24.4 C
Cairo
الأحد, نوفمبر 17, 2024

حصِّن نفسك

جلوريا حنا

نعاصر في تلك الفترة أحد أهم الأحداث في العالم، وهو دورة الألعاب الأولمبية، والتي جرت في باريس. حدثت ضجة كبيرة جدًا على مواقع التواصل الاجتماعي العربية حول حفل افتتاح الأولمبياد وتداولت صور الاحتفال. احتوت الصور على وجود شواذ ومثليين يقومون بإحياء الحفل، لكن الشيء الذي أثار الغضب حقًا على هؤلاء الناس كان صورة تم تداولها بشكل واسع وهم يحاكون لوحة “العشاء الأخير” التي رسمها الفنان “ليوناردو دا ڤينشي”.

جلبت تلك الصورة موجة من الاستياء، إذ تم اعتبارها إهانة للسيد المسيح وتلاميذه. هذا غير التعليقات السلبية على الحفل ككل والخوف السائد على الأطفال الذين يتعرضون لتلك الأفكار من صغرهم، فهم يعتادون عليها ويخاف الأهالي أن تترسخ تلك المعتقدات داخلهم إلى الحد الذي يجعلهم يقلدونها ولسان حالهم: «عادي على فكرة مافيهاش حاجة»، وتبدأ التعليمات والنصائح والدعوات بحماية الأطفال من تلك المعتقدات التي أصبحت سائدة وأيضًا واضحة للعلن في المجتمع الغربي.

نعيش اليوم في وقت تنتشر فيه الأفكار بسرعة البرق، وقد نجد أنفسنا نتأثر بها دون أن ندري إذا لم نأخذ احتياطاتنا جيدًا. ليس الأطفال فقط هم المعرضون لتلقّي الأفكار، هم فقط الفئة التي ستمتص تلك الأفكار أسرع من غيرها. وللأسف هؤلاء الأطفال هم شباب المستقبل، والذي إذا فسد فسيُفسد المستقبل بشكل كبير. لكن يجدر القول إننا نحن أيضًا قد نمتص أفكارًا خاطئة دون أن ندري، وحينها سنكون أشد خطرًا على الجيل الأصغر عن العالم الخارجي إذ إننا الأقرب إليهم.

عزيزي… يعلمنا السيد المسيح أن نحب الآخرين ونقبلهم، مثلما أحب العشارين والخطاة والزناة، لكنه أبدًا لم يعلمنا أن نتقبل أفكارهم أو نقلدهم، فهو لم يساير أحدًا قط في أفكاره الخاطئة، بل كان يسعى لتغيير تلك الأفكار. ولأننا لسنا المسيح، فسنكون أضعف أمام تلك الأفكار. لهذا يعرض لنا الرسول بولس في رسالة أفسس الإصحاح السادس (11-17) سلاح الله الكامل الذي يجب أن نتسلح به، ومنه خوذة الخلاص، الخوذة هو الدرع الذي نضعه على رأسنا. لكن قبل أن يبدأ في عرض السلاح يخبرنا بأن نتقوى في الرب. حياتنا مع الله والعلاقة القوية معه هي التي تمنحنا ذلك السلاح، والذي به نستطيع أن نواجه ونحارب تلك الأفكار الدخيلة غير المتفقة مع تعاليم مخلصنا المسيح، وغيرها من طرق العدو لمحاربتنا.

نصلي دائمًا أن يحمينا الله ويحمي أطفالنا من خطر تلك الأفكار سريعة الانتشار…

المقاله السابقة
المقالة القادمة
مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا