ننتظر جميعًا عيد الميلاد لوضع شجرة الميلاد وتزيينها، فإنه عادة تتجمع العائلة كلها في فرح وسعادة ليساعدوا بعضهم في تزيين الشجرة. وبوجود كل هذه الاحتفالات فنحن لم نسأل يومًا: ما هو أصل شجرة عيد الميلاد؟
عندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في الكتاب المقدس لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد. فنتساءل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟
يكتب المؤرخون أن الألمان هم أول من استخدموا شجرة الميلاد في أعياد الميلاد، وذلك قبل المسيحية بزمن طويل، حيث كانت عادة ثقافية ووثنية لتكريم الانقلاب الشتوي في 25 ديسمبر، يقوموا فيها بتزيين الأشجار دائمة الخضرة ثم حرقها للاحتفال بتجدد الحياة حتى في أسوأ أوقات الشتاء.
ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية، لم تلغ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد، بل حولت رموزها إلى رموز مسيحية، وألغيت منها بعض العادات كوضع فأس وأضيف إليها وضع النجمة، رمزًا إلى نجمة بيت لحم التي هدت المجوس . غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور -ولذلك تمت إضائتها بالشموع- وبالتالي رمزًا للمسيح.
ولم تنتشر عادة تزيين شجرة عيد الميلاد إلا مع إدخال الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث تزيين الشجرة إلى إنجلترا، ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ثم انتشرت في جميع أنحاء العالم.