كان توماس إديسون هو الابن الأصغر بين سبعة أبناء من عائلة متواضعة، فقد كان أبوه نجارًا وأمه معلمة.
طُرد الطفل إديسون من المدرسة في سن العاشرة. إذ كان كثير الأسئلة، بطيء التعلم، وهكذا بدأ حياته العملية وهو في سن صغيرة.
عمل كبائع صحف، وروبابيكيا، ونجار.. وبرغم كل هذه الأعباء العديدة التي تحملها، لم ينس قط حب الاستطلاع الفطري الذي يتمتع به، فأنشأ معملاً للتجارب في بدروم منزله، ومعملاً صغيرًا آخر في عربة البضاعة في القطار الذي يبيع فيه الصحف، وأصبح بعد ذلك عامل تلغراف بالسكة الحديد.
وبدأ إديسون يجني أرباحًا من اختراعاته، فقد كان يعمل ليلاً ونهارًا، باحثًا عن وسيلة للإنارة خلال الليل. إذ كان مألوفًا أنه لكي تنير مكانًا في الليل، عليك أن تبحث عن مادة قابلة للاشتعال مثل: الخشب، الزيت، الشمع، البترول وغيرها.. كما كان يلزم أن تتعرض هذه المادة المشتعلة للهواء. وإلا فإنها ستنطفئ.
وجاء اكتشاف إديسون للمصباح الكهربي على عكس ما تعودنا عليه، فينبغي أن يكون فتيل الإنارة من مادة غير قابلة للاشتعال، كما يلزم منع الهواء عنه ببالونة من الزجاج، وأخيرًا مده بتيار كهربي مستمر.
نجحت تجارب إديسون في اختراع المصباح الكهربي، ولأنه كان يتميز بالحس العملي -على عكس الكثير من العلماء- فلم يكتف بتسجيل اختراعه، وإنما أنشأ على الفور مصنعًا لصنع المصابيح الكهربائية، كما أسس في مدينته مولدًا للكهرباء، واتفق مع البلدية على إنارة الشوارع بالمصابيح الكهربائية وتزويد المنازل بالتيار الكهربائي، فأحدث بذلك ثورة كبيرة في الحياة اليومية لكل البشر.
من هو توماس إديسون؟
كان توماس إديسون (1847- 1931) محبًا للإطلاع، قارئًا نهمًا للروايات والمسرحيات. مما جعله يتمتع بخيال واسع. عاش إديسون طفولة بائسة وشاقة، واضطر للعمل وهو صبى صغير، ولكنه مع ذلك ظل مولعًا بالاكتشافات العلمية. فكان يعمل بلا كلل في معمله الخاص، مما جعله يحطم الرقم القياسي في براءات الاختراع، التي بلغت أكثر من ألف براءة اختراع مسجلة باسمه.. ومن أشهر اختراعات إديسون: “المصباح الكهربائي”، و”الفوتوجراف”، و”السينما”، و”الميكروفون”، و”الفاكس”.
إذًا نستطيع من خلال قصة حياة إديسون أن نفهم قوله المشهور، الذي طالما ردده في حياته:
“العبقرية هي 1% إلهام، و99% عمل ومثابرة”.