19.4 C
Cairo
الأحد, نوفمبر 17, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيغير المناسب في رأي البشر يجعله الرب مناسبًا

غير المناسب في رأي البشر يجعله الرب مناسبًا

اقرأ: خر 1: 22 وخر 2: 1-10

في قصة ولادة موسى في هذا الشاهد نجد ثلاث قوى:

– قوة الشيطان

– قوة الله

– قوة الإيمان.

في خر 1: 22، أمر فرعون جميع الشعب بقتل كل ابن ذكر للعبرانيين. وهنا نجد قوة الشيطان الذي يحاول أن يبطل مقاصد الله بواسطة الموت، وهذا ورد كثيرًا في كلمة الله مثل تك 4 وتك 37 وكذلك في سفر أستير. وفي متى 2، سعى هيرودس لقتل المسيح. في كل هذه الحالات وغيرها وللآن، يحاول الشيطان صد تيار عمل الله المبارك. هذه هي القوة الأولى، قوة الشيطان، وهي للموت. ولهذا استخدم الله الموت للقضاء وإبادة سلطان الموت إذ قال الكتاب عن المسيح إنه أباد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس.

القوه الثانية هي قوة الله: إن كانت قوة الشيطان هي للموت فقد استخدم الله الموت ليبيد سلطان الموت في عمل الفداء والذي كان موتًا أعقبته قيامة، فقوة الله تبدأ من نهاية قوة الشيطان، أي عندما تفرغ جعبة الشيطان يأخذ الله في إعلان قدرته الإلهية، إذ بموت المسيح وقيامته أعطى الله حياة ليس للموت سلطان عليها. إذن قوة الله هي حياة.

القوه الثالثة هي قوة الإيمان: وهنا يمكننا تطبيق القوى الثلاث في قصة ولادة موسى الواردة في خر 2: 1-10، ومنها نعرف أن غير المناسب في رأي البشر يجعله الرب مناسبًا.

كل ما حدث في قصة ولادة موسى كان بالإيمان، أي بقوة الإيمان (القوه الثالثة)، فالقصة كلها مملوءة بالعجائب الإلهية وعجائب العناية الإلهية، فنجد أن ولادة موسى كانت في وقت غير مناسب حيث أمر فرعون بالقضاء على أبناء العبرانيين الذكور، فماذا فعل الرب؟ هنا ظهرت قوة الله وقوة الإيمان، بالرغم من أن أم موسى وُضِعت في يد الموت وكان في الإمكان أن تكون هذه فرصة لقوة الشيطان، فقد وُضِع الطفل في النهر حيث الأمواج وتيار الماء. وهذا يدعونا للتساؤل: هل كانت هذه وسيلة لإنقاذ حياة موسى؟ كما يمكننا أن نسأل وكأننا لا نعرف القصة: لماذا يولد مخلِّص إسرائيل في ذلك الوقت حيث أمر فرعون بقتل أبناء العبرانيين؟ إنه وقت غير مناسب لكن هنا تظهر قوة الله وأيضًا قوة الإيمان فيما فعلته أم موسي.

أحبائي، في ظروف كثيرة نمر بها كثيرًا ما نسأل أسئلة وكأننا أحكم من الله، لكننا ينبغي أن ندرك أن حسابات وتوقيتات الله تختلف عن حساباتنا وتوقيتاتنا.

أمثلة لتوقيتات الله:

في قصة إقامة لعازر، جاء يسوع في وقت غير مناسب في رأي مريم ومرثا. لقد مات لعازر وانتهى الأمر، لكن توقيت المسيح غير توقيت مريم ومرثا، فالرب يعرف ماذا يفعل ومتى يفعل.

الله يرسل الشخص غير المناسب لينقذ موسى: رغم ما فعلته أم موسى لإنقاذ موسى من يد فرعون جاءت ابنة فرعون ورأت موسى في السفط: هوذا طفل من أطفال العبرانيين مهرب ومخبأ. دعونا مرة أخرى نفكر ولو للحظات: لقد وُضِع موسى مرة أخرى في يد قوة الشيطان، قوة الموت، فشخص المنقذ غير مناسب، لكن مرة أخرى يحوِّل الله غير المناسب إلى مناسب وهنا تظهر قوة الله. لماذا خرجت ابنة فرعون في هذا الوقت بالذات؟ ولماذا تحرك السفط الذي يحمل موسى إلى مكان ابنة فرعون؟ إنها قوة وعمل الله الذي تغلَّب على قوة الشيطان.

أمثله كتابية أخرى ترينا أشخاصًا غير مناسبين يعملوا عملاً مناسبًا:

مَنْ الذي ستر الجواسيس الذين أرسلهم موسى؟ إنها راحاب الزانية.

مَنْ الذي عال إيليا وقت الجوع؟ إنها الغربان.

مَنْ الذي ساعد في بناء هيكل الرب؟ إنه أرتحشستا.

مَنْ الذي رد سبي شعب الرب؟ إنه كورش.

وعليه، فإن ما نعتقد بفكرنا البشري القاصر أنه غير مناسب يستخدمه الرب ويجعله هو المناسب، فالله ينتزع من الشيطان قوته لتظهر قوة الله.

لقد وضع الله موسى في المكان غير المناسب في قصر فرعون، وهناك عاش موسى في مكان له إيمان وعادات غير إيمان وعادات شعب الرب. إذن هو مكان غير مناسب، لكن هذا المكان سيجعل موسى يتهذب بكل حكمة المصريين وأيضًا سيُظهِر قوة الله وعمله العجيب.

هذا هو الرب في حكمته التي تفوق حكمتنا بما لا يقاس. فكم من المرات تعجبنا واستغربنا من أعمال الله لكن للرب حكمة في أعماله وحساباته وتوقيتاته التي تفوق كل توقيتاتنا وتوقعاتنا. إنها بلا شك عناية الله في حياة أولاده. لنثق فيه وفي أفكاره وأعماله وحساباته وتوقيتاته ونضع زمام الحياة بين يديه ونحن مطمئنون. آمين.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا