مع نهاية العام الدراسي وبداية العطلات، يتنفس الكبار والصغار الصعداء ويتمنى الجميع قضاء عطلة صيف ممتعة، لالتقاط الأنفاس بعد عام دراسي طويل وامتحانات مرهقة، فتتجه العائلات إلى الشواطئ أو حمامات السباحة، هروبًا من حرارة الصيف الحارقة والرطوبة الخانقة. وهل هناك أحلى من البقاء داخل مياه حوض السباحة والمرح مع الأصدقاء ولو لساعات قليلة؟
ورغم هذه المتعة والتسلية، إلا أن أحواض السباحة تمثل أحيانًا مصدرًا للقلق بالنسبة للبعض بسبب احتمالات الانزلاق على الأرضيات الملساء أو الاصطدام بالحوائط أو الأركان الصلبة أو حتى الإشراف على الغرق، بسبب عدم المعرفة بأصول السباحة أو الالتزام بإرشادات السلامة المعلن عنها حول هذه الأحواض. غير أن المشكلة الرئيسية هي نظافة مياه الأحواض وملائمتها لصحة الإنسان، فمن المعروف أن غاز الكلور يُستخدم لتطهير هذه المياه وأحيانًا يُستخدم لتنظيف الأحواض، وقد أُجريت دراسات عديدة حول آثار غاز الكلور على الإنسان، ومن بينها دراسة حديثة أجريت في بلجيكا لمعرفة تأثير الكلور المستخدم في مياه السباحة على الجهاز التنفسي للصغار، وقد تم إجراء الفحص السريري لأكثر من 300 طفل “11- 13 سنة” ومعرفة التاريخ العائلي لأمراض الصدر وقياس وظائف الرئتين لهم، ثم تمت مقارنة النتائج الخاصة بالأطفال الذين يستخدمون مثل هذه الأحواض بغيرهم ممن لا يستخدمونها، وأظهرت النتائج أن 50% من الذين يستخدمون حمامات السباحة أصابتهم صعوبة في التنفس بمعدل الضعف، وأصابهم ضيق في الصدر وحدوث صفير في التنفس “نوبة الربو” بمعدل أربعة أضعاف ما أصاب غيرهم من الأطفال الذين لم يستخدموا أحواض السباحة.
وقد أرجع الباحثون ما حدث إلى تأثير غاز الكلور المستخدم لتطهير مياه الأحواض على أغشية الرئتين وجدار ممرات الهواء للجهاز التنفسي مما سبب حدوث نوبات الربو.. وقد حذرت الدراسة من استخدام الكلور في عملية تنقية أو ترشيح المياه وحثت على قصره على تطهيرها فقط وعلى أن تكون نسبة التركيز في جدول القياسات العالمية المتعارف عليها. ولقضاء عطلة آمنة داخل حمامات السباحة، يجب عدم استخدام حمامات السباحة التي تزيد فيها تركيزات غاز الكلور، ويمكن معرفة ذلك من الرائحة النفاذة له في الهواء أو فوق سطح المياه أو حدوث احمرار وحرقة في العينين أو سعال متكرر للأطفال كلما استخدموا المياه، كما يجب عدم استمرار الأطفال لأكثر من 20 دقيقة متواصلة في السباحة، وخاصةً لمن لهم تاريخ مرض عائلي أو لديهم استعداد للربو. ويجب أن يكون هناك مرافق للطفل، مع الالتزام بالإرشادات المدونة حول حمامات السباحة وعدم النزول إلى المياه إلا في وجود الحارس المدرب والخاص بكل حمام سباحة. وعلى الوالدين منع أطفالهم من شرب مياه الحمامات أو مضغ العلكة أو تناول الأطعمة أثناء السباحة ومنعهم من القفز وتجنب دفع الآخرين لهم داخل الحمامات أو العكس.