20.8 C
Cairo
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيأسئلة للمؤمنين بـ "نظرية التطور"

أسئلة للمؤمنين بـ “نظرية التطور”

مايك ريدل والدكتور جيسون ليزل

قام أحد مدربي كرة القدم بتجنيد أفضل لاعبي الدفاع. فقد كانت إستراتيجيته أن يحصل على أفضل دفاع في الاتحاد. مر كل الموسم، ولم تتمكن أي من الفرق المتنازعة من تسجيل الكثير من الأهداف في مرمى فريق ذلك المدرب. مع نهاية الموسم، كان رصيد فريقه في الانتصارات صفر، وقد سجلوا عشر خسائر، وتعادلين. كيف حدث هذا؟ الإجابة هي أنهم لم يقوموا بأي هجوم مرتد.

خطة عمل المؤمن

يبذل الكثيرون من المؤمنين جهدهم في التركيز على الدفاعيات في شهادتهم لغير المؤمنين. ويعلّم الكتاب المقدس المؤمنين أن يُجيبوا عندما يتحداهم من يقاومون كلمة الله (دفاع – 1 بطرس 3: 15). ويُعلّم المؤمنين أيضًا أن يهدموا كل حصون وكل علو يرتفع ضد معرفة الله (هجوم – 2 كورنثوس 10: 4 و5). لكن وللأسف، مع افتقار الكثيرين من المؤمنين للمعرفة الكافية لتحدي غير المؤمنين (هجوم)، فإنهم يفتقرون إلى الدفاع.

ما المقصود بالدفاع والهجوم في الشهادة المسيحية؟ الدفاع يعني أن يكون المؤمن قادرًا على الإجابة عن أسئلة مثل: كيف تتناسب الديناصورات مع الكتاب المقدس؟ من أين جاء قايين بزوجته؟ كيف استطاع آدم أن يُسمي كل الحيوانات في يوم واحد؟ ماذا عن تأريخ الكربون 14؟ هل الله موجود حقًا؟ أما كان الله يستطيع أن يستخدم التطور؟

أما الهجوم فيعني أن يطرح المؤمن على غير المؤمن أسئلة تتحدى نظرته الكونية. يمكن استخدام إستراتيجية طرح الأسئلة الذكية للإثبات لغير المؤمن أن إيمانه بالتطور هو إيمان “أعمى” لا يؤيده العلم التجريبي. كما نستطيع أيضًا أن نوضح للمؤمن المساوم على الحق (الشخص الذي يقول إنه يؤمن بما يقوله الكتاب المقدس، ويؤمن في الوقت نفسه بنظريات مثل التطور أو أن عمر الأرض هو ملايين السنين) أن كلمة الله هي سجل كامل ودقيق وثابت لا تغيره الآراء العلمانية عما هو ممكن.

هناك أنواع عديدة من الأسئلة المختلفة والمفيدة في الدفاعيات؛ سوف نتحدث عن أربع فئات عامة من الأسئلة في هذا المقال. يمكن استخدامها لمساعدتنا في معرفة النظرة الكونية للناقد وتوضيحها. بماذا يؤمن حقًا؟ وكيف يستخدم المصطلحات؟ هذه تُسمى “أسئلة استيضاحية”. يمكننا أن نسأل “أسئلة الأساس” حول أبسط قوانين العلوم، وبداية الأشياء الأولى. هناك “أسئلة للكتب المدرسية” – أسئلة تستطيع أن تُبين تناقض الادعاءات الشائعة في الكتب المدرسية. إنها مفيدة بشكل خاص لطلاب المدارس والجامعات. وأخيرًا، هناك أسئلة عن النظرة الكونية – أسئلة يمكن استخدامها لإثبات زيف النظرية التطورية كليًا ومنطقيًا.

أسئلة استيضاحية

تُستخدم هذه الأسئلة للمساعدة في شرح معنى الكلمات أو المصطلحات. وينبغي أن يكون التعريف في العلم واضحًا ودقيقًا، وأن يشمل كل الصفات التي تُميزه عن كل التعريفات الأخرى. إذا فُقدت أي صفة من هذه الصفات، يصبح التعريف غامضًا.

– ماذا تعني بالتطور؟

– ماذا يعني بالنظرية؟

– ما المقصود بالواقعة في العلم؟

دعونا ندرس بعض الأمثلة حول أهمية تحديد التعريفات.

“التطور مع التغير مع مرور الوقت”. ليس هذا تعريفًا مشروعًا لأنه يمكن أن يُطبق على أي شيء في الكون.

“التطور هو التغير الجيني في الأنواع مع مرور الوقت”. قد يكون هذا تعريفًا “للتطور”، لكنه ليس الادعاء موضوع النقاش في جدلنا حول البدايات. يطال مثل هذا التعريف كل أشكال التغير، بما في ذلك التغيرات التي يؤمن بها كل من الخلقيين والتطوريين (على سبيل المثال، طفرات المعلومات المتناقضة). وبالتالي، فإنه لا يعرف بشكل كافٍ نوع التطور المرتبط بالبدايات؛ كالتطور الدارويني الجديد الذي يشير إلى أن الأميبا يمكن أن تتغير لتُصبح إنسانًا على مدى ملايين السنين.

“التطور يعني كلًا من التغيرات الجزئية والكلية”. هذا هو التعريف الشائع للتطور في الكتب المدرسية. تصبح بذلك أصناف الكلاب أو أحجام المناقير المختلفة للحساسين أمثلة على التطور. ويشمل هذا التعريف النوعين: التطور داخل الأنواع، والتطور الدارويني الجديد (من جزئيات إلى إنسان). يعني هذا التعريف ضمنيًا أن التغيرات الصغيرة التي يمكن ملاحظتها، والتي يُشار إليها أحيانًا بالتطور الجزئي، سوف تؤدي إلى تغيرات كبيرة غير مرصودة (التطور الكلي)، مما يطرح السؤال موضع الجدل.

نرى من خلال هذه الأمثلة أنه من المهم وضع تعريف للمصطلحات قبل الدخول في أي نقاش.

أسئلة الأساس

هدف هذه الأسئلة هو مساءلة جوهر أو أساس الدليل الذي يستند عليه غير المؤمن.

– ما هو السبب الأساسي الذي أوجد الكون؟

– كيف نشأت الحياة؟

– من أين جاءت الديناصورات؟

– أين ذهبت ملايين الحفريات الانتقالية في عصر ما قبل الكمبري وطبقات الكمبري؟

– بما أن المعلومات الجينية غير مادية وتتطلب دائمًا وفي كل الحالات التي لوحظت فيها مرسلًا ذكيًا، كيف أمكنها كلها أن تجتمع في الحمض النووي الأول؟

– كيف نعلم أن هذا صحيح؟

– هل سبق أن لوحظ هذا؟

– هل هناك أية افتراضات في ما تصف؟

 ما الذي أوجد الكون؟ ومن أين جاءت الطاقة أو المادة الأصلية التي أوجدته؟

هذا سؤال مهم لأنه يستهدف الأساس نفسه، أو بداية النظرة الكونية للتطور. بدون سبب (كتلة/ أو مصدر طاقة) لا يمكن أن يكون هناك انفجار عظيم، وتطور نجوم، أو حياة. قد يسخر بعض التطوريين من سؤال كهذا، ويدّعون أنه سؤال غير شرعي. وقد يجيب آخرون إن العلم لا يعالج مثل هذه الأسئلة، أو إنه من غير الممكن معرفة مثل هذه الأشياء. في كلتا الحالتين، إنه “صدّ” لتجنب هذا السؤال. هناك فقط ثلاثة ردود ممكنة عن هذا السؤال:

1- أن الكون خلق نفسه بنفسه.

2- أن الكون طالما كان موجودًا.

3- أنه لابد للكون أن يكون قد خُلق.

الرد

 1- هل الكون خلق نفسه بنفسه؟

كي يستطيع الكون أن يخلق نفسه بنفسه، يجدر به هو وبما سيخلق أن يكونا موجودين (كي تكون لهما القدرة على الخلق) وغير موجودين (كي يتم خلقهما) في الوقت نفسه. هذا تناقض – وموقف غير منطقي. استنادًا إلى كل مفهوم علمي معروف وكل منطق سليم، نعلم أنه من اللاشيء، يخرج لا شيء. وبالتالي، هذا الرد غير شرعي. إن الشخص الذي يجادل بهذه الطريقة قد انتهك قانون عدم التناقض وتجاهل أسس العلم السليم. لذا يُفسح هذا المجال لخيارين ممكنين.

2- الكون لطالما كان موجودًا (لا بداية له)

لتحليل هذا الرد نحتاج إلى فهم بعض أساسيات القانون الثاني للديناميكا الحرارية. القانون الثاني متعلق بالحرارة – تدفق الطاقة الحرارية. وكل ما في الكون يفقد طاقته المتاحة للعمل. لتوضيح هذا المفهوم سوف نستخدم المثال المسمى “لا لإعادة التعبئة”.

تخيل أنك حصلت مجانًا، والآن على سيارة جديدة! كل نفقاتها ولمدى الحياة مدفوعة. تبدو صفقة جيدة. ومع ذلك، هناك فخ واحد. يُسمح لك فقط بخزان واحد من الوقود ولا يُسمح لك أبدًا بإعادة ملئه.

بمجرد أن تقود السيارة وتستهلك كل الوقود، لا يعود بالإمكان استخدام السيارة للنقل مجددًا. بعبارة أخرى، متى استهلكت الوقود (مصدر الطاقة) لا يمكن إعادة استخدامه مرة أخرى لتحريك السيارة. هذا ما يتعامل معه القانون الثاني للديناميكا الحرارية. إن الطاقة النافعة للاستخدام تصبح باستمرار أقل نفعًا. ما لم تحصل السيارة على وقود جديد من مصدر خارجي، ستتوقف عن العمل بعد استنفاد أول خزان وقود لها.

وبالمثل، فإن الكون يحوّل باستمرار الطاقة النافعة إلى أشكال أقل قابلية للنفع والاستخدام. مثال على هذا، يُغذي النجوم غاز الهيدروجين الذي يتحول إلى عناصر أثقل. ولكن المشكلة هي التالية: في أية منطقة من الفضاء، هناك كمية محدودة من الطاقة المتاحة. وهناك حدود للهيدروجين المُتاح لكل متر مكعب. ما يعني أنه إلى أن يحصل الكون على طاقة جديدة قابلة للاستخدام من مصدر خارجي، سوف يتوقف عن العمل بعد مدة زمنية محددة. ولن يعود للنجوم وجود، بمجرد أن يختفي الهيدروجين.

ولكن ما من “مصدر خارجي” متاح، فالكون هو كل شيء وفقًا للنظرة الكونية العلمانية. الكون مثل السيارة، سيتوقف عن العمل بعد استنفاد أول “خزان وقود”. ولكن إذا الكون قديم بلا حدود، كان ينبغي أن يكون قد استنفد تلك الطاقة منذ فترة طويلة. بعبارة أخرى، إذا كانت النجوم تُحول منذ الأزل الهيدروجين إلى عناصر أثقل، لما كان قد تبقى هيدروجين! ولكن ما يزال هناك هيدروجين. لذا إن حقيقة أن الكون لا يزال يحتوي على طاقة صالحة للاستخدام تُشير إلى أنه ليس أزليًا، بل كانت له بداية.

3- لابد للكون أن يكون قد خُلق

بما أن الكون لا يستطيع أن يخلق نفسه ويجب أن تكون له بداية، فالحل المنطقي الوحيد هو أنه لابد للكون أن يكون قد خُلق! مما يعود بنا إلى السؤال الأساسي للتطوريين: “من أين جاءت المادة لخلق الكون؟” أي رد لا يقر بأن الكون خُلق يتجاهل قوانين العلم والمنطق السليم.

عند طرح هذا السؤال، كُن مستعدًا للإجابة عن السؤال الصعب: “من أين أتى الله؟”. يُشير هذا السؤال إلى سوء فهم لطبيعة الله. إنه يقترح أن يكون الله داخل (أو “ملزم بـ”) الكون وأنه جزء من سلسلة من النتائج داخل الزمن – وكلها تتطلب سببًا. ينبغي بنا أن نكون على استعداد لتوضيح سوء الفهم، والإشارة إلى أن الله لا يحتاج إلى سبب لوجوده لأنه لطالما كان موجودًا منذ الأزل، إنه خارج إطار الزمن، وليس جزءًا من الكون المادي. الله روح، وليس سلسلة من التفاعلات الحيوية، وهكذا فإن قوانين الديناميكا الحرارية (التي تضع حدًا متناهيًا لعمر الكون) لا تنطبق عليه. “اذكروا الأوليات منذ القديم لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي.” (إشعياء 46: 9).

أسئلة الكتب المدرسية في الصفوف الدراسية

تُستخدم هذه الأسئلة لمساعدة الطلاب على المقاعد الدراسية على التفكير النقدي بالمعلومات في الكتاب المدرسي أو بالتصريحات الاستكشافية التي يقوم بها المُدرس.

– في حين أن بعض الجزيئات تتحد لتشكيل هياكل أكبر مثل الأحماض الأمينية، فقد تبين أن هذا يؤدي دائمًا إلى مزيج من الأحماض الأمينية اليُسرى واليمنى التي لا تفيد الحياة. بما أن هذا صحيح، هل من تفسيرات أخرى لكيفية تشكل الجزيئات المفيدة للحياة؟ (كن مستعدًا لتوقع إجابة تتضمن “يمكن أن يحدث هذا إذا وُجد الوقت الكافي”).

– بما أنه معروف أن الأكسجين يُدمر روابط الجزيئات، وبما أن الأكسجين غير متواجد في الغلاف الجوي (أي لا أوزون)، فهذا من شأنه أن يتسبب في تدمير كل إمكانية لحياة محتملة بسبب الأشعة ما فوق البنفسجية، فكيف يمكن للحياة أن تتشكل؟ (كن مستعدًا للمتابعة مع سؤال حول التحلل المائي – جزيئات الماء المتحللة).

– وبما أن الماء يكسر الروابط بين الأحماض الأمينية (عملية تُسمى بالتحلل المائي)، كيف يمكن للحياة أن تكون قد بدأت في المحيطات؟

– تُعرِّف “الأكاديمية الوطنية للعلوم” النظرية بأنها “شرح شامل لبعض جوانب الطبيعة تدعمه مجموعة كبيرة من الأدلة”، وتُعرِّف العلم بأنه “استخدام الأدلة لإيجاد تفسيرات قابلة للاختبار والتوقع للظواهر الطبيعية”. هل هذا يعني أن العلماء قادرون على إعادة تمثيل كيفية نشوء الحياة، أو اختبار أية خطوة من عملية تطور الحياة؟ إذا كان لا، كيف يمكن للتطور أن يكون نظرية؟

– تستخدم شركة مايكروسوفت مبرمجين أذكياء ورموزًا معقدة لإنشاء نظام التشغيل ويندوز. ومع هذا، فإن المعلومات في الحمض النووي هي أكثر كثافة وتعقيدًا بملايين المرات. كيف أمكن عملية التطور، بمساعدة العمليات الطبيعية والصدفة، أن تحل مشكلة تتضمن تسلسل معلومات معقد بدون وجود ذكاء؟ (كن مستعدًا لتوقع إجابة تحوي “يمكن أن يحدث هذا إذا وُجد الوقت الكافي”).

– بيل جيتس (المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت) أقر بأن القدرات المعالجة للحمض النووي هي “مثل برنامج جهاز الكمبيوتر ولكن أكثر تطورًا بكثير من أي برنامج سبق أن خُلق”. هل استطاع العلماء يومًا بكل ذكائهم وباستخدام كل تطور حديث في مجال العلوم، أن يخلقوا حمضًا نوويًا أو حمضًا نوويًا ريبيًا في المختبر من خلال عمليات طبيعية غير موجهة؟ إذا كان لا، هل أصل الكون والحياة لا يزال مجرد افتراض لم يتم التحقق منه؟

– إن الحمض النووي، والحمض النووي الريبي، والبروتينات كلها تحتاج إلى بعضها البعض، كونها وحدة متكاملة. حتى ولو وُجد واحد منها فقط، إن الأجزاء العديدة اللازمة للحياة لا يمكن أن تقبع خاملة وتنتظر أجزاء أخرى لتتطور، لأنه لابد أن تتحلل أو تفسد. هل من دليل مُقنع (يمكن ملاحظته) لكيفية تطور كل هذه المكونات في الوقت نفسه أو بشكل منفصل مع مرور الوقت؟

– أليس صحيحًا أننا كلما رأينا هياكل معقدة ومترابطة أو رموزًا، نفترض تلقائيًا أن يكون هناك شخص ذكي ركبها؟ فلماذا نفترض إذًا أن الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي، أو الخلية، والتي هي أكثر تعقيدًا من أي كمبيوتر صُمم حتى الآن، جاءت بالصدفة؟ ألا يبدو هذا مخالفًا للعلم والفكر المنطقي السليم؟

– هل لوحظت أية حالة فيها، خلقت الأحداث العشوائية بالصدفة جزيئات معقدة مع كميات هائلة من المعلومات مثل تلك الموجودة في الحمض النووي أو الحمض النووي الريبي؟ إذا لم يحدث هذا، لماذا علينا إذًا أن نفترض أن يكون هذا قد حدث في الماضي؟

– تتكون الخلية الحية من ملايين الأجزاء التي تعمل معًا وتُعتبر أكثر تعقيدًا من أية آلة صنعها الإنسان. ثمّ، بما أن عملية التطور لا تملك مخططات (لا يمكنها أن تُخطط للمستقبل) لبناء شيء، إذ أن الأشياء على مدار الزمن تميل للتلف ما لم تكن هناك آلية تعمل على حفظها، وبما أن كل الطفرات المعروفة تقريبًا تُقلل من المعلومات الوراثية (أو تبدو محايدة)، وبما أن الاصطفاء الطبيعي لا يعمل إلا بعد تشكل الخلية الأولى، كيف يمكن لعملية التطور أن تشكل أي شيء معقد كالخلية الحية بكل المعلومات التي فيها؟

– بما أننا بدأنا مع البكتيريا، والبكتيريا التي أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية بقيت بكتيريا، أليس هذا مجرد مثال آخر على التنوع داخل النوع الواحد؟

– ما الدليل الطبيعي القادر على دحض فكرة أن هذا التطور هو تفسير للحياة على الأرض (أو تشكل الكون)؟

من المهم أن نتذكر أننا كلما طرحنا أسئلة على المعلم أو المدرس، أن نطرح الأسئلة في الوقت المناسب وباحترام شديد.

أسئلة النظرة الكونية

هذه هي الأسئلة التي يمكن أن تستوقف الناس. يمكن لسلسلة من الأسئلة عن النظرة الكونية المُصاغة بشكل جيد أن تُبين تناقض النظرات الكونية غير الكتابية. وحدها النظرة الكونية المسيحية تجعل العلم، والمعرفة، والأخلاق ممكنة. يمكننا أن نساعد غير المؤمنين على رؤية هذا عبر طرح الأسئلة المناسبة.

– كيف تفسر الوجود وقوانين الطبيعة؟ على وجه التحديد، كيف يمكنك تفسير (1) قوانين الأخلاق، و(2) قوانين الطبيعة، و(3) قوانين المنطق؟ (إن لقوانين الأخلاق معنى في النظرة الكونية المسيحية إذ خلق الله الإنسان على صورته [بحسب القراءة العادية لسفر التكوين] وبالتالي كان له الحق في وضع القواعد لسلوكنا).

– إذ كنا وليدة الصدف الكيميائية، كما يؤكد التطوريون، لماذا إذًا يجب أن نشعر بأننا مضطرون على التصرف بطريقة معينة؟

– إذا كانت قوانين الأخلاق هي ما يحقق أكبر قدر من السعادة لمعظم الناس، لماذا إذًا سيكون من الخطأ قتل شخص بريء إذا كان قتله سيجعل الجميع أكثر سعادة؟

– إذا كانت قوانين الأخلاق مجرد عادات اجتماعية معتمدة، فلماذا كان ما فعله هتلر خطأ؟ (إن قوانين الطبيعة منطقية في النظرة المسيحية؛ الله يحمل الكون كله بقدرته. والله خارج الزمن، وقد وعد بأن يهتم بالمستقبل كما اهتم بالماضي [سفر التكوين 8: 22]).

– بحسب نظرتك الكونية، لماذا تطيع الأشياء المختلفة في الكون قوانين الطبيعة نفسها؟

– أتثق بأن قوانين الطبيعة ستعمل في المستقبل كما عملت في الماضي؟ إذا لا، لماذا إذًا كنت مهتمًا بالإجابة عن سؤالي؟ لقد افترضت أن حبالك الصوتية وأذني ستعمل في المستقبل كما عملت في الماضي، وإلا لما استطعت فهم إجابتك.

– بما أنك لم تختبر المستقبل، فكيف تعرف أن قوانين الطبيعة سوف تعمل في المستقبل كما عملت في الماضي؟ إن إجابة “لطالما كان الأمر بهذه الطريقة” ليس شرعيًا، لأنه يفترض أن المستقبل سيكون الماضي، وهو السؤال الذي أطرحه.

– في النظرة المسيحية، من المنطقي أن تكون هناك قوانين منطق عامة، غير مادية، وغير متغيرة. هذا هو معيار الله للتفكير السليم. فكيف تُفسر الوجود وخصائص قوانين المنطق؟

– أتؤمن بأن قوانين المنطق عامة (تُطبق في كل مكان)؟ إذا نعم، لماذا (بما أنك لا تملك معرفة شاملة)؟

– لماذا نؤمن جميعًا بأن قوانين المنطق ستكون نفسها غدًا كما هي اليوم، رغم أننا لسنا خارج الزمن ولم نشهد المستقبل؟

– كيف يمكن أن يكون لدينا قوانين غير مادية إذا كان الكون ماديًا فقط؟

– لماذا يبدو الكون مرغمًا على طاعة قوانين غير مادية؟

– كيف يمكن للدماغ المادي أن يتوصل إلى هذه القوانين غير المادية؟

إذا طرحت هذه الأسئلة كما يجب، وكنت مستعدًا لمواجهة الردود الشائعة وغير السليمة، تستطيع أن تُفكك النظرة التطورية. ببساطة ما من طعن جيد للموقف المسيحي، رغم أن كثيرين سيُحاولون هذا.

الخاتمة

إن أهمية طرح الأسئلة جزء أساسي من الدفاعيات المسيحية. لطالما استخدم يسوع تقنية طرح الأسئلة. في (مرقس 11: 29-33) رد يسوع على رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ من خلال طلاح السؤال عليهم.

“فأجاب يسوع وقال لهم: «وأنا أيضًا أسألكم كلمة واحدة. أجيبوني، فأقول لكم بأي سلطان أفعل هذا معمودية يوحنا: من السماء كانت أم من الناس؟ أجيبوني». ففكروا في أنفسهم قائلين: «إن قلنا: من السماء، يقول: فلماذا لم تؤمنوا به؟ وإن قلنا: من الناس». فخافوا الشعب. لأن يوحنا كان عند الجميع أنه بالحقيقة نبي. فأجابوا وقالوا ليسوع: «لا نعلم». فأجاب يسوع وقال لهم: «ولا أنا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا».

استخدم يسوع أسئلة جيدة لإظهار حماقة من حاولوا مجادلة الله. يمكننا أن نفعل الشيء نفسه، من خلال تعلّم كيفية التفكير الكتابي، ومعرفة بعض من التناقضات الكثيرة في النظرية التطورية.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا