عـادل عطيـة
من ذاك الذي يطالب بالتجاوب مع روحه المتوثبة التوّاقة إلى هذه الكلمة العظيمة الخالدة “الحرية”، ونداءها: “حراً حالاً”، بينما عقله، لا يزال مقيداً بالأغلال، وما أكثرها؟!
أغلال العادات والتقاليد البالية التي تجرؤ على إيصاد منافذ كل معرفة جديدة أمام وجهه!
وأغلال الألقاب الطبقية من قبيل: “بك”، و”باشا”.. مع أنها أصبحت ذكرى من الماضي البعيد!
وأغلال الأفكار المسبقة التكفيرية، والمسلمات المتطرفة عن الآخر، التي تغذي النزاعات والحروب، وتبجّل الموت الذي ينتج المقابر!
وأغلال الإيمانيات المزيفة الشائعة عن الحرية، والتي أصبحت جزءاً من تفكيرنا وشعورنا وأفعالنا، وردود أفعالنا، والتي تقول: “أنت حرّ لتفعل ما يحلو لك”، حتى أن البعض أصبح متساهلاً مع الشذوذ الجنسي، أو ما يسمونه تعليم الخبرات الجنسية التي تؤثر على عقل الأولاد بسموم ضد القيم الإنسانية الأصيلة!
لابد من الشعور بالمسئولية الأدبية أمام أنفسنا، وأمام الآخرين. وننفض عنا بإخلاص وبإرادة جبارة هذه الأغلال، التي كثيراً ما تلاعبت بعقولنا وكبّلتها. وألا نكون مثل تلك القبائل البدائية، التي لم تكن لديها الكلمات المرادفة لمفاهيم المحبة والإيمان والغفران والقداسة، والروح، حتى الذين جاءوا لمساعدتهم، وجدوا صعوبة كبرى في تقديم رسالة الحياة إليهم، والتمكن من نشر الحضارة القلبية بينهم!
أنت حر “لتفعل ما يجب عليك”، وهو أن تتحرر من عبودية العقل وعقل العبودية؛ فتعرف أن الحرية هي التخلص من مظالم الأطماع الحيوانية، وأحابيل الشر والأثم، وأن تطلق هذا الحق فإنه يجعل الناس أحراراً!