واصلت أمس الأحد العواصف والأمطار الغزيرة اجتياح وسط وشرق أوروبا متسببة في فيضانات تاريخية، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإجلاء الآلاف فضلًا عن انقطاع الكهرباء وتعطل حركة النقل. ففي بولندا، فاض خزان سد في جنوب غرب البلاد إثر هطول أمطار غزيرة، فيما أعلن رئيس الوزراء دونالد توسك وفاة شخص غرقًا.
وقال توسك، متحدثًا من مدينة كلودزكو، إحدى أكثر المناطق تضررًا في سيليزيا السفلى بالقرب من الحدود التشيكية، إن 1600 شخص في المنطقة تم إجلاؤهم. وأضاف أن 17 ألف شخص في المنطقة بدون كهرباء، مشيرًا إلى أنه في بعض المواقع، لا تعمل إشارة الهاتف المحمول وانقطع الإنترنت، لذلك اتخذ توسك قرارًا باستخدام أقمار ستارلينك.
ومنذ صباح الجمعة الماضية، هطلت الأمطار على جنوب غرب بولندا بصورة أكبر مما كانت عليه خلال ما يسمى بفيضان الألفية في عام 1997، وأعلنت 47 محطة قياس في جميع أنحاء البلاد مستوى الإنذار.
وفي رومانيا، لقى أربعة أشخاص حتفهم جراء العاصفة بوريس في جالاتي، المنطقة الأكثر تضررًا في جنوب شرق البلاد، حيث تأثر 5 آلاف منزل.
وغمرت المياه 700 منزل في قرية سلوبوزيا كوناتشي بمنطقة جالاتي، وفق ما صرح رئيس البلدية إميل دراجومير، مشيرًا إلى «كارثة على نطاق غير مسبوق».
فيما قال رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس في بيان «إننا نواجه مرة أخرى آثار تغير المناخ التي تظهر بشكل متزايد في القارة الأوروبية، مع عواقب وخيمة». وأكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقرير عام 2022 أن الفيضانات المرتبطة بالأمطار الغزيرة ستزداد في أوروبا الوسطى مع ارتفاع الحرارة عالميًا 1.5 درجة مئوية في المتوسط.
وأعلنت أجهزة الإنقاذ الرومانية أنه «تم إنقاذ عشرات الأشخاص من منازلهم في 19 منطقة من البلاد». ونشر الجيش عشرة قوارب إنقاذ للوصول إلى سكان حاصرتهم المياه لا سيما في قرية بيتشيا المتضررة.
وفي جمهورية التشيك، أدت الفيضانات إلى عمليات إخلاء وانقطاع التيار الكهربائى عن 51 ألف أسرة في المناطق الشمالية من البلاد، وفقًا لشركة الطاقة التشيكية. وأقامت سلطات الطوارئ حواجز الفيضانات في العاصمة براج.
وأعلنت منطقة مورافيا (شمال شرق التشيك) حالة الطوارئ.
وفي مدينة أولوموك (شرق)، أحضر السكان أكياس الرمل لحماية منازلهم. كما أُعلنت حالة الطوارئ في براتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا.
وفي النمسا، تم إعلان 42 بلدية مناطق كوارث مع استمرار ارتفاع مستويات الفيضانات في البلاد.
وفي العاصمة فيينا، نفذ عناصر الإطفاء خلال الـ 24 ساعة الماضية نحو 150 عملية لإزالة الحطام من الطرق الرئيسية أو لسحب المياه التي غمرت الأقبية، بحسب وسائل إعلام محلية.
كما توقفت حركة القطارات في بعض أنحاء النمسا وأغلق مترو فيينا جزئيًا بسبب الفيضانات التي خلفتها العاصفة بوريس.
وتم تصنيف منطقة النمسا السفلى (شمال شرق)، الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد بعد فيينا مع 1٫72 مليون نسمة، بأنها منطقة كوارث طبيعية.
وحذر نائب حاكم الولاية ستيفان بيرنكوبف من أن «الخبراء يتوقعون هطول أمطار غزيرة للغاية خلال الساعات المقبلة، يصل منسوبها إلى 60 ملم».
وقال لوكالة الأنباء النمساوية «إن هذا يتسبب بالفعل وسيؤدي إلى فيضانات هائلة».
وتم تنفيذ ما يناهز 5 آلاف عملية تدخل خلال الليل في النمسا السفلى حيث لا يزال السكان عالقين في منازلهم.
ومن أوروبا إلى آسيا حيث اقترب إعصار بيبينكا أمس من السواحل الشرقية للصين حيث الكثافة السكانية العالية ومدينة شنغهاي، مع تحذير السلطات من هطول أمطار «غزيرة». وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» أن وزارة الموارد المائية أصدرت «استجابة للطوارئ من المستوى الرابع لمواجهة الفيضانات في شانغهاى ومقاطعات جيانجسو وتشجيانج وآنهوي».
ويتزامن وصول الإعصار مع إحياء الصين عيد منتصف الخريف، وهو يوم عطلة رسمية. ودعت وزارة إدارة الكوارث موظفي القطاع العام إلى اليقظة «لأن العديد من الأشخاص سيسافرون، والتنقل سيكون كبيرًا، والمخاطر ستكون متوقعة».