31.4 C
Cairo
الإثنين, سبتمبر 16, 2024
الرئيسيةتحقيقاتالأولمبياد.. البداية احتفالات للانتصار والسلام فهل ضاعت الرؤية والأهداف؟

الأولمبياد.. البداية احتفالات للانتصار والسلام فهل ضاعت الرؤية والأهداف؟

بين القصص الخيالية والهدنة العسكرية التي أنبتت سلامًا وتنافسًا شريفًا، ترتبط بداية المباريات الرياضية، أو كما تسمى «الألعاب الأولمبية»، التي كانت تمتحن القوة والمرونة والسرعة لدى المشتركين. كانت تجرى في مدينة أولمبيا، إحدى المدن الإغريقية القديمة، بأساطير خيالية وروايات رائعة كثيرة، تستمد من أفقها الواسع وفروعها المتشعبة جوانب الحكمة والطرائف في آن واحد.

ويروى في بعضها أن زيفس قاتل والده كرون قتالًا مريرًا حتى انتصر عليه، وصار السيد المطلق للأرض والسماء.. وكلل انتصاره بإقامة أعياد كانت تجرى خلالها الألعاب الرياضية التي أطلقت عليها تسمية «الألعاب الأولمبية القديمة».

وذكرت رواية ثانية أن هيراكليس هو مؤسس الألعاب الأولمبية بعد انتصاره على القيصر الظالم والبخيل أفغي.. وتعود الشهرة له بوصفه مؤسسًا وأول من أطلق على المناسبة اسم «أولمبية»، وحافظ على تقاليدها وإقامتها كل سنة خامسة، لأنه هو وإخوته كان عددهم خمسة.

ومن الأساطير الشعبية الشائعة في ذلك العصر أن القيصر الإليادي أوتوماوس أخبر بواسطة الآلهة أنه سيُقتل على يد صهره زوج الأميرة هيبوداميا التي تقدم لها خُطاب كثر نظرًا لجمالها وفتنتها.. لكن القيصر الشجاع اقترح على كل متقدم لخطبة ابنته أن يبارزه في سباق العربات على الأحصنة الأربعة، وشروط المبارزة كانت قاسية جدًا؛ إذ إنها تتيح للخطيب الزواج من الأميرة وتتويجه قيصرًا في حال انتصاره.. ويقطع رأسه فورًا في حال هزيمته.

وتمكن القيصر أوتوماوس من تزيين قصر الأميرة برؤوس 13 من الخطاب المنهزمين.. كيف لا؛ وخيوله كانت هدية من إله الحرب؟ لذا فإن انتصاره مؤكد لا شك فيه. غير أن الخطيب الرابع عشر الملك بيلوبس تفوق في المبارزة، وفي نهاية السباق انقسمت عربة القيصر بخروج إحدى عجلاتها وكانت على سرعة عالية أودت بحياته وتحققت الأسطورة.

واحتفالًا بالنصر والزواج أقيمت المهرجانات وتخللتها المباريات الرياضية؛ إذ أصبح بيلوبس سيدًا على مقاطعة الإلياد بما فيها أولمبيا، وقرر تخليدًا للمناسبة إقامة الألعاب مرة كل أربع سنوات، وحدد مكانًا لها بجوار مدينة أولمبيا في أكبر شبه جزيرة يونانية سميت بلوبونيز تيمنًا باسم القيصر المتوج.

وهناك بعض الروايات حول قيام الأعياد الرياضية بتحالف حصل بين إيفينوس ملك إيليس وكليوستينس ملك بيزا وليكورغوس ملك إسبرطة؛ إذ إن اليونان كانت تعيش النزاعات والصراعات الداخلية بين مقاطعاتها، وجاءت «الألعاب المقدسة» لتوقف الحروب طيلة مدة إقامتها.

وأقيمت الألعاب القديمة الأولى عام 776 قبل الميلاد، لكن يرجّح تنظيم مباريات رياضية محدودة في أولمبيا قبل أن تستقطب متنافسين من المقاطعات اليونانية القديمة.

تسود قوانين محدودة، فيعلن السلام المقدس وتتوقف الحروب والمنازعات كلها على اختلاف أشكالها، ويلتقي أعداء الأمس في الساحات الرياضية يتصارعون.. يتبارزون بروح رياضية، متنافسين على ألقاب الشرف: الأقوى – الأسرع – الأعلى.

ولم يكن للمرأة دور في الألعاب القديمة، حتى إنه حرم عليها مشاهدة المباريات. وكان جزاؤها الموت لو حضرت متفرجة فقط، ربما لأن المشاركين كانوا يتبارون عراة. لكن كان للنساء الحق في امتلاك عربات وخيول وإشراكها في الألعاب.

وشارك بعض عظماء ذلك العصر، ومنهم: المؤرخ هيرودوت، والناشر الخطيب ديموستين، والفيلسوف سقراط، وعالم الرياضيات فيثاغورس الذي توج في المصارعة، والكاتب الأديب لوقيان.

ولم تتوقف الألعاب الأولمبية حتى بعد استيلاء الرومان على الأراضي الإليادية. وخلال 1168 سنة أقيمت 293 دورة إلى أن حان عام 394م وأمر الإمبراطور تيودوس الأول بوقفها ومنع الاحتفالات الدينية. وهُدمت لاحقًا الملاعب والأمكنة الرياضية والأبنية والمنشآت، وأتت هزتان أرضيتان قويتان عامي 522م و551م على مدينة أولمبيا بأكملها.

وفي نهاية القرن التاسع عشر، تمكن علماء الجيولوجيا والآثار من تحديد معالم مدينة أولمبيا القديمة، وعملوا على إحياء بعض الأقسام والأمكنة الرياضية فيها.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا