بسمة قموه
تتداخل العلاقات كثيرًا في فترة المراهقة، وتتعرض الفتيات إلى تشويش في بعض المشاعر التي تنتابهن وخصوصًا عندما تتعلق هذه المشاعر بالجنس الآخر. فمن زميل الدراسة إلى دائرة الأصدقاء والأقارب والجيران تجد الفتاة نفسها منجذبة إلى بعض الأشخاص بطريقة أكبر من الآخرين، ويصعب عليها التمييز بين من هو صديق وفيه صفات الصداقة الجيدة وبين من يمكن أن يشكل قصة حب تجمع القلوب مع بعضها البعض. والمهم في كل هذا ألا تفقد الفتاة أصدقاءها، بحجة أن هذا الصديق كان يتوقع منها علاقة عاطفية لم يجدها عندها بنفس الاهتمام.
وكثيرًا ما نسمع عن تطور الصداقة إلى حب ومن ثم زواج وهذا ما يحصل غالبًا، ولكن ليس كل صديق هو مشروع حب ناجح أو زوج المستقبل. ولهذا على الفتاة الانتباه منذ البداية وأن تضع حدودًا للصداقات التي ترى فيها صداقة فقط، ولا تتمادى في علاقاتها مع أصدقائها الذكور بحيث توحي لهم أن هناك احتمالية لتحوّل الصداقة إلى علاقة أكثر حميمية مما يؤدي إلى الإحراج والتوتر في مستقبل الصداقة وأحيانًا فقدانها.
إن الأصدقاء الحقيقيين والصادقين قليلون جدًا في أيامنا هذه، ومن الصعب أن يخسر الإنسان صديقًا جيدًا فيه كل مقومات الصداقة من احترام متبادل وصدق وتناغم في الأفكار والميول، لذا تحتاج الفتاة إلى درجة من الوعي لكي تنظم علاقاتها وتحافظ عليها. كما أن تكوين الصداقات الناجحة يساعد في بناء الشخصية، ومن الجيد الحصول على الاستشارة في أوقات معينة لأن الصديق هو خير من يكون في المواقف الصعبة لتقديم العون والنصح.
أما موضوع الحب واختيار زوج المستقبل فله أسس أخرى تعتمد على نوع خاص من المشاعر والانجذاب العاطفي، ويتدخل في هذا الموضوع حالة الأسرة والانسجام في العادات والتقاليد ورضى الأهل، ويصبح الموضوع أكثر تعقيدًا حيث أن الارتباط يحتاج إلى قاعدة صلبة أكثر من الصداقة، ويتدخل موضوع العقيدة والجنسية ومكان الإقامة وهذا كله لا ينطبق على الصداقات.
لذلك حتى لا تتعرض لصدمات في حياتك الاجتماعية، ولكي لا تخسري صداقات عزيزة عليك استثمرتِ فيها وقتًا وجهدًا، حاولي أن تعرفي مشاعرك الحقيقية قبل البدء بأية علاقة جدية مع أي صديق من أصدقائك. ولا مانع أبدًا أن تفتحي قلبك لشخص يحرص على مصلحتك كوالدتك مثلاً لا أي أحد.