مازالت معدات الحفر تواصل عملها داخل الأرض المحيطة بكنيسة الأمير تادرس بكمبوند “جاردينيا” رغم صراخ الأقباط والاستغاثات المستمرة برئاسة الجمهورية، لوقف التعدي على الأرض وتنفيذ الوعود السابقة بحل الأزمة بنظر طلبات الكنيسة في تخصيص الأرض لها، نظرًا لأن مساحة الكنيسة الحالية لا تسع أكثر من 250 شخصًا، علمًا بأن عدد الأقباط الآن يقترب من “آلاف نسمة”.
وعبّر أقباط الكمبوند عن حزنهم وغضبهم، بعد تخلي المسئولين عن وعودهم السابقة بحل الأمر، بعد تقديم الكنيسة لعدة طلبات منذ عام 2021، بتخصيص أرض للكنيسة، وأُرسلت الطلبات من مكتب قداسة البابا تواضروس الثاني، والذي يخضع هذا القطاع لإشرافه مباشرة ويشرف عليه نيافة الأنبا أكلميندس الأسقف العام لقطاع الماظة وشرق مدينة نصر وجاردينيا، ورغم عقد عدة لقاءات من خلال نيافة الأنبا أكليمندس مع المختصين خلال شهر مايو الماضي، وتم الوعد بحل الأمر وتم طمأنة الأقباط، إلا أنهم تخلوا عن هذه الوعود، ليتم إرسال معدات الحفر وسط حراسة أمنية، والقيام بأعمال الحفر دون وضع أي اعتبار للمفاوضات والوعود الرسمية.
وقام نيافة الأنبا أكليمندس برفع المستجدات الجديدة اليوم إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، وإلى الجهات المعنية من القوات المسلحة، ورئاسة الجمهورية، لبحث الأمر والوقوف على هذه المستجدات الخطيرة وغضب الأقباط، لاسيما بعد تقديم وعود بحل الأمر بعد تفجر الأزمة في مايو الماضي.
وكان المئات من الأقباط بكمبوند جاردينيا، احتشدوا في 16 مايو الماضي، احتجاجًا على محاولة نزع أرض امتداد لكنيسة الأمير تادرس المشرقي، ووقف الأقباط يرفعون الصلوات لوقف منع دخول “البلدوزر”، حيث إن الكنيسة تقدمت بعدة طلبات لتخصيص الأرض للكنيسة، لبناء مبنى خدمات واستراحة لقداسة البابا واستراحة للأب الأسقف، نظرًا لأن الكنيسة الحالية مساحتها 144 متر ولا تسع أكثر من 250 شخص، علمًا بأن عدد الأقباط بالكمبوند يتجاوز 9 آلاف نسمة.
وكان نيافة الأنبا أكليمندس عقد عدة لقاءات مع المسؤولين ومنها السيد اللواء مدير صندوق إسكان الضباط، وتم تقديم كافة الأوراق التي تثبت حق الكنيسة في الأرض، حيث سبق تقديم عدة طلبات باسم قداسة البابا تواضروس الثاني، حيث يخضع هذا القطاع لقداسته، لتخصيص الأرض.
وعاد نيافة الأسقف ليطمئن شعب الكنيسة الذي احتشد خارج الكنيسة لعدم وجود أماكن لهم بالكنيسة الصغيرة، وأكد نيافته أن الأمر في طريقه للحل بعد لقاء المسؤولين، ولكن كانت الصدمة اليوم، أنه تم ضرب كافة الوعود بعرض الحائط، لتدخل معدات الحفر إلى الأرض وسط حراسة أمنية، دون وضع أي اعتبار لهذه الوعود التي تلقتها الكنيسة وشعبها، وطالب نيافة الأنبا أكليمندس أبنائه عدم الاحتكام أو الاقتراب مع هؤلاء الأشخاص، حفاظًا على سلامة الجميع. وقام برفع الأمر إلى أعلى الجهات، ويقف الأقباط داخل الكنيسة يرفعون الصلوات ويناشدون الرئيس السيسي للتدخل. وكان أقباط الكنيسة قاموا بإرسال استغاثة في شهر مايو الماضي جاء فيه من الشعب المسيحي بكمبوند جاردينيا – طريق السويس.
فخامة السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي
نتوجه إلي فخامتكم باستغاثة عاجلة بشأن ما حدث اليوم الأحد 12 مايو 2024، بعد صلاة القداس بكنيسة الأمير تادرس كمبوند جاردينيا سيتي – طريق السويس، من دخول أشخاص تحت اسم الجيش من داخل حرم الكنيسة من أجل السيطرة علي الأرض المواجهة للكنيسة، والتي تعتبر الامتداد الوحيد لها والحل الأوحد من أجل إصلاح القرار من قِبل الجهات التنفيذية عند إنشاء الكنيسة على مساحة متناهية الصغر، من توجيه من الجيش بالبدء غدًا في استخدام الأرض وعمل إنشاءات ودخول المعدات من داخل حرم الكنيسة!
كل هذا حدث رغم وعد الجهات لقداسة البابا تواضروس الثاني ولأسقف الكنيسة الأنبا أكليمندس والشعب، بأن الأمر قيد الدراسة والتنفيذ لضمها إلي الكنيسة لتكبيرها وحل الأزمة الحالية. وقد قمنا بإرسال توقيعات خطابات من قِبل قداسة البابا وشعب الكنيسة لفخامتكم، وكلنا يقين أن بلدنا متمثلة في فخامتكم، سوف لا تبخل علي أبناءها بضم تلك الأرض التي بالكاد ستكفي شعب الكمبوند لإقامة الشعائر الدينية وحل الأزمة المختلفة من الجهات التنفيذية.
وكلنا كمصريين لا ننسى أن الفضل في إنشاء الكنيسة كان لفخامتكم… فكان هذا الكمبوند بلا كنيسة، وقمتم فخامتكم مشكورًا بطلب سرعة إنشاء كنيسة حسب تواجهاتكم بضرورة توفير مكان يصلي به الأقباط أسوة بأخوتهم المسلمين، ولكن كانت النتيجة من قِبل الجهات التنفيذية بتنفيذ الطلب بإنشاء كنيسة صغيرة جدًا تستوعب على الأكثر 250 فرد في كمبوند عدد مسيحييه يتعدى الـ2200 أسرة (أي متوسط 9000 شخص)!