توفي، الجمعة، الناشط السياسي المصري جورج إسحق، أمين لجنة الحقوق المدنية والسياسية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، بعد تعرضه لوعكة صحية منذ أيام، نُقل على إثرها إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات حيث وافته المنية هناك عن عمر ناهز الـ85 عامًا.
برز اسم إسحق في الحياة السياسية المصرية، مع تنظيمه أول مظاهرة سياسية شعبية ضد حكم الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، وكان ذلك في 12 ديسمبر عام 2004، حيث خرج بهتافات كانت جديدة كليًا على الشعب المصري، على غرار: “كفاية” و”لا للتوريث”، وتشكلت نتيجة لهذه التظاهرات الحركة الأولى من نوعها لمناهضة التوريث، واقتصر عدد أعضائها في البداية على 300 شخص، لكنها توسعت فيما بعد وضمت الآلاف من أبناء الشعب، وأصبح لها فروع في غالبية محافظات مصر.
مر الراحل جورج إسحق بتحول محوري بعد ذلك، إذ شارك إسحاق بعد مضي سنوات قليلة على انطلاق الثورة ضد مبارك، ثم نجاحها في إسقاطه، في مشروع مضاد للثورة، تكلل بالانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، الرئيس الراحل محمد مرسي.
وانخرط إسحق في ما سمي بـ”جبهة الإنقاذ”، حيث كان عضوًا فاعلًا فيها، وكان مؤيدًا لمظاهرات 30 يونيو من عام 2013، والتي أطاحت القوات المسلحة المصرية بالرئيس الراحل محمد مرسي على إثرها.
وُلد إسحق في محافظة بورسعيد عام 1938، ويعتبر أحد أبرز وجوه المعارضة المصرية ورجال السياسة في الداخل، ولديه تاريخ طويل من العمل السياسي والتنظيمي، حيث كان قياديًا لحركة “كفاية”، وأحد مؤسسيها، واُختير منسقًا عامًا للحركة ومتحدثًا باسمها بعد المؤتمر التأسيسي الأول لها في سبتمبر من عام 2004.
ومن المعروف عن القيادي في الحركة المدنية مشاركته في الحركات السياسية منذ أن كان طفلًا، حيث شارك مع الفدائيين في مقاومة الاحتلال، كما شارك أيضًا في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر، ثم انتقل إلى حزب العمل عام 1969.
انضم إسحق للجمعية الوطنية للتغيير، وكان أحد المشاركين في ثورة يناير عام 2011، وترشح في أول انتