يُعد الإصبع الزنادي مشكلة تعوق المريض عن أداء مهامه اليومية العادية، حيث يواجه صعوبة في التحكم بالكتابة، وكذلك المسك بالأشياء الدقيقة، كالقيام بقفل أزار الملابس، كما أن قيادته للسيارة تتأثر بتلك المشكلة، ومن الممكن أن يتأثر أكثر من إصبع في الوقت نفسه، وقد يحدث في أصابع اليدين.
عن مشكلة الإصبع الزنادي حدثنا د. حسام عرفة، والحاصل على دكتوراه في أمراض المفاصل والروماتيزم. في البداية قال د. حسام إن الإصبع الزنادي عبارة عن حاله مرضية تصيب أحد الأصابع أو الإبهام بسبب الوتر القابض للإصبع، وينتج عنه ألم أثناء حركة الإصبع أو تعليق في حركة الإصبع في وضع الانحناء قبل أن يستقيم، أو يستقيم فجأة مع حدوث ألم وصوت طرقعة، وهو ينتشر بين السيدات أكثر من الرجال.
وعن الأسباب قال د. حسام إنها تتلخص في الآتي: التهاب الأوتار القابضة والتهاب الأربطة المحيطة بالأوتار القابضة. وجود مرض السكري وأمراض الغدة الدرقية ومرض الروماتويد. استعمال اليد بحركات سريعة ومتكررة أو حركات تتطلب ضغط وحمل أشياء ثقيلة لفترات طويلة.
وأوضح د. حسام أنه يمكن تقييم الأعراض بناء على شدة التهاب الوتر إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى يكون فيها ألم فقط أثناء ثني وفرد الإصبع وألم في قاعده الإصبع المصاب، كذلك من الممكن حدوث تيبس صباحي.
المرحلة الثانية ويكون فيها الالتهاب وصل لدرجة متوسطة ويبدأ يحدث إعاقة لحركة الوتر، ويبدأ حدوث ألم مع فرد وثني الإصبع، وتعليق لحركة الإصبع في وضع الانحناء، والتي يطلق عليها الإصبع الزنادي، ثم يستقيم فجأة مع حدوث طرقعة وألم شديد.
المرحلة الثالثة ويكون الالتهاب فيها شديد جدًا وفيها إما يكون الإصبع مستقيم باستمرار ولا يثنى، أو يكون الإصبع مثني وعندما يحاول المريض فرده يحدث ألم شديد جدًا عند رجوعه لوضعه الطبيعي.
وأشار د. حسام أن التشخيص يعتمد على شقين هما: معرفة التاريخ المرضي، والفحص السريري. بالنسبة للتاريخ المرضي، يتم من خلال توجيه بعض الأسئلة للمريض عن الأعراض التي يشكو منها، وعما إذا كان يحدث تيبس في الصباح، وهل يحدث تعليق في حركة الإصبع، كذلك معرفة هل هناك أعراض أخرى قد تكون مسببة للمرض مثل السكر أو الغدة الدرقية أو الروماتويد، كذلك يتم سؤاله عن أنشطته اليومية. أما الفحص السريري، يشمل فحص الإصبع المصاب وفحص الوتر والأربطة المحيطة بالوتر، ومعرفة هل هناك تورم في غمد الوتر، وهل هناك تعليق في حركة الإصبع، كذلك فحص المفاصل المحيطة بالإصبع المصاب والأصابع الأخرى، وذلك بهدف استبعاد الأمراض المشابهة والتي لها نفس الأعراض مثل مرض الروماتويد، والذي يسبب التهاب في المفاصل كما يحدث في الإصبع الزنادي. كذلك استبعاد مشكلة اختناق العصب الأوسط، والذي يشمل نفس الأعراض، ومن الممكن استخدام سونار على المفاصل والعضلات لتأكيد التشخيص واستبعاد الأمراض الأخرى.
وأكد د. حسام أن العلاج في المراحل الأولى يكون بأخذ فترة من الراحة، ووضع الكمادات الدافئة، كذلك استخدام الكريمات الموضعية المضادة للالتهاب، كذلك استخدام الأقراص المضادة للالتهاب والمسكنة، كما يتم استخدام دعامة أو جبيرة بلاستيك للإصبع بغرض إبقائه في الوضع السليم لفتره من الوقت. وإذا لم يحدث استجابة أو أصبحت المرحلة متطورة، فأنه من الممكن عمل حقن موضعي للوتر بمضادات الالتهاب التي تحتوي على الكورتيزون الموضعي، كما يمكن عمل تسليك لاختناق والتهاب الوتر مع الحقن باستخدام السونار الموضعي. وفي المراحل المتقدمة جدًا وغير المستجيبة للحقن أو للتسليك أو للأدوية التقليدية، هنا يكون الحل جراحي لتحرير الوتر من الاختناق المحيط به.
نيفين عاطف مشرقي
Neven.meshrky@gmail.com