20.4 C
Cairo
الخميس, مايو 2, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيالميلاد العذراوي

الميلاد العذراوي

عقيدة ميلاد يسوع العذراوي تقول بأن ميلاد يسوع كان نتيجة حبل معجزي من خلاله حملت العذراء مريم بطفل في بطنها بقوة الروح القدس بدون أب بشري. وميلاد المسيح المعجزي يقول لنا الكثير عن طبيعته. أما كونه وُلِد من امرأة فيبين أنه حقًا إنسان وأصبح واحدًا منا. ومع ذلك فإن بشرية المسيح لم تكن كبشريتنا تمامًا. فقد وُلِدنا نحن بالخطية الأصلية، ولكن هذا لا ينطبق على المسيح.

والميلاد العذراوي له أيضًا علاقة بإلوهية المسيح. وفي حين أنه من المؤكد أنه كان باستطاعة الله أن يدخل العالم بطريقة أخرى غير الميلاد العذراوي، ولكن معجزة ميلاد المسيح تشير إلى إلوهيته، وإعلان الملاك جبرائيل لمريم يبرز هذه النقطة، فحين أخبر مريم أنها ستلد ابنًا، اضطربت مريم وقالت: “كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرف رجلًا” (لوقا 1: 34).

وكان رد جبرائيل الملاك على مريم حاسمًا وله دلالته في فهمنا للميلاد العذراوي: “الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضًا القدوس المولود منك يُدعى ابن الله” (لوقا 1: 35)، وبعد ذلك بلحظات أضاف الملاك قوله: “لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله” (لوقا 1: 37).

وباستثناء عن التخصيب الصناعي، والذي هو صورة حديثة ومختلفة وغير معجزية، فلا شيء أكثر انتظامًا وشيوعًا في الطبيعة من العلاقة السببية العادية للحمل بطفل، أما وأن تصبح امرأة حاملًا دون أي اتصال جنسي برجل فهذا لا يُعد فقط أمرًا غير عادي من الناحية البيولوجية، بل من الواضح أن ذلك ضد قوانين الطبيعة أيضًا.

غير أن طفل مريم لم تلده مريم وحدها، فوالد الطفل هو الروح القدس. والقول بأن الروح القدس يحل على مريم وقوة العلي تظللها نجد فيه صدى للقصة التي تصف عمل الروح القدس في عملية خلق العالم الأصلية. وهي تعلن أن هذا الطفل سيكون خليقة خاصة إذ أن أباه هو الله نفسه.

وأولئك الذين لا يؤمنون بالميلاد العذراوي لا يؤمنون عادةً أن يسوع هو ابن الله بالحقيقة. وهكذا فإن الميلاد العذراوي هو عقيدة تُعد حدًا فاصلًا يفصل بين المسيحيين من ذوي الرأي المستقيم وبين أولئك الذين لا يؤمنون بالقيامة والكفارة.

موجز

1- يعلِّم الكتاب المقدس عن الميلاد العذراوي بوضوح وبلا غموض.

2- ميلاد يسوع من امرأة يشير إلى بشريته وظهوره كآدم الجديد أو آدم الثاني.

3- حقيقة أن يسوع وُلِد بدون أب بشري تشير إلى طبيعته الإلهية كابن الله.

4- إنكار الميلاد العذراوي عادةً ما يصاحبه إنكار العناصر الخارقة للطبيعة أو المعجزية في الكتاب المقدس.

المقاله السابقة
المقالة القادمة
مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا