15.4 C
Cairo
السبت, يناير 4, 2025
الرئيسيةأخبار عاجلشيخ الأزهر: الإسلام ليس ضد بناء الكنائس.. ولا يوجد لا في القرآن...

شيخ الأزهر: الإسلام ليس ضد بناء الكنائس.. ولا يوجد لا في القرآن ولا في السنة النبوية ما يحرم بنائها

أعادت جريدة صوت الأزهر نشر ملف حول آراء الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حول تهنئة الاقباط بأعيادهم حيث أكد أن الأديان السماوية هي أولًا وأخيرًا ليست إلا رسالة سلام إلى البشر، بل هي رسالة سلام إلى الحيوان والنبات والطبيعة بأسرها. وقال فضيلته إن الإسلام لا ينظر لغير المسلمين من المسيحيين واليهود إلا من منظور المودة والأخوة الإنسانية، وهناك آیات صريحة في القرآن تنص على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين لهم -أيًا كانت أديانهم أو مذاهبهم- هي علاقة البر والإنصاف.

وعن الأصوات التي تُحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وتنهي عن أكل طعامهم ومواساتهم في الشدائد، ومشاركتهم في أوقات الفرحة، قال فضيلة الإمام الأكبر: إن هذا فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة، وهو فكر لم تعرفه مصر قبل سبعينيات القرن الماضي؛ فمنذ السبعينيات حدثت اختراقات للمجتمع المصري مست المسلمين والمسيحيين، وهيأت الأرض لأن تؤتى مصر من قبل الفتنة الطائفية، وتبع هذا أن التعليم الحقيقي انهار، والخطاب الإسلامي انهار أيضًا، وأصبح أسير مظهريات وشكليات وتوجهات، وكنا نرى عشرات القنوات الفضائية تبث خطابًا إسلاميًا. دون أن يتحدث القائمون عليها في قضية محترمة، أو أن يتطرقوا إلى مسألة ترسيخ أسس المواطنة، ونشر فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر وبخاصة المسيحيون، والسبب في ذلك أن هؤلاء كانوا غير مؤهلين، وفاقدين لثقافة الإسلام في هذا الجانب، وغير مطلعين على هذه الأمور، وكانوا يسعون إلى نشر مذاهب يريدون من خلاله تحويل المسلمين إلى ما يمكن أن نسميه شكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقي، وأصبح عندنا ما يمكن أن نطلق عليه كهنوت إسلامي جديد»، بحيث إن أي مسلم لا يستطيع أن يقدم خطوة إلا إذا بحث عن هل هذه الخطوة حلال أو حرام؟

وعن موقف الأزهر الشريف من مسألة بناء الكنائس، قال فضيلة لإمام الأكبر إن الأزهر ليس لديه أي غضاضة على الإطلاق في هذه المسألة؛ لأن الإسلام ليس ضد بناء الكنائس، ولا يوجد لا في القرآن ولا في السُّنة النبوية ما يُحرم هذا الأمر، ولذلك لا يمكن أن يتدخل الأزهر لمنع بناء كنيسة، وأنا أرى أن دور العبادة لا تحتاج في قانون ينظم بناءها؛ فمن أراد أن يبني مسجدًا وكان لدى وزارة الأوقاف الإمكانات اللازمة لهذا البناء فليبن، وكذلك من أراد أن يبني كنيسة وتوافرت الإمكانات فليبن.

ووصف شيخ الأزهر ما يحدث في بعض القرى والنجوع من مضايقات عند بناء أي كنيسة بأنه ميراث وليد عادات وتقاليد الناس تناقلته، وليس له أصل في الإسلام قائلًا: «أنا من الذين يرون أن بناء مسجد أمام كنيسة هو نوع من التضييق على المسيحيين والإسلام نهانا عن المجيء بمثل هذه المضايقات: ولا تضيقوا عليهم ولا تضايقوهم؛ لأن بناء مسجد أمام كنيسة يزعج المسيحيين، وهو نوع من الإيذاء المُنهى عنه: ومن آذى ذميًا فقد آذاني، وكذلك أنا ضد بناء كنيسة أمام مسجد لأن هذا الأمر أيضًا يُزعج المسلمين، وهو نوع من الإيذاء والتضييق، ولمن أتوا بهذه الأفعال أقول: أرض الله واسعة، فلتبن المساجد بعيدًا من الكنائس، ولتبن الكنائس بعيدًا عن المساجد؛ لماذا الإصرار على بناء المسجد أمام الكنيسة؟ ولماذا الإصرار على بناء الكنيسة أمام المسجد؟ هذا عبث بالعبادة، وعبث بدور العبادة، وتصرف لا يرضاه الإسلام؛ لأنه ليس مطلوبًا مني أنا المسلم أن أغلق الكنيسة وأطفئ أنوارها، وأمنع الصلاة فيها، بل المطلوب مني أنه لو تعرضت كنيسة لاعتداء يجب عليّ أن أدافع عنها.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا