19.4 C
Cairo
الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيبركات القيامة: الرب يفتح

بركات القيامة: الرب يفتح

القس أيمن عيد

لقد أظهر المسيح روعة ورومانسية الفداء العجيب على صليب الجلجثة، بفيض محبته الفائقة، في ملء نعمته التي أجزلها لنا، فقد تمم ووفى وحقق الفداء، فقال: Tetelestai” قد أكمل”:

– نال قصاص العدالة الإلهية (مز10:85؛ كو13:2؛ رو12:5-21)

–  تمم قصاص الناموس والفرائض القهرية (رو10:3-31؛ لا1-7)

– أدان الخطية وعقوبتها المؤذية (رو4-7)

– سحق الشيطان في دائرته الروحية (كو15:2؛ يو31:12؛ عب14:2)

– تمم الفداء والحرية (1كو20:6؛ 23:7؛ غلا13:3؛ 5:4)

لذلك أُشير لبركات القيامة في خماسية:

حيرة وضيقات (لو24: 22)

التلاميذ كانوا ممتلئين بالحيرة والضيقات من أحداث الصليب، وكانوا متوقعين أن يسوع سيملك على شعبه روحيًا وسياسيًا، ويحررهم من الاستعمار الروماني، وكان هذا رجاء اليهود أيضًا. قال تلميذي عمواس: “كنا نرجو إنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل”، وهكذا كانت لديهم جميعًا الرغبة في مُلكه السياسي على شعبه (أع6:1).

وبالرغم أن لديهم بشارة القيامة التي أعلنها الملاك للمريمات، وقد تحقق بطرس ويوحنا في هذا الحدث، إلا أن تلميذي عمواس اللذين كانا من الـ70 رسولًا (لو1:10) تركا التلاميذ والرسل، وقررا أن يرجعا إلى مدينتهما، وكانا يمشيان عابسين ومتحيريين ومتضايقين فقالا: “بل بعض النساء منا حيرننا”.

مخاوف وصعوبات (لو24: 17-33؛ يو20: 19)

يقول الكتاب المقدس إن التلاميذ كانوا مجتمعين والأبواب مغلّقة بسبب الخوف من اليهود (يو19:20)، فقد دخل الخوف لقلوبهم منذ لحظة القبض على يسوع في البستان، حتى ظهوره لهم بعد القيامة. لقد خافوا على حياتهم جدًا، وأخذوا قرارات خاطئة، فمنهم: تلميذا عمواس اللذان تركا الرسل ورجعا إلى مدينتهما ليكملا حياتهما الطبيعية بأن يعودا إلى الحرف والمهن التي كانا يعملان بها. وكذلك بطرس قال: “أنا ذاهب لأتصيد”، وأخذ معه ستة آخرين (يو1:21-3)، لكن السيد المسيح في ملء نعمته ومحبته يتراءى لهم، وينزع الخوف من قلوبهم.

ظهور ومفاجآت (لو 15:24)

ظهر الرب يسوع لهم كثيرًا ليبرهن صدق قيامته: فظهر لمريم، وتلميذي عمواس، وبطرس، والتلاميذ، ومرة أخرى ومعهم توما، ولأكثر من 500 أخ (1كو5:15-7) وهذه أعظم مفاجآت لهم ولنا بقيامة يسوع من الأموات لأجل تبريرنا (رو25:4)، فبقيامته تمم النبوات، وبررنا إلى الأبد، وغمر قلوبنا بالبهجة الدائمة، فيقول الكتاب: “ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب.”

سلام في وسط الأزمات (لو36:24)

لقد ظهر يسوع والأبواب مغلّقة، ووقف في الوسط وقال لهم: “سلامًا لكم” (يو19:20) فيسوع صاحب السلطان، وهو ملك السلام الذي ظهر في مركزية الأبواب المغلقة. فقد أعطاهم سلامًا عوضًا عن الأزمات فكان لديهم أزمات ثلاثية:

أزمة فكرية: لقد أشرنا للفكر والمعتقد اليهودي نحو المسيا، فقد قال التلميذان: “كنا نرجو …” وأيضًا يقول عنهم الكتاب: “فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن” (لو11:24) وأيضًا يقول الكتاب: “وظنوا” (لو37:24)، لكن السيد المسيح بغنى لطفه عالج الأزمة من عقولهم.

أزمة نفسية: يوضح الكتاب أنهم جزعوا وخافوا وكانوا مضطربين (لو37:24-38). بالرغم أن الرب عالج الخوف والاضطراب منهم سابقًا، عندما أتاهم ماشيًا على الماء (مت26:14)، لكنه في ملء محبته يظهر ويعطيهم سلامًا وقوة وطمأنينة وبرهانًا على قيامته.

أزمة قلبية: قال يسوع: “لماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟”، فنرى يسوع يعالج دوافع قلوبهم الممتلئة أفكار شك، وخوف، وعدم إيمان. فهؤلاء الذين كانوا في أزمات متنوعة تحولوا إلى جبابرة وفتنوا المسكونة، عندما نالوا الشفاء والحرية والملء بالروح القدس. فهذا هو الحق الكتابي والتدخل الإلهي في حياتنا.

انفتاح لفهم ملء الإعلانات (كلمة الله) (لو45:24)

يقول الكتاب المقدس: “حينئذٍ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب” (لو45:24). بالرغم من وجودهم الدائم مع المسيح لمدة 3 سنوات وثلث، فإنهم لم يفهموا الكتب، لكنه حان الوقت بقوة القيامة وبركتها، يفتح ذهنهم باستنارة وبصيرة روحية ليفهموا الكتب.

لذلك أناشدك عزيزي القارئ أن تأتي للمسيح بكل قلبك لتنال بركات القيامة في حياتك وتمتد في رحلة الإيمان.

المقاله السابقة
المقالة القادمة
مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا