أيمن عيد فايز
إِهُوَد بن جِيرَا يعني: (أبي معظَّم، ونزيل لدي الله)
يقول قاموس الكتاب المقدس: “إِهُوَد. اسم عبري وربما كان اختصار الاسم أبيهود وكان قاضيا لبني أسرائيل وهو ابن جيرا من سبط بنيامين. وكان أهود أعسر. وقد قتل عجلون ملك موآب الذي أذل بني أسرائيل، وقاد شعبه إلى النصر على الموآبيين (قض 3: 15-30).”
وجاء أيضًا في قاموس الكتاب المقدس: “أَبِيهُودَ. اسم عبري ومعناه [أبي جلال] أو [الأب جلال] وكان ابن بالع بكر بنيامين (1 أخ 8: 3).”
ويقول قاموس الكتاب المقدس: “جِيرَا: اسم عبري ربما كان معناه [نزيل لدى الله]. …. أبو إهود أحد قضاة إسرائيل (قض 3: 15) وهو بنياميني أيضًا.”
وبذلك يتضح لنا معنى الاسم كالتالي: (أبي معظَّم، ونزيل لدى الله) فما أروع الشخص الذي يمثل ويسكن لدى الله في ستره المنيع، فبكل يقين سينال: البركة، والرفعة، والقوة، والعظمة. وهذا ما حدث مع إهود بن جيرا الضعيف (أعسر) لأن الذراع اليمنى تشير إلى القوة، وبالإضافة إلى ذلك فهو من سبط بنيامين، أصغر أسباط إسرائيل الاثني عشر.
بكل تأكيد نرى نعمة الله تظهر في: تشكيل، ودعوة، واستخدام الأواني الضعيفة والصغيرة، ليؤول المجد لله. لذلك يقول الكتاب المقدس: “الصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ” (إش 60: 22)، لذلك أدعوك القارئ العزيز أن تلقي نفسك بالتمام على نعمة الله.
سفر القضاة: يتحدث عن أسوأ فترة زمنية على مدار 450 سنة (أع 13: 20) تمثل السلبية في حياة شعب الله، بعد رحيل يشوع خادم موسى، لكن رغم هذه الحقبة الزمنية السيئة في حالة شعب الله، نرى الله يرسل ويستخدم أواني مكرسة وأمينة له.
وقد استخدم الله: الأواني الضعيفة، والآلات الضعيفة، والأواني الصغيرة. ومن هذا المنطلق نتحدث عن شخصية (إهود بن جيرا) الذي يمثل استخدام الله للآلات الضعيفة والصغيرة.
إيهود: هو ثاني قاضي لإسرائيل، وهو بمثابة القائد من الصف الأول، ورجل العمل المباشر، ولم يتخذ ضعفه الجسدي (أعسر) شماعة للهروب من تلك المهمة الصعبة، لكنه فكر بذكاء وخطط ونفّذ وانتصر بمعونة الله الذي أقامه مُخلِّصًا للشعب.
فهو قاد الثورة ضد سيادة موآب، وأعطى إسرائيل 80 عامًا من السلام، حيث تيقن أن الله الذي دعاه سيستخدمه بقوة فائقة، لذلك نقول إنه رسول مؤتمن لمهمة سياسية وقاضي لشعب الله. ومنه نتعلم أن الله يستخدم الآلات الضعيفة والصغيرة بحسب إمكانياته السماوية.
فهو أجرى حربًا خاطفة ومميتة مع موآب، ومن الصعب استجلاء حياته، ولكننا نرى أن الله أرسله وأقامه مُخلِّصًا لشعبه، فبالرغم من ضعفه الجسدي، لكنه كان آلة قوية بيد الله، للانتصار على العدو الضخم عجلون “عجل”.
والأعداء الذين نواجههم هم حقيقة واقعة في حياتنا، ولكنهم كثيرًا ما يكونون داخل نفوسنا بثقل شديد مثل عجلون، وذلك في صور متعددة مثل: الكسل والتراخي، والبرود الروحي، والفشل، والإعياء، واليأس، والإحباط …. الخ.
ولذا فالمعارك التي نخوضها الآن ليست ضد أناس آخرين، بل هي ضد: قوة الخطية، وأعمال الجسد وشهواته الرديئة، والحرب الروحية مع أجناد الشر الروحية في السماويات. لذلك نحن في حاجة شديدة إلى معونة الله في حربنا ضد الخطية، وذلك عندما نقترب للصليب الذي فيه ننال النصرة.
عزيز القارئ: تذكر أن الله يستخدم ضعفك، ويُظهِر قوته في ضعفك، فالله دائمًا يستخدم الآلات الضعيفة ليتمجد بقدرته الفائقة في ضعفها.