14.4 C
Cairo
الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الرئيسيةتحقيقاتالإرهاب إلى القادم "داعش خراسان" يزداد "جرأة وعنفًا"... خطط لعمليات إرهابية لاستهداف...

الإرهاب إلى القادم “داعش خراسان” يزداد “جرأة وعنفًا”… خطط لعمليات إرهابية لاستهداف أوروبا وأمريكا وروسيا بضربات متلاحقة

تحقيق: إيهاب قزمان

أصبح تنظيم “داعش خراسان”، الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم موسكو الدموي “أكثر جرأة وعنفًا”، إذ امتدت هجماته من أفغانستان إلى باكستان ثم تركيا وأفريقيا وروسيا حاليًا. هذه الضربات أعادت تنظيم “داعش” إلى الواجهة، ودفعت الأذهان لتذكُّر سنوات الدم والدمار في سوريا والعراق تحت راية الدولة المزعومة. وما أثار الانتباه إلى خطورة “داعش” مجددًا ما خلفه الهجوم الذي نفذته عناصر تابعة له في روسيا حيث قتل العشرات، وهو ما أظهر سعيًا حثيثًا للتنظيم الإرهابي للعودة بقوة بعد خفوت أعقب العمليات العسكرية لقوات التحالف الدولي ضد معاقله في الشرق الأوسط ومقتل قيادات بارزة في صفوفه في وقت قصير، مما دفع البعض لتوقع اندثار التنظيم أو -على أقل تقدير- انتهاء دوره عالميًّا.

ما هي التوقعات لأماكن الضربات التالية كما يتوقعها الخبراء؟… وما هو تنظيم “داعش خراسان”؟… ومَنْ هو زعيمه؟… وما هي أشهر العمليات الإرهابية التي قام بها في الآونة الأخيرة؟… ولماذا تخشاه دول أوروبا في الوقت الراهن؟… تلك الأسئلة وغيرها سنجيب عنها في السطور القليلة القادمة.

ما هو “داعش خراسان”؟

داعش خراسان، الذي يعرف باسم (ISIS-K)، هو فرع للتنظيم الإرهابي الذي ظهر لأول مرة في سوريا والعراق. وفي حين أن المنتسبين يشتركون في أيديولوجية وتكتيكات، فإن عمق علاقتهم فيما يتعلق بالتنظيم والقيادة والسيطرة، لم يتم تحديده بالكامل. ويأتي اسم التنظيم “خراسان”، نسبة إلى اسم قديم للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان.

ونقل تقرير سابق لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية ، أن فرع تنظيم داعش خراسان يضم “عددًا صغيرًا من المتطرفين السابقين من سوريا، وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب”.

وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة “حددت ما بين 10 إلى 15 من كبار العناصر (بداعش خراسان) في أفغانستان”.

تم تشكيل “داعش خراسان” في عام 2014 على يد منشقين عن طالبان والقاعدة في باكستان وأفغانستان. وتبنى المنشقون رؤية أكثر عنفًا للظاهرة الجهادية الإرهابية. وفي عام 2015، عرّفت الجماعة نفسها رسميًا على أنها امتداد لتنظيم “داعش” في منطقة خراسان. ومثل داعش، يلتزم تنظيم “داعش خراسان” بهدف إقامة خلافة عابرة للحدود الوطنية، وهي دولة للمسلمين تحكم حسب تفسيرها المتطرف للإسلام.

ولدى هذا التنظيم تاريخ من الهجمات التي استهدفت مساجد داخل أفغانستان وخارجها، إذ حذّر أكبر جنرال أميركي في الشرق الأوسط خلال وقت سابق في مارس الماضي، من أن “داعش خراسان” يمكن أن يهاجم مصالح أمريكية وغربية خارج أفغانستان “خلال أقل من 6 أشهر ودون سابق إنذار”.

وفي وقت سابق من العام الجاري، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفَّذ تفجيرين في إيران أسفرا عن سقوط قرابة 100 شخص.

مَنْ هو زعيم “داعش خراسان”؟ واشنطن ترصد مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه

 يتزعم تنظيم “داعش- خراسان” “شهاب المهاجر” أو “ثناء الله غفاري”، الزعيم السادس لهذا الفرع، وأفغاني طاجيكي كان جنديًا في الجيش الأفغاني، وانضم لاحقًا إلى داعش خراسان الذي تشكل في أواخر عام 2014”.

