نيفين عاطف مشرقي
يُعد التهاب الأعصاب الطرفية نتاج حدوث خلل في الأعصاب التي تخرج من الدماغ والحبل الشوكي لتمتد إلى أطراف الجسم العلوية والسفلية، وينشأ هذا الخلل لعدة أسباب سوف يرد ذكرها في السطور القادمة.
عن ألم التهاب الأعصاب الطرفية. يحدثنا أ.د عماد جرجس، أستاذ علاج الألم بالمعهد القومي للأورام – جامعة القاهرة، والحاصل على زمالة المعهد العالمي لعلاج الألم جامعة تكساس – الولايات المتحدة الأمريكية. في البداية قال د. عماد إن التهاب الأعصاب الطرفية هو التهاب يصيب الأطراف العلوية أو السفلية، وهو يحدث تلف بعصب واحد أو حزمة من الأعصاب، وهذا الالتهاب قد يكون التهاباً في الأعصاب الحركية والتي تقوم بنقل الإشارات العصبية الخاصة بالحركة من المخ و الحبل الشوكي لعضلات الأطراف العلوية أو السفلية، كما تقوم بنقل الإشارات من العضلات للمخ أو الحبل الشوكي، كما قد يصيب الأعصاب الحسية وهي المسئولة عن الإحساس، حيث تقوم بنقل الإشارات العصبية الخاصة بالإحساس، سواء من المخ أو الحبل الشوكي، إلى الأطراف أو إحساس الألم من الأطراف العلوية أو السفلية إلى المخ. وقد يكون هذا الالتهاب مصحوبًا من البداية بألم أو يأتي الألم مع التهاب الأعصاب في مرحلة لاحقة. وأشار د. عماد إلى أن أسباب التهاب الأعصاب الطرفية أحيانًا تكون غير معروف بدقة، حيث يكون نتيجة التهاب أعصابي (ذاتي)، و لكن أهم الأسباب الشائعة والتي ينتج عنها التهاب الأعصاب هي مرض السكر، والذي تظهر أعراضه على الأعصاب في صورة تنميل ووخز وحرقان، وقصور الغدة الدرقية، وأنيميا الدم الخبيثة، وبعض أنواع السرطانات، ومرض البورفيريا، وبعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء والتصلب المتعدد، ونقص بعض العناصر الغذائية الشديدة مثل نقص فيتامين ب1، ب6، ب12، ومرض الهربس، وانضغاط العصب نتيجة وجود انزلاق غضروفي، ومتلازمة النفق الرسغي، وارتداء الأحذية ذات الكعب العالي تؤثر على الأعصاب الطرفية الخاصة بالأقدام، والأعراض الجانبية والتي تنشأ عن تناول العلاج الكيمائي أو الإشعاعي لمرضى السرطان، والتعرض لبعض السموم مثل الزرنيخ والرصاص، وبعض أدوية علاج الكولسترول وضغط الدم، وشرب الكحوليات بكثرة.
وعن أعراض التهاب الأعصاب، أوضح د. عماد أنها تتمثل في أعراض حسية تشمل تنميل أو تخدير بشكل مستمر أو متكرر، وقد يصاحب هذه الأعراض ألم عبارة عن وخز أو كهربا أو حرقان. كما قد تتأثر الأعصاب الحسية الحركية فنجد أن هناك ضعفًا أو فقدانًا في قوة العضلات المرتبطة بالعصب المصاب، فعلى سبيل المثال إذا كان المريض يعاني من انزلاق غضروفي في الفقرة الرابعة أو الخامسة بالرقبة، فإن عضلة الكتف التي تتغذى من هذا العصب يحدث لها ضعف، وكذلك تظهر من ضمن الأعراض انخفاض حساسية الجلد، فيصبح الشخص أقل قدرة على الشعور باللمس أو الألم.
أما عن التشخيص، فقد قال د. عماد أنه يتم عن طريق معرفة التاريخ المرضى وشكوى المريض، وعمل رسم عصب، ورسم عضلات، فحص للسكر التراكمي، وتحاليل خاصة بالأمراض المناعية إذا لم يكن سبب ظهور تلك الأعراض لدى المريض معروفًا. كما يمكن عمل بعض الأشعات للتأكد من وجود انزلاق غضروفي من عدمه.
وعن طرق التشخيص، أوضح د. عماد أنه كلما كان التشخيص والعلاج بشكل مبكر كان لذلك أثر واضح في عدم حدوث تلف كامل للعصب. وكقاعدة طبية عامة لا بد من علاج السبب الذي أدى إلى حدوث مشكلة، فعلى سبيل المثال إذا كانت مشكلة الأعصاب الطرفية ناتجة عن السكر فمن الضروري العمل على انخفاض السكر بالدم لمعدله الطبيعي، كما ينبغي علاج أي خلل في الغدة الدرقية، وكذلك الذئبة الحمراء والأمراض المناعية إن وُجِدَت. ويشمل العلاج أيضًا إعطاء جرعات من فيتامين ب1، ب6، ب12، والذي يعمل على تغذية العصب، ويمكن إعطاؤه على هيئة حقن عضلي في البداية للحصول على نتائج سريعة ثم الانتقال لمرحلة الاعتماد على الأقراص. وفي حالة وجود تنميل وألم ووخز، يتم إعطاء بعض العقاقير التي تسهم في علاج التهاب الأعصاب، وإعطاء الأدوية التي ترفع من مستوى السيروتونين في الجسم والتي يكون لها تأثير في علاج التهاب الأعصاب الطرفية. وإذا كان يوجد ضغط على العصب الحركي نتيجة متلازمة العصب الرسغي، فيجب أن يتم علاجه، سواء من خلال عمل حقن له، أو إجراء عملية جراحية يتم فيها تسليك العصب والتخلص من هذا الضغط. وإذا كان هناك ضغط بسبب انزلاق غضروفي، تتبع طرق العلاج في تلك الحالة لتحرير العصب من ضغط الانزلاق الغضروفي.
وعن مضاعفات الالتهاب، أكد د. عماد أنه إذا لم يعالج الالتهاب في بدايته فإنه ينتقل من مرحلة التهاب الأعصاب الطرفية إلى اعتلال الأعصاب الطرفية ثم إلى تلف الأعصاب، والذي يجعل الأعراض دائمة الشعور بها، كما أن حدوث تلف في العصب الحركي يؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في الأطراف (فقدان السيطرة على مسك الأشياء أو المشي)، كما قد يفقد المريض القدرة على الإحساس، فقد يُجرح الشخص دون أن يشعر، وهذا يؤدي إلى الإصابة بالقدم السكري والتي من ضمن مضاعفاتها حدوث غرغرينة واللجوء إلى البتر.
وختامًا أوصى د. عماد بمجموعة من النصائح بهدف الوقاية من التهاب الأعصاب الطرفية نلخصها فيما يلي:
– السيطرة على الأمراض التي تكون ذات صلة بالأعصاب الطرفية منذ بداية حدوثها مثل السكر والغدة الدرقية والأنيميا الخبيثة والأمراض المناعية، وذلك حتى لا يتطور الأمر إلى حدوث تلف بالأعصاب.
2- البعد عن إدمان الكحوليات.
3- اتباع نظام غذائي صحي.
4- تناول فيتامينات متوازنة وبالأخص مجموعة فيتامين ب.
5- الحصول على عدد ساعات كافية من النوم.
6- الابتعاد عن التوتر.
6- ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.