12.4 C
Cairo
السبت, يناير 4, 2025
الرئيسيةصحةالشرخ الشرجي

الشرخ الشرجي

نيفين عاطف مشرقي

هناك أعراض قد تبدو للبعض أنها بسيطة ولا تستدعي إجراء فحوصات لمعرفة ما وراءها، ومن ضمنها أن يصاب الشخص بحالة من الإمساك المزمن لفترة طويلة دون محاولة معرفة أن الإهمال في علاجه يؤدي إلى الدخول في مشكلات صحية أخرى كحدوث شرخ شرجي، وهو ما سوف نستفيض في حديثنا عنه في السطور القادمة من خلال لقائنا مع د. محمد علي إسماعيل – استشاري الجراحة العامة والمناظير والأورام بكلية طب قصر العيني ومدرس وعضو هيئة التدريس الجراحة العامة والمناظير كلية الطب جامعة القاهرة.

في البداية قال د. محمد إن الشرخ الشرجي هو عبارة عن جرح قطعي بالغشاء المبطن لفتحة الشرج أو للقناة الشرجية، وترجع أسبابه إلى حدوث حالة من الإمساك الشديد المتكرر بسبب تحجر البراز نتيجة عدم الاهتمام بتناول قدر كافئ من الألياف، وعدم شرب الماء الكافي، كذلك تحدث بعد الولادة الطبيعية أحيانًا إصابة للغشاء المخاطي نتيجة تمدد المهبل تمهيدًا لخروج الجنين.

وأوضح د. محمد أن الشرخ الشرجي له نوعان:

النوع الأول حاد وهو يحدث في أول أسبوع بعد الإصابة بالجرح القطعي

النوع الثاني مزمن، وذلك إن لم تتم معالجة الشرخ بشكل جيد مع وجود إمساك وعدم تناول علاج مناسب.

وأشار د. محمد إلى أن أعراض الشرخ الشرجي تتمثل فيما يلي:

– الشعور بألم شديد أثناء التبرز، وقد تؤدي شدته لمنع المريض من إتمام عملية التبرز، مما يزيد من شدة الإمساك ويؤدي إلى زيادة الشرخ الشرجي. وبمعنى آخر، يقع المريض في دائرة مغلقة.

– حدوث نزيف بسيط من فتحة الشرج بعد عملية الإخراج.

– إحساس بحكة حول فتحة الشرج وبالأخص بعد الإخراج.

وأوضح د. محمد أنه في حالة إهمال الشرخ الشرجي المزمن يحدث ضيق في فتحة الشرج بسبب الانقباض في العضلات حول فتحة الشرج، وبالتالي نجد أن المريض يقع في دائرة مغلقة، بمعنى أن الإمساك يزداد سوءًا، وهو ما يؤدي إلى زيادة الشرخ الشرجي وبالتالي الضيق ثم الإمساك وهكذا.

وقال د. محمد إن مضاعفات الشرخ الشرجي تتمثل فيما يلي:

– حدوث التهاب حاد بالشرخ الشرجي يسبب ألمًا شديدًا للمريض يجعله لا يستطيع الوقوف أو التبرز. وفي هذه الحالة، يحتاج المريض إلى جرعة كبيرة من المسكنات للقضاء على الالتهاب، كما يحتاج إلى تناول مضادات حيوية.

– قد يتسبب وجود شرخ شرجي في حدوث ناسور شرجي بنسبة 20 – 30% من الحالات.

وأشار د. محمد إلى أن العلاج في البداية يتم بشكل غير جراحي وتستجيب له من 70 إلى 80% من الحالات، ويكون من خلال ما يلي:

– النظام الغذائي الصحي وتعديل نمط الحياة، وفيه يمتنع المريض عن القهوة والشاي والنسكافيه، والتدخين، وكل أنواع المعجنات والمقليات، وكذلك المشروبات الغازية، مع مراعاة زيادة الخضروات الغنية بالألياف، وتناول العيش البلدي الذي يحتوي على الردة.

– استخدام أدوية معينة تساعد على التقليل من انقباض فتحة الشرج وعلى وصول الدم إلى الجزء الحادث به جرح قطعي بالشرج، وبالتالي يحدث التئام للجرح الموجود في فتحة الشرج.

وتشمل الأدوية:

– استخدام مخدر موضعي قبل عملية الإخراج للتقليل من الشعور بالألم.

– استخدام كريم موضعي بعد الإخراج يساعد على وصول دم أكثر لهذه المنطقة وتقليل عملية الانقباض العضلي حول فتحة الشرج وبالتالي وصول دم أكثر للشرخ الشرجي مما يساعد على حدوث التئام له.

– تناول شراب ملين.

وأكد د. محمد أن أكثر من 70 إلى 80% من المرضى يستجيبون عن طريق إتباع النظام الغذائي والدوائي خلال أسبوعين أو ثلاثة، ولكن بعض المرضى يحتاجون إلى فترة علاج أطول تصل إلى شهرين أو ثلاثة شهور لكي يحدث التئام تام دون تدخل جراحي. ولكن إذا لم يشعر المريض بتحسن خلال شهرين أو ثلاثة نكون بحاجة إلى تدخل يتم عن طريق الجراحة أو الليزر، وتظهر نتائج العملية خلال ثلاث أسابيع إلى شهر، حيث يبدأ حدوث توسيع في فتحة الشرج، وبالتالي سهولة في الإخراج. وعلى المريض أن يظل متبعًا لنظام غذائي صحي بعد الجراحة تجنبًا لحدوث إمساك وتكرار نفس المشكلة مرة أخرى.

وختامًا قدم د. محمد بعض النصائح لتفادي حدوث تلك المشكلة على النحو التالي:

– تعديل النظام الغذائي

– الامتناع عن التدخين

– التقليل من القهوة والشاي والنسكافيه

– التقليل من المعجنات والمقليات

– الامتناع عن تناول الوجبات السريعة

– التقليل من الأكلات الحريفة

–  كذلك عند الشعور بألم شديد أثناء الإخراج، يجب التوجه للطبيب فورًا وعدم إهمال هذا الألم حتى لا يتطور الأمر إلى شرخ شرجي مزمن.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا