15.4 C
Cairo
الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الرئيسيةأسرةالحياة مع طفلي... كيف تساعد طفلك المتوحد على التعامل مع مظاهر البلوغ...

الحياة مع طفلي… كيف تساعد طفلك المتوحد على التعامل مع مظاهر البلوغ والاستثارة الجنسية لديه؟

هايدي حنا

أهلًا بكم في جولة جديدة داخل حياة طفلك، فيها نُكمل جولتنا بداخل حياة الطفل المتوحد. تناولنا سابقًا كيف نستعد للتغييرات الجسدية التي تحدث له وهو على أعتاب مرحلة المراهقة، ثم بدأنا نتجول حول كيفية توعيته للتعامل مع مظاهر البلوغ لديه، وكانت البداية مع الفتاة. واليوم سنتجول حول التوعية الجنسية للفتى. استعدوا سنبدأ…

كما وضحنا خلال جولتنا السابقة، على الأهل معرفة أن الطفل المتوحد مختلف عن الطبيعي في توقيت التعلم، فالطفل الطبيعي يحتاج للتمهيد قبل أن تبدأ مظاهر البلوغ نظرًا لذهنه القادر على تخيل ما سوف يحدث، لكن الطفل المتوحد تكون بداية تعليمه عندما تبدأ علامات البلوغ تظهر عليه فيكون التعليم من خلال أمور واضحة أمامه لا تحتاج للتخيل. وكما ناقشنا كيف يكون ذلك مع الفتاة، سوف نناقش كيف نقوم بذلك مع الفتى بمجرد أن تلاحظ والدته/القائم برعايته بأن ملابسه الداخلية مبللة بالسائل المنوي “الاحتلام”. هنا من المهم تعليمه كيف يتعامل مع هذه الظاهرة التي حدثت له، وذلك بانتهاز فرصة أنه استيقظ وكانت ملابسه وملاءته مبللة ولزجة حيث يجب على الأم/القائم برعايته أن يطمئنه بألا يخاف عندما يرى هذا الأمر، لأن هذا يعني أنه لم يعد طفل لكنه كبر وأصبح رجلًا وما يحدث طبيعي بعدما تخطى مرحلة الطفولة. كذلك يجب تعليمه كيف يتصرف عندما يستيقظ ويجد ملابسة مبللة بهذا السائل اللزج، حيث يجب أن يستحم ويلبس ملابس أخرى نظيفة، وسوف تكون بداية التعليم بصورة عملية بأن يستحم بالفعل ويقوم بتبديل ملابسه المبللة بملابس نظيفة.

أما فيما يخص كيفية التعامل معه أثناء الاستثارة الجنسية وتعليمه كيف يتعامل مع هذه الرغبة:

فعلى الأهل/المسئولين عن رعايته أن يعرفوا أنه كما من الطبيعي أن الطفل يمر بمرحلة يقوم فيها باستكشاف جسمه وأعضائه التناسلية وذلك بلمسها والسؤال عنها، هكذا يقوم المتوحد بنفس الأمر، لكن الفرق بينهما هو أن هذه المرحلة عند الطفل المتوحد تكون في مرحلة عمرية متأخرة حيث قد تكون ما بين 7 أو 10 سنوات، كما أنه لا يستطيع السؤال كالطفل الطبيعي، فيكتفي بلمس عضوه الذكري فقط، وليس هذا فقط بل قد يقوم بهذا  في أي وقت غير مبالٍ بوجود آخرين، تمامًا مثل الطفل، لكن الفرق بينهما هو المرحلة العمرية. لذا بالنسبة للطفل الطبيعي يكون رد فعل الآخرين هو الضحك، لكن بالنسبة للطفل المتوحد سوف تثير اشمئزاز الآخرين بل والخوف منه اعتقادًا أنه منحرف جنسيًا لأنه يقوم بهذا السلوك في مرحلة عمرية متأخرة لا يتناسب معها ذلك السلوك. والأصعب من هذا أن البعض منهم قد يكتشف متعة من خلال لمسه لأعضائه التناسلية، فيكررها ويمارسها بشكل أكبر ويصبح غير قادر عن الاستغناء عن هذا السلوك، وهذا ما يسمى بالعادة السرية، وتصبح بالنسبة له فيما بعد ملجأ له للتخلص من التوتر الذي يتعرض له مثله مثل المراهق الطبيعي.

ولكي نحميه من هذه السلوكيات السابقة، لا بد من مراعاة عدة أمور:

1)     التأكيد على تعليمه في وقت مبكر خصوصية تلك المناطق الخاصة والقواعد الأخلاقية فيما يتعلق بالتعري أمام الآخرين، من خلال تعليمه المسموح وغير المسموح أن يراه ويلمسه هو والآخرون. (كما سبق وعلَّمنا الطفل الطبيعي في جولة سابقة لنا).

2)     الحرص على الاحتشام من جميع أفراد الأسرة داخل المنزل لعدم إثارته جنسيًا. والاحتشام هنا ليس المقصود به أن يكون أهل البيت مقيدين بملابس رسمية لكن المقصود به أن تكون الملابس مريحة لكنها لا تكون شفافة بحيث تظهر من خلالها تلك المناطق الخاصة، أو عارية بصورة تُظهِر تلك المناطق الخاصة.

3)     عدم ارتداء الفتى لملابس ضيقة أو ملتصقة بجسمه حتى لا تحتك بعضوه الذكري مما يسبب له إثارة جنسيًا، أو يجعله يعبث بها بسبب ضيقه منها مما يقوده للمس عضوه الذكري وقد يتسبب هذا في إثارته.

4)     مراقبة ما يشاهده حيث إن من سمات المتوحد التقليد، لذا إن شاهد منظرًا جنسيًا فقد يقوم بتقليده. والجدير بالذكر أنه على الوالدين الحرص خلال ممارستهما للعلاقة الجنسية باتخاذ كل الاحتياطات كي لا يراهما تمامًا مثل حرصهما مع طفلهما الطبيعي.

5)     شغل وقته، سواء:

(‌أ)     بتسجيله في نادي رياضي، فينفس عن طاقته من خلال الرياضة مما يساهم من تقليل مشاعر الإثارة الجنسية لديه.

(‌ب)  الخروج معه واللعب أو زيارة أقرباء لديهم أطفال قريبين من عمره وقادرين على التعامل معه بمحبة ودون خوف، مما يشغل وقت فراغه ويشغله عن ممارسات عادات سيئة له، بالإضافة أنه سيتعلم كيفية التواصل مع الآخرين دون خوف.

(‌ج)   تكليفه ببعض الأعمال المنزلية التي تتناسب مع قدراته مثل: تنظيف الخضار، تجهيز السفرة، أو العمل على تنظيف غرفته، وذلك بتعليمه من خلال القيام بها أمامه وعليه التقليد. هذا الأمر يشغل وقته ويستنفذ طاقته، بالإضافة إلى أنه يزيد العلاقة والتواصل معه مع تعليمه كيفية الحوار  بسبب الحوار والكلام معه خلال هذا الوقت، وبالتالي سيكون ذلك مفيدًا له ولأسرته.

هذا ما يجب أن يعرفه الفتى ويتعلمه كي يتعامل مع مظاهر البلوغ لديه، لكن هناك منطقة هامة يجب أن نتطرق لها وهي مرحلة الانتكاسة التي يتعرض لها الطفل أو المراهق المتوحد، وهذا ما سوف نتجول فيه الجولة القادمة في حياة طفلك. استعدوا سننطلق…

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا