22.4 C
Cairo
الثلاثاء, نوفمبر 5, 2024
الرئيسيةشبابالتعلق المرضي.. أسبابه وعلاجه

التعلق المرضي.. أسبابه وعلاجه

 التعلق المرضي: هو الميل المبالغ فيه إلى شيء ما، إنسانًا كان أو شيئًا آخر، بحيث يفقد المتعلق استقلاليته، ويتبع المتعلق به تبعية كاملة، وكأنما تذوب شخصيته عنده. ويمكن أن يكون المتعلقان في مراحل عمرية متقاربة أو متباعدة.

أسباب التعلق المرضي:

– الحرمان العاطفي في الأسرة: سواء أكان بسبب خلافات أسرية، أم تربية خاطئة تمنع الآباء من إظهار عواطفهم لأبنائهم.

– التأثر بالشخصيات من حولك: ومنها نماذج أسرية مثل الأب، الأم، الأخوات، الإخوة، الأعمام، العمات، الأخوال، الخالات، نماذج الرفاق في الحي أو المدرسة أو العمل، نماذج إعلامية مثل أبطال الأفلام أو المسلسلات أو البرامج أو الأغاني، نماذج مقروءة، مثل أبطال القصص والروايات.

– ضعف الثقة بالنفس: والبحث عن شخصية يتوحد فيها لكي يشعر بشيء من القوة.

–          وفرة التعزيز في العلاقة: فإذا كان الفرد يشعر بالحرمان، ثم يجد لذة بالغة في تعلقه المرضي، فستكون هذه اللذة دافعًا لاستمرار العلاقة.

– اضطراب الشخصية: هناك اضطرابات خاصة في الشخصية يمكن أن تؤدي إلى التعلق المرضي، مثل الشخصية الاعتمادية، التي بطبعها تبحث عمن يسيرها وتدور حوله، وكثير من التعلقات المرضية تنشأ بسبب اعتمادية كامنة.

آثار التعلق المرضي:

  يترك التعلق المرضي آثاره على حياة المتعلق بكاملها، ومن أهم آثاره:

–  انخفاض مستوى التحصيل العلمي، اضطراب العمل وضعف الفاعلية فيه، فشل الحياة الزوجية وانتشار الخيانات بين المرتبطين.

علاجه:

  أول طرق العلاج هو النظر إلى الأسباب أولاً ومن خلالها يتم العلاج كالآتي:

–  النظر إلى التعلق باعتباره عاطفة بشرية: إذا فهم المتعلق مشكلته، فلن يحلها، ولكن إذا نظر إلى التعلق باعتباره طبيعة بشرية أصلها سوي، غير أنه حدث عليه بعض التغيير وتجاوز فيها الحد المعقول تصبح المشكلة قابلة للحل.

–  الحث عن الأسباب: وفائدة معرفة الأسباب أن تسعى إلى معالجتها بأساليب صحيحة، لتكون بديلاً عن الأساليب الخاطئة.

–          التفكير في النهايات: كل بداية لذيذة ممتعة، لأنها تكون بداية ممتلئة بالرغبة، محلقة في الآمال، غير أن النهايات هي التي تحدد قيمة كل شيء. وبداية العلاقة الغرامية ممتعة، ولكن نهايتها إن لم تتوج بالارتباط، تكون متعبة جدًا لك.

–  التفكير في نقائص الطرف الآخر: لأن التعلق يعتمد على إلباس الطرف الآخر ما ليس فيه من المحاسن، ونفي ما هو فيه من المساوئ، فإذا أمعنت في التفكير في النقائص البشرية لمن تعلق قلبك به، أمكنك أن تخرج من طغيان سحره عليك، وبالتالي تخرج من حالة التعلق.

– التقليل من التعميم المفرط: حين تتعلق بأحدهم عادة لا تستخدم الألفاظ بالصورة الدقيقة، فقد تقول عنه إنه (أفضل مخلوق على وجه الأرض)، أو يقول إنها (أجمل النساء.. وأنبلهن)، واستخدام اللغة بهذه الصورة المفرطة في التعميم سيضلل المتعلق، بينما إذا وضعت الصورة في إطارها الصحيح واستخدمت لها الألفاظ المناسبة، أمكن الوصول إلى حل، مثل: (إنها إنسانة جميلة، ولكن لابد أن يكون هناك من هي أجمل منها)، أو (إن له حسنات كثيرة، وله سيئات أيضًا)، وصف الشخص بجمل حقيقية محددة أقرب إلى الواقع، هو مرحلة أولى من مراحل علاج التعلق.

– التفكير والبحث عن بدائل: إذا كنت متعلق بأحد وأصبح مركز كل شيء بالنسبة إليك، وتصب عليه طاقة كان ينبغي أن توزع على موضوعات كثيرة، والطاقة إذا لم يكن لها إلا مخرج واحد تشبثت به، فإن تعددت مصارفها قل ضغطها على المخرج القديم، وهو من تعلق قلبك به.

– سيخف تعلقك بشخص ما إذا توجهت للجلوس في جلسات تأمل تقضيها في مراجعة أفكارك ومعتقداتك: أو جلسات النصح والاستشارة مع بعض أصدقائك العقلاء وترتيب أفكارك بعد ذلك، وتغيير بعض عاداتك كتعلم شيء جديد، أو الانخراط في عمل جماعي، الابتعاد عن كل ما يهيج الذاكرة  كالصور والأماكن والأشخاص بينكما، كل هذا يساعدك على علاج التعلق المرضي.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا