الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجه عدة رسائل للشعب المصري: “الثالوث الأبدي: الأرض، الشعب، الجيش”
أقول للمصريين: أوعوا وانتبهوا وحافظوا على تماسككم.. “اللي هيقرب من أمننا سنتصدى له كما ينبغي”
هناك خلايا نائمة… وهناك إرادة شعب واعي وفاهم
تحقيق: إيهاب قزمان
وجَّه الرئيس عبد الفتاح السيسي عدة رسائل للشعب المصري في فيديو بعنوان “الثالوث الأبدي: الأرض، الشعب، الجيش”.
وقال الرئيس في الفيديو: “من فضلكم أرجو أن تنتبهوا لكل كلمة هقولهالكم دلوقتي، الهدف كله من اللي بيتعمل ده إسقاط الدولة المصرية وهما في إستراتيجيتهم اللي شغالين بيها عارفين كويس أوي إن تماسك الدولة وتماسك المصريين لابد من كسره.”
وتابع: “أنا بقول للمصريين إن التماسك اللي يبينكم ده بين الشعب المصري كله المسلمين والمسيحيين لازم يتكسر هو ده الهدف اللي بيتعملكم.”
وواصل: “خلوا بالكم مهمتهم في سوريا خلصت هما دمروا سوريا خلاص، وعشان كده كل الجهود بتبذل لضرب الاقتصاد المصري والسلام الاجتماعي في مصر.”
وأكد أنه: “فيه جهد كبير بيتعمل لحماية شعبنا وحماية أرضنا، وبقول تاني وأرجو إن الرسالة دي تبقى واضحة للجميع نحن لن نتردد في حماية شعبنا من الشر ده.”
وشدد: “إحنا بنحافظ على شعبنا وبنحافظ على الأمن القومي المصري واللي هيقرب من أمننا إحنا هنتصدى له كما ينبغي.”
وأكمل: “مرة تانية بقول للمصريين أوعوا وانتبهوا وحافظوا على تماسككم.”
وفي لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي عدد من سيدات ورجال الصحافة والإعلام، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أكد الرئيس أن مصر تواجه عددًا من التحديات، موضحًا: “«طب ايه التحدي اللي موجود عندنا في مصر، التهجير القسري، الخطر التاني هو الإرهاب، يعني ممكن رغم كل الجهد الأمني المبذول يكون في خلايا نايمة.”
وقال الرئيس السيسي: “هناك إرادة شعب، أراد وفهم، والدليل هو أن رد فعله تجاه كل التطورات كان واعيًا جدًا، والكل يرى مواقع التواصل الاجتماعي، وتعليقات الناس، وهذا ما يطمئنني لأن الناس في مصر منتبهة فاهمة ومصدقة ومستحملة عشان بلدها، فالشعب المصري هو حصن مصر، ومتقلقوش بفضل الله سبحانه وتعالى، وربنا يحفظها طول ما المصريين على قلب رجل واحد وإيد واحدة مع جيشهم وشرطتهم محدش هيقدر يعمل حاجة.”
أكد الرئيس المصري “ضرورة تكاتف الشعب المصري باعتباره صمام الأمان”، لافتًا إلى أن “الخطة التي استهدفت دول المنطقة كانت جديدة يتم فيها للمرة الأولى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تحريك الدنيا”، ومحذرًا من أنه “يتم تداول حجم كبير من الإشاعات والكذب، ويتم إحكام هذه الإشاعات والكذب بخلطها بجزء من الحقائق بهدف تعظيم ضررها”.
وحذر السيسي من أن “هذه الخطط لم تنتهِ بعد، فقد تم على مدار السنوات الماضية إطلاق حجم ضخم جدًا من الأكاذيب والافتراءات، كأن يتم تداول أحداث مثل اختطاف الأطفال والنساء أو الهجوم على المنازل بما يوحي بعدم توافر الأمن بهدف تضخيم هذه الأحداث بشكل غير حقيقي.”
ولفت إلى أنه يتم “القيام بهذه الأمور بواسطة أجهزة استخبارات”، مؤكدًا “أهمية الاستعداد التام لإفشال تلك الخطط”.
مخاوف مصرية من احتضان قادة سوريا الجدد لـ«إخوان فارين»… هل تضحي تركيا بعلاقتها مع مصر؟
أثار استقبال «أحمد الشرع» (أبو محمد الجولاني)، قائد «هيئة تحرير الشام»، التي تولّت السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، لأحد أبرز المطلوبين المصريين في قضايا «إرهاب» مخاوف مصرية من احتضان سوريا لعناصر «الإخوان الهاربين»، في ظل «العلاقة الوطيدة» بين الجماعة «المحظورة» وقادة سوريا الجدد.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة حديثة تجمع «الشرع» بـ«محمود فتحي»، وهو مطلوب مصري مصنف على قوائم «الإرهابيين»، بحضور مستشار العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، وهو ما أثار ردود فعل واسعة حول الهدف من اللقاء.
وقال عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري، على منصة «إكس»: “الجولاني يستقبل الإرهابي المصري محمود فتحي، قاتل المستشار هشام بركات (النائب العام المصري الأسبق)، ومعه ياسين أقطاي مستشار إردوغان ومحتضن جماعة الإخوان. البداية تكشف عن حقيقة النيات.”
وألحق بكري كلماته بـ«تغريدة» أخرى، قال فيها: “بعد استقبال الجولاني لقاتل الشهيد هشام بركات قرر أن يمنح الإقامة لمن يسميهم المقاتلين الأجانب، أي أن سوريا ستصبح قندهار العرب، يجتمع فيها الإرهابيون لينطلقوا إلى بلدانهم متآمرين مدعومين.”
جدير بالذكر أن «محمود فتحي» تعاون مع نائب المرشد الأول لجماعة الإخوان خيرت الشاطر بين عامي 2012 و2013، عندما كان مسئولًا عن ملف «التيار السلفي»، كما أسس مع الشاطر ما يُسمى «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» للسيطرة على السلفيين ودمجهم مع الجماعة.
وفي عام 2016، كشفت أوراق تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في واقعة اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات عن تورط «فتحي» في دعم وتأسيس المجموعة المنفذة للعملية. وأظهرت صحيفة الحالة الجنائية لـ«فتحي» أنه المسئول عن تأسيس 9 حركات إرهابية تورطت في تنفيذ عمليات إرهابية.
ويشير حساب «فتحي» الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه مؤسس «تيار الأمة المصرية» المعارض بالخارج.
«محمود فتحي» هو ليس فقط ذا خلفية سلفية جهادية وموال عتيد للإخوان ومحكوم عليه بالإعدام في قضايا إرهاب ومدان في قضية اغتيال النائب العام الأسبق المستشار هشام بركات وتربطه علاقات وطيدة بالطيف الإسلامي المتشدد، إنما هو أيضًا أكثر كوادر تحالف الإخوان نشاطًا في سياق محاولات بعث خطط التمرد الشعبي ضد النظام المصري، ولا يترك مناسبة دون أن يوظفها لدعوة مجموعات بالداخل إلى التحرك بشكل منظم.
يمكن الوقوف على مغزى توقيت اللقاء عبر ربط الأحداث واستعادة طبيعة المشاريع الإقليمية التوسعية وتلاقي مصالحها، والنظر في ماضي الجهاديين المصريين الحديث وربطهم صحبة الإخوان بين الحالتين السورية والمصرية، وهو ما يشكل انطباعات رئيسية.
تثير صورة الجولاني وأقطاي وفتحي وفي الخلفية مقر الحكومة السورية أسئلة كبيرة. فهل محت تركيا على وقع التغييرات التي تجريها إسرائيل في الشرق الأوسط جهود ومكتسبات التصالح مع مصر، لتعود إلى سيناريوهات تشغيل الإخوان وحلفائها ضد النظام المصري؟ وهل جرى تقاسم أدوار، حيث تولت إسرائيل أمر إيران ومحورها، فيما تتولى تركيا أمر البقية في الساحات المناسبة لتدخلها من خلال وكلائها التقليديين من الإخوان والجهاديين؟
الانطباع الثاني يتعلق بإعادة الروح للإسلاميين والجهاديين بالنظر إلى عديد من الاعتبارات في مقدمتها ما جرى من ربط بين الحالتين المصرية والسورية من قِبل الإخوان التي اعتبرت أثناء عام حكمها لمصر أن سقوط نظام الأسد وتمكين إخوان سوريا هو بمثابة تثبيت لسلطتها في القاهرة.
نسج الجهاديون بشكل عملي على نفس المنوال، ونظموا رحلات تسفير لشباب الحركات الإسلامية في مصر إلى سوريا للقتال في صفوف المعارضة الإسلامية وفصائل تنظيم القاعدة، كما تولى جهاديون مصريون مناصب رفيعة في «جبهة النصرة» قبل أن تتحول إلى «هيئة تحرير الشام» كمفتين شرعيين وقادة ميدانيين.
الانطباع الثالث: يتصل بهاجس الداخل والخوف من أن يكون ضمن الأعداد الكبيرة من السوريين اللاجئين في مصر منتمون للإخوان وذوو هوى جهادي ومندسون في انتظار الفرصة المواتية.
الإدارة الجديدة بسوريا: نتطلع لبناء علاقات إستراتيجية مع مصر
أكدت الإدارة الجديدة في دمشق تطلعها إلى بناء “علاقات هامة وإستراتيجية” مع مصر.
قال وزير الخارجية بالإدارة السورية الجديدة، أسعد حسن الشيباني، في منشور على منصة «إكس» إن دمشق تتطلع إلى بناء “علاقات هامة وإستراتيجية مع جمهورية مصر العربية تحت احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في شؤونهما”.
وقالت صحيفة “العربي الجديد” نقلًا عن “مصادر لها” إن القاهرة منفتحة على مد جسور التعاون مع الإدارة السورية الجديدة، لكنها وضعت شروطًا رئيسية تتعلق بالمخاوف الأمنية المصرية.
وبحسب المصادر الإعلامية، تتمحور أبرز المخاوف المصرية حول وجود مصريين يقاتلون ضمن صفوف “المجموعات المسلحة” في سوريا، إلى جانب العلاقات المحتملة بين هذه المجموعات وأطراف داخل مصر.
بدوره، ذكر موقع تليفزيون سوريا، الذي يبث من تركيا، أن أنقرة قدمت تطمينات للقاهرة تعهدت من خلالها بالتدخل لدى القيادة السورية الجديدة لضمان عدم انتقال أي معارضين مصريين إلى الأراضي السورية في الفترة المقبلة.
ويشار إلى أنه لم تعلن مصر حتى الآن – 29/ 12 – عن أي تواصل رسمي مع القيادة الجديدة في سوريا، وذلك منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.
ومنذ سقوط نظام الأسد، أجرى الوزير عبد العاطي اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا.
وفي هذا الإطار، بحث عبد العاطي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي أبرز المستجدات على الساحة السورية بعد زيارة الصفدي لدمشق ولقائه بأحمد الشرع قائد الإدارة المؤقتة في سوريا.
وحسب بيان للخارجية المصرية، جدد الوزيران التأكيد على أهمية دعم الدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وكذلك دعم جهود الشعب السوري في إعادة بناء وطنه ومؤسساته عبر عملية سياسية شاملة بملكية وقيادة سورية تشارك فيها كل مكونات الشعب السوري وتضمن حقوقهم.
يشار إلى أن الإدارة الجديدة في سوريا أكدت عقب لقاء زعيمها أحمد الشرع مع وفود دولية وعربية وإقليمية أنها تريد المساهمة في تحقيق “السلام الإقليمي وبناء شراكات إستراتيجية مميزة مع دول المنطقة”.
كما أعلنت أن سوريا تقف “على مسافة واحدة” من جميع الأطراف الإقليميين وترفض أي “استقطاب”.
منير أديب: الإخوان يريدون استلهام تجربة سوريا في القاهرة
يرى منير أديب، الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، أن صورة الجولاني مع فتحي تشير إلى “احتمالية مشاركة مصريين في القتال بسوريا، بعد أن تدربوا على حمل السلاح، وهم مَنْ يطلق عليهم «المقاتلون الأجانب»”، كما يبدو من الصورة أن “فتحي له علاقة وطيدة بالجولاني، وقد يكون يبحث الآن عن مكافأة نظير قتاله هو وتياره مع الجولاني، ولا غرابة في ذلك، لكون الجماعات الراديكالية هي التي تتولى السلطة حاليًا في سوريا”.
ويضيف: “الصورة ظهر فيها أيضًا أقطاي، وهو عرّاب الوجود المصري في تركيا، وهو من سهل لهم الوجود في سوريا، ومن ثم ممارسة العمل المسلح.”
ويخشى أديب من “انعكاس هذا التقارب على محاولات عودة العنف إلى مصر، لكونهم يريدون استلهام تجربة سوريا في القاهرة، وهذا ما عبَّر عنه بيان الإخوان قبل أيام، من جانب «جبهة التغيير» أو مَنْ يسمون «الكماليين»، الذين طالبوا جبهتي الإخوان الأخريين (جبهة إبراهيم منير وجبهة محمود حسين) بضرورة الاستفادة من التجربة السورية ومن ثَمَّ تطبيق هذه التجربة في القاهرة، من خلال حمل السلاح ضد النظام السياسي”.
ويستبعد أديب أن تكون سوريا بديل الإخوان بعد تركيا، لافتًا إلى أن عناصر الجماعة يوجدون في أكثر من دولة، وأضاف: “نعم، قد تكون سوريا هي الأرض التي يتدرب فيها هؤلاء على حمل السلاح، لكن هذا ليس بديلًا عن تركيا”.
خبير عسكري: أحداث سوريا لها تأثير مباشر وغير مباشر على الأمن القومي المصري
بعد التطورات المفاجئة التي شهدتها سوريا خلال الأيام الماضية، عبرت مصر عن قلقها البالغ إزاء الأحداث المتصاعدة على الأراضي السورية، وما له من تداعيات سلبية على الأمن القومي المصري والعربي، خصوصًا أن هذه الأحداث تأتي في ظل واقع ملتهب إقليميًا ما بين حرب إسرائيلية على غزة ولبنان، وتوقعات باتساع رقعة الصراع لتشمل دولًا أخرى بالمنطقة.
في هذا الصدد يقول اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد، المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية أن الأزمة السورية خلقت مزيجًا معقدًا من التحديات الأمنية والإنسانية والسياسية التي أثرت على كل دولة في المنطقة، فاستقرار سوريا يمثل أهمية إستراتيجية لمصر التي تسعى للحفاظ على وحدة الدول العربية ومنع التدخلات الخارجية التي قد تُهدد أمن المنطقة ككل.
وأشار اللواء محمد رفعت، إلى أن الأحداث في سوريا لها تأثير مباشر وغير مباشر على الأمن القومي المصري، رغم البعد الجغرافي النسبي بين البلدين سواء من خلال خطر الإرهاب أو توازن القوى الإقليمي أو التداعيات الاقتصادية والسياسية، حيث ترى مصر في سوريا دولة محورية في المنطقة وأي تغييرات جذرية فيها تُلقي بظلالها على التوازنات الإقليمية التي تؤثر على المصالح المصرية.
وبهذا الشأن تطرق الخبير المصري إلى عدة محاور، أهمها خطر الإرهاب مؤكدًا أن الأزمة السورية أفرزت واحدة من أخطر التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث وهو تنظيم داعش الذي سيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، حيث واجهت مصر بالفعل محاولات تسلل من عناصر متطرفة قادمة من مناطق الصراع السوري إلى سيناء ونجحت في القضاء عليها، إضافة إلى التأثير على توازن القوى الإقليمي من خلال تنامي الدور الإيراني في سوريا ولبنان عبر حزب الله، والذي يؤثر على توازن القوى في المنطقة ويؤدي لإضعاف النظام العربي التقليدي.
وأردف اللواء رفعت، أن التدخل التركي في شمال سوريا بدعوى مكافحة الأكراد يثير القلق بسبب تأثيره على التوازن الإقليمي، كما يعكس طموحات أوسع لأنقرة قد تمتد إلى محاولات للعب دور أكبر في المنطقة قد يتقاطع مباشرة مع المصالح المصرية.
هذا بالإضافة إلى التأثير على الأمن البحري والطاقة، حيث تقع سوريا في منطقة شرق المتوسط الغنية بالغاز الطبيعي، ومصر تُعد لاعبًا رئيسيًا في منتدى غاز شرق المتوسط، لذلك فإن استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا قد يعيد تشكيل التحالفات في المنطقة مما قد يؤثر على المشاريع المصرية للطاقة في البحر المتوسط.
كما أن أزمة اللاجئين لها تأثير اقتصادي، فرغم أن مصر لم تستقبل عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين مقارنة بدول الجوار السوري ألا أن الملف يحمل أبعادًا أمنية واقتصادية.
ثالوث مصر منذ الفراعنة وحتى الآن: «الأرض – الشعب – الجيش»
لأن مصر دولة زراعية في المقام الأول، فإن ارتباط شعبها بالأرض يفوق ارتباط أي شعب آخر على هذا الكوكب، وصارت الأرض مقدسة، وترتقي لمرتبة العِرض والشرف. ومن هنا كانت فكرة تأسيس جيش قادر على الدفاع والتضحية بالروح والدم عن هذه الأرض، وصارت «الأرض والشعب والجيش» ثالوثًا مقدسًا يمثل عمق الحضارة المصرية، وقوة وحدة وتماسك نسيجها الاجتماعي، واندثار الفرقة الطائفية.
ولقيمة هذا الثالوث المقدس «الأرض الشعب الجيش»، الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، فإن الراحل الدكتور رؤوف عباس، أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة، والأستاذ الزائر لعدد من أعرق الجامعات، مثل جامعة طوكيو اليابانية، والسوربون الفرنسية، وهامبورج الألمانية، وكاليفورنيا الأمريكية، وغيرها من الجامعات، بجانب رئاسته للجمعية المصرية للدراسات التاريخية منذ عام 1999 وحتى وفاته سنة 2008، والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، له دراسة رائعة عن «السياسة والحكم في مصر» منذ تاريخها القديم، حتى حكم أسرة محمد علي في التاريخ الحديث، أوضح فيها أن عظمة مصر تتكئ على أنها الدولة الوحيدة التي توصلت لأقدم شكل للسلطة المركزية قبل 32 قرنًا من الزمان.
وألمح الدكتور رؤوف عباس في دراسته القيمة إلى فكرة ثالوث مصر المقدس «الأرض – الشعب – الجيش» بشكل وتفسير مختلف ومتميز، حيث أكد أن «الأرض» هي رمز الخير والنماء والحياة الكريمة للمصريين «الشعب»، وأن الأمن والأمان والاستقرار يتمثل في «الجيش» القادر على حماية هذه الأرض، وأن السلطة المركزية معنية بإدارة الأمر لاستقرار المجتمع.
الجيش… جزء لا يتجزأ من ثالوث مصر
التاريخ يؤكد أهمية الجيوش القوية في الدفاع عن الأوطان، وصيانة الأمن القومي بمفهومه الشامل، واعتباره عمود خيمة كل وطن، لذلك لا غرابة أن تجد أن أكبر قوة على سطح الأرض حاليًا، الولايات المتحدة الأمريكية، تمتلك جيشًا قويًا جرارًا، له سمعته العالمية، وكذلك الصين وروسيا، وكل دولة متقدمة ومزدهرة لا بد لها من قوة كبيرة تصون أمنها واستقرارها.
من هنا كانت فطنة القيادة الحالية، وقراءتها للمشهد في المنطقة، واستشراف المخاطر الجسيمة التي تهدد أمن الإقليم برمته مبكرًا، سابقة بمراحل قدرات هؤلاء الذين نصَّبوا أنفسهم خبراء إستراتيجيين، فأعدت العدة بخطط تأهيل وتطوير الجيش المصري، تسليحًا وتدريبًا، وصار صاحب قدرة وكلمة مسموعة، يخشاه الجميع، ولا تخطئه حسابات مهما كانت معقدة، فهو الرقم الصحيح والفاعل في معادلة توازن القوة.
الشعب… درع مصر
إننا الشعب الوحيد على مستوى العالم الذي يتوحد عند الخطر قيادةً سياسيةً وشعبًا وجيشًا، فنحن نمتلك عقيدة قتالية مفادها تحقيق النصر مرفوعي الرأس، وتلك العقيدة لم يستطع أي مركز من مراكز الأبحاث فك رموزها، فعقيدتنا سر مثل سر التحنيط .
فالذين خرجوا في 30 يونيو هم أبناء الشعب المصري الذي رفض حكم الجماعة وأعلى صوته، والذي يصبر ويتحمل الأوضاع الاقتصادية غير المسبوقة ببلاده هو الشعب المصري، ويأتي ذلك من إيمانه بضرورة البقاء نسيجًا واحدًا وعلى قلب رجل واحد من أجل مصر لأنه أحد دروعها.
السعيد غنيم: وعي المصريين أفشل مخطط الجماعة لنشر الشائعات وزعزعة الأمن
يقول السعيد غنيم، النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر، إن وعي المصريين أفشل مخطط الإرهابية لنشر الشائعات وزعزعة الأمن والاستقرار، وكشف محاولاتهم الخبيثة لتشويه صورة مؤسسات الدولة، والتقليل طوال الوقت من حجم الإنجازات التي تشهدها كل القطاعات على مستوى الجمهورية، وفي القلب منها المشروعات القومية، وملف حقوق الإنسان بمفهومه الشامل.
وأكد السعيد غنيم أن وعي المصريين نابع من خوفهم على وطنهم، وهذه هي طبيعة الشعب المصري، فحينما يستشعرون الخوف على الوطن تراهم على قلب رجل واحد ضد أية محاولات قد تستهدف المساس بأمن الوطن، والتاريخ خير شاهد على ذلك. ومع كم الشائعات الذي لم يتوقف من قِبل الجماعة الإرهابية، التف المصريين جميعهم خلف القيادة السياسية وتحت راية الوطن في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث متلاحقة تستوجب ضرورة التكاتف والتلاحم الشعبي لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن السيسي في كل خطاباته ولقاءاته يحرص على الإشادة بدور الشعب المصري العظيم في الفترة الأخيرة، وأن الجهود المبذولة من قِبل الدولة لم تكن تصل لما تحقق على أرض الواقع من إنجازات في كل القطاعات، ويجري استكمال بناء الجمهورية الجديدة، وهو ما لم يكن ليتحقق بدون وعي شعبي، وإرادة حقيقية لضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة.
في النهاية… لا خوف على مصر التي تمتلك ثالوثًا قادرًا على مجابهة المخاطر، ورد العدوان، وتأديب كل مَنْ تسول له نفسه الاقتراب من حدودها، لذلك هي نعمة منحتها الأقدار لمصر، بأن أراضيها مقدسة، وشعبها يقف ما بين الأرض والجيش، شامخًا مؤمنًا بأن أرضه مقدسة لا يمكن أن يدنسها عدو، وأنه يقف خلف الجيش، ويعلم مقداره وتاريخه المنقوش على جبين الزمن، ومحفور على جدران المعابد والمقابر وباقي الشواهد الأثرية، تسرد بطولاته، داخل البلاد وخارجها، وأن مؤامرات الجماعة وغيرها من المؤامرات الداخلية و الخارجية لن تقوى على مصر ما دام شعبها وجيشها وأرضها معا وعلى وفاق. وسيبقى الثالوث المقدس «الأرض – الشعب – الجيش» عنوان قوة وأمن وأمان واستقرار مصر، إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.