 منذ عام 2020، وضعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اسمه على قوائم الإرهاب لديهما. وهو يتمتع بخبرة عسكرية واسعة، مع أيديولوجية وتكتيكات التنظيم الأم من حيث العزم على إقامة “الخلافة” في جميع أنحاء العالم.

وقد سبق أن حذر تقرير سابق للأمم المتحدة في يونيو 2020 من خطورة فرع “داعش- خراسان” في ظل قيادة “المهاجر” الذي يعمل جاهدًا على ضم عناصر من المتشددين، سواء من “طالبان” أو “القاعدة” وغيرهما من تنظيمات، بهدف تعزيز صفوفه والتمكن من توسيع نشاط عملياته الإرهابية في آسيا وأوروبا على وجه الخصوص. وأعلنت واشنطن عن مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه.

بعد الهجوم على الكنيسة الإيطالية “سانتا ماريا” بإسطنبول هل ينجح “داعش خرسان” في تحويل أراضي تركيا إلى ساحة بديلة

عكس تصميم تركيا على ملاحقة فلول تنظيم داعش، ومواصلة القبض على ناشطي فرعه في خراسان، حرصها على عدم تحويل التنظيم أراضيها إلى ساحة تجنيد وتنفيذ عمليات إرهابية بعد تصاعد حدة الاستنفار الأوروبي ضد التنظيم وعناصره، وظهور بوادر تعاون بين روسيا وحركة طالبان.

وتخشى الأجهزة الأمنية أن تتحول تركيا إلى ساحة بديلة يثبت فيها داعش قدرته على الاستمرار وتنفيذ عمليات إرهابية فيها، إن لم تستبق الأحداث وتتخذ إجراءات احترازية كافية بالتوازي مع ما تنفذه الحكومات الأوروبية والاستنفار الروسي والأفغاني وجاهزية دول وسط آسيا للتعاون عقب هجوم موسكو في مارس الماضي وتزايد خطاب التحريض للقيام بعمليات إرهابية ضد الدول الغربية.

وأثبتت الاستعدادات المُعلنة من قبل السلطات الأمنية أن هناك حضورًا كثيفًا لخلايا كامنة لداعش في الداخل التركي قد تمثل خزانًا لتنفيذ عمليات، وقد جرى اعتقال ستة وثلاثين شخصًا تربطهم صلات بالتنظيم الأحد الماضي، بعضهم وفقًا لتصريحات وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا قادة وعناصر نشطة ويقومون بمهام التمويل والإمداد.

وحاول تنظيم داعش جعل الساحة التركية متنفسًا لعجزه عن القيام بعمليات في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية التي تلافت أخطاء الماضي ووسعت الصلاحيات التي تتمتع بها أجهزة الشرطة والاستخبارات وجعلت من الصعب التخطيط والتحضير لهجوم إرهابي نوعي على أراضيها.

وفي استجابة لدعوة المتحدث باسم التنظيم أبوحذيفة الأنصاري، في كلمة ألقيت في الرابع من يناير الماضي، من أسماهم “ليوث الإسلام” إلى “مطاردة فرائسهم من اليهود والنصارى وحلفائهم في شوارع أمريكا وأوروبا”، نفذ داعش هجومًا يوم الثامن والعشرين من يناير الماضي على الكنيسة الإيطالية “سانتا ماريا” بإسطنبول، في الوقت الذي وجد صعوبة في تنفيذ أي عملية داخل الولايات المتحدة أو دولة في أوروبا، على عكس الأهداف السهلة مثل استهداف تجمعات المدنيين وأماكن العبادة المسيحية واليهودية.

وينطوي لجوء داعش إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح أمريكية وأوروبية في الساحة التركية على تمتع خلايا التنظيم في هذا البلد بحرية أكبر ووجود أعداد من ناشطيه بحالة كمون وجاهزية، وهو ما دفع إلى تحذير الأمريكيين والأوروبيين رعاياهم المقيمين في تركيا من وقوع هجمات ضد المؤسسات الدبلوماسية وأماكن تجمعاتهم ودور العبادة.

ولجأ تنظيم داعش خراسان إلى التخطيط لعمليات في تركيا ومهاجمة القنصليتين السويدية والهولندية بإسطنبول بعد حادث حرق نسخة من القرآن في ستوكهولم من خلال عناصر طاجيكية وقوقازية وفقًا للائحة اتهام أعدها مكتب المدعي العام في إسطنبول، ما يعني حرص التنظيم على تجنيد أفراد من أصول آسيوية مع مسلحين أتراك لتهديد المصالح الأوروبية وجعل تركيا ساحة تجنيد وتنفيذ عمليات.

واكتشفت الأجهزة التركية ما أُطلق عليه اسم “كتيبة سلمان الفارسي” التابعة لداعش في ديسمبر الماضي، واتضح بعد اعتقال عناصرها أنها كانت تعد لعمليات ضد دور عبادة يهودية ومسيحية وبعثات دبلوماسية غربية.

ولا ترغب تركيا في أن يُنظر إليها أوروبيًا وأمريكيًا ومن قبل روسيا على أنها جزء من مشكلة استمرار تهديد داعش خراسان، بعدما ثبت عمليًا أن التنظيم العابر للحدود يستغلها كساحة ترانزيت للتنقل من سوريا إلى أفغانستان ثم إلى المناطق المستهدفة حول العالم.

وتقدم تركيا نفسها للأطراف الدولية الفاعلة كشريك وحليف أكثر موثوقية في مكافحة تنظيم داعش خراسان في المنطقة والعالم لتعويض قلة فاعلية الأطراف المرتبطة بالملف ولكسب عوائد سياسية وأمنية واقتصادية عبر لعب دور نوعي خلال مرحلة تشعر فيها مختلف المحاور بالتهديد.

جدير بالذكر أن مسلحين شنا هجومًا على كنيسة إيطالية في إسطنبول خلال مراسم دينية اليوم الأحد 28 يناير، ما أدّى إلى مقتل شخص واحد على الأقل.

عمليات داعش خرسان من باكستان إلى إيران والأكثر دموية الهجوم على حفل موسيقي في موسكو

يعيد هجوم موسكو إلى الأذهان الهجوم الذي جرى في يناير الماضي في إيران، حيث يتشاركان بأنهما استهدفا تجمعات حاشدة أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص في كلا البلدين.

وقالت “نيويوك تايمز” إن تنظيم داعش خراسان نفذ في الأشهر التي أعقبت استيلاء طالبان على الحكم، هجمات شبه يومية، استهدفت جنودًا وأحياء تضم أقلية الهزارة الشيعية، كما استهدف السفارة الروسية في كابل، وحاول اغتيال أكبر دبلوماسي باكستاني في أفغانستان.

وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات التنظيم “أصبحت أكثر جرأة خلال الفترة الأخيرة، حيث امتدت إلى خارج البلاد، فقتلت أكثر من 43 شخصًا في هجوم استهدف تجمعًا سياسيًا شمالي باكستان في يوليو الماضي”. كما قتل التنظيم “ما لا يقل عن 84 شخصًا، إثر تفجيرين انتحاريين في إيران، في يناير الماضي”. ففي منشور على حسابه الرسمي على تيليجرام، قال التنظيم إنه كان وراء هجوم أدى إلى مقتل 84 شخصًا في كرمان بإيران، خلال موكب تأبيني لقاسم سليماني الذي قُتل بغارة أمريكية بطائرة بدون طيار في عام 2020.

ثم جاء الهجوم الأكثر دموية، حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم في موسكو، الذي أسفر عن مقتل 133 شخصًا على الأقل.

وكان التنظيم قد أعلن في بيان على تليجرام، أن عناصره “هاجموا تجمعًا كبيرًا في محيط العاصمة الروسية موسكو”، مضيفًا أنهم “انسحبوا إلى قواعدهم بسلام”.

وذكر موقع “سايت” المتخصص في رصد مواقع التنظيمات المتطرفة، أن التنظيم نشر فيديو مدته دقيقة و31 ثانية، يظهر عددًا من الأشخاص الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوشة، وهم يمسكون بنادق هجومية وسكاكين، داخل ما بدا أنه بهو قاعة الحفلات الموسيقية “كروكوس سيتي هول”.

من جهة أخرى، يُعد هذا الهجوم هو الثالث لمكان إقامة حفلات موسيقية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يستهدفه تنظيم داعش خلال العقد الماضي، بعد هجوم على مسرح «باتاكلان» في باريس في نوفمبر 2015 (في إطار عملية أوسع استهدفت أهدافًا أخرى في المدينة)، وهجوم انتحاري في حفل المغنية أريانا جراندي في «مانشستر أرينا» بإنجلترا في مايو 2017.

نيويورك تايمز قالت في تقريرها، إن التنظيم “هدد خلال الأشهر الماضية باستهداف السفارات الصينية والهندية والإيرانية في أفغانستان، بجانب تكثيف الدعاية المناهضة لروسيا والتي تهاجم الكرملين بسبب تدخلاته في سوريا، وتدين طالبان لتعاملها مع السلطات الروسية بعد عقود من غزو الاتحاد السوفيتي للبلاد”.

لماذا تخشى أوروبا من هجمات تنظيم “داعش خراسان”؟

شهدنا بالفعل في الفترة الماضية إحباط الكثير من العمليات التي خطط لها التنظيم في الدول الأوروبية، لكن ما زال هناك خطر قائم يتمثل في تنفيذ هجمات أخرى، لأن تنظيم داعش في النهاية يعتمد على خلايا صغيرة العدد وغالبًا لا تكون متصلة ببعضها البعض ولا يتم الكشف عنها دفعة واحدة، وكذلك فهناك مخاوف من هجمات تُعرف باسم هجمات “الذئاب المنفردة”، وهي أصعب في كشفها وإحباطها.

فرنسا تأتي على رأس الدول المهددة بتنفيذ هجمات إرهابية من تنظيم “داعش خراسان”. وفيما يتعلق بطموحات التنظيم الدولية، فتنظيم داعش يسعى لإثبات وجوده مع قائده الجديد، وبالتالي فوتيرة زيادة الهجمات لا تزال مطروحة وتثير مخاوف واسعة.

ما زال خطر تنظيم داعش قائمًا، حيث يمر بحالة انتعاش عملياتية، وهناك تحذيرات من الاستخبارات الغربية بأن التنظيمات الإرهابية تسعى لتنفيذ هجمات غير نمطية مستقبلًا.

ووفقًا لخبراء أمنيين أوروبيين، فقد تمكنت أجهزة الاستخبارات الأوروبية في الأسابيع والأشهر الأخيرة من إحباط العديد من الخطط الإرهابية على أراضيها. وكشفت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون،‏ والتي تُعرف باسم “يوروبول” وتسهر على حفظ الأمن في أوروبا، عن محاولات لشن هجمات جهادية في جميع أنحاء أوروبا في السنوات الماضية. ومنذ 7 أكتوبر 2023، كانت هناك بالفعل ثماني حالات.

وحسب خبراء أمنيين مختصين في الجماعات الجهادية، فإن أنشطة تنظيم “داعش” في القارة الأوروبية لا تقتصر على التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ونشر الرعب وسط المواطنين، بل تقوم أيضًا بجمع الأموال لتمويل أنشطتها خارج الدول الأوروبية.

إستراتيجية جديدة للتنظيم

كشف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، في 27 مارس الجاري، عن إحباط مخطط هجوم إرهابي كل شهرين في فرنسا، معربًا عن مخاوفه من تغيير داعش إستراتيجيته، وهو ما أكد عليه أيضًا قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا بقوله أن “تنظيم داعش خراسان يحتفظ بالقدرة والإرادة لمهاجمة المصالح الأمريكية والغربية في الخارج، في أقل من 6 أشهر، دون سابق إنذار”، مضيفًا أن هناك “عددًا متزايدًا من المؤامرات التي كان التنظيم الإرهابي يعمل على تنفيذها في أوروبا، قبل إحباطها، خلال الفترة الماضية”.

هذه التحذيرات يبدو أنها تعتمد على تحليل لإستراتيجية تنظيم “داعش” الأخيرة والتي تركز بشكل أساسي على ما يسميه التنظيم بـ”العدو الآني” و”العدو البعيد”، مع منح الأولوية لـ”العدو البعيد” في نمط الاستهداف عبر التركيز على هجمات الخارج وخصوصًا في دول أوروبا، والأهم من ذلك هو قيام التنظيم، حسب تقارير عديدة، بإنشاء وحدتين: الأولى خاصة بـ”الاستخبارات الغربية”، والثانية معنية باستقطاب ما يسمى “الذئاب المنفردة” بالدول العربية والإسلامية، ولا سيما دول آسيا الوسطى، لتنفيذ عمليات ضد أهداف بهذه الدول.

 وقد أكدت السلطات الألمانية ذلك بإعلانها، في 7 يوليو الماضي، عن شن حملة اعتقالات استهدفت 7 أفراد من الطاجيك والتركمان والقرغيز مرتبطين بشبكة تابعة لـ”داعش خراسان”، كان يشتبه في تخطيطهم لهجمات في ألمانيا. كما ألقى القبض على 3 رجال في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، بسبب خطط لمهاجمة كاتدرائية كولونيا ليلة رأس السنة الجديدة، فضلًا عن تنفيذ مداهمات أسفرت عن 3 اعتقالات أخرى في النمسا، وواحدة في ألمانيا في 24 ديسمبر الماضي. وحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن تقرير للأمم المتحدة، فإن “بعض الأفراد من شمال القوقاز وآسيا الوسطى الذين يسافرون من أفغانستان باتجاه أوروبا يمثلون فرصة لتنظيم داعش خراسان، الذي يسعى إلى شن هجمات عنيفة في الغرب”.

باحث بريطاني: “هناك تعبئة كبيرة للإسلامويين والجهاديين في أوروبا”

وذكر الباحث البريطاني في شئون الإرهاب بيتر نيومان في مقابلة مع إذاعة “دويتشلاندفونك” الألمانية أنه: “منذ السابع من أكتوبر، منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس والصراع الذي نتج عنه، شهدنا تعبئة ضخمة للإسلاميين والجهاديين في جميع أنحاء أوروبا الغربية”.

ويضيف ذات الباحث أن “أكبر تهديد إرهابي حالي في ألمانيا وأوروبا يأتي الآن مرة أخرى من جانب الإسلاميين والجهاديين”. كما قيمت وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر التهديد الإرهابي في ألمانيا بأنه مرتفع. وقال فيزر: “إن خطر الإرهاب الإسلامي لا يزال حادًا”.

وفي مقالة رأي، كتب صحفي ألماني على صفحات “هندلس بلات” بتاريخ 25 مارس 2024 أن “تنظيم الدولة الإسلامية لن ينجح في إقامة الخلافة الإسلامية في أوروبا، لكنه يريد زرع الخوف وسط المجتمع، وأيضًا إثارة الشكوك العامة ضد جميع المسلمين واللاجئين”.

استهداف محتمل لفعاليات رياضية دولية

هناك تكهنات بأن ألمانيا تحت ضغط كبير لتشديد المراقبة ورصد الخلايا الإرهابية قبل أشهر قليلة من بطولة أوروبا لكرة القدم في ألمانيا ودورة الألعاب الأولمبية في باريس، ويُعد الحدثان الرياضيان أهدافًا رئيسية محتملة للجهاديين بسبب الأعداد الكبيرة من الزائرين والمتابعين لهما عن بعد عبر القنوات الناقلة.

وفي هذا الصدد قال تور هامينج، الخبير في المركز الدولي لدراسة التطرف، في حديث لصحيفة “سود ويست” الفرنسية بتاريخ 25 مارس المنصرم: “إن استهداف الألعاب الأولمبية في فرنسا سيكون بلا شك حلمًا يتحقق بالنسبة لتنظيم داعش، وأنا متأكد من أن هناك خططًا بالفعل.”

وبالإضافة إلى الخلايا المسلحة خارج حدود الاتحاد الأوروبي، تخشى فرنسا من العشرات من الجهاديين المدانين بأنشطتهم في سوريا من السجن بعد قضاء عقوباتهم. وفي مطلع مارس الماضي، اعترفت سيلين بيرثون، المديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي، أمام اللجنة القانونية بمجلس الشيوخ، بوجود قلق بشأن الألعاب الأولمبية.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا