالياتسكي ومنظمتا “ميموريال” الروسية و”مركز الحريات المدنية” الأوكرانية غير الحكوميتين.

2021: الصحافيان ماريا ريسا (الفيليبين) ودميتري موراتوف (روسيا) لـ”دفاعهما الشجاع عن حرية الصحافة”.

2020: برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لـ”جهوده في محاربة الجوع في العالم”.

2019: رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد “لجهوده في إرساء السلام” وتحديدًا “لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا”.

2018: الطبيب الكونغولي دينيس موكويجي والإيزيدية ناديا مراد تكريمًا لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي المستخدم في النزاعات في العالم.

2017: الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (آيكان) لمساهمتها في اعتماد معاهدة تاريخية لحظر الاسلحة النووية.

2016: الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن التزامه في إنهاء النزاع المسلح مع متمردي “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” (فارك).

2015: الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس المؤلف من أربع منظمات من المجتمع المدني، والذي أتاح إنقاذ الانتقال الديموقراطي في البلاد.

2014: ملالا يوسف زاي (باكستان) وكايلاش ساتيارتي (الهند) عن “نضالهما ضد اضطهاد الأطفال والشباب ودفاعهما عن حق كل الأطفال في التعليم”.

2013: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن جهودها الهادفة لتخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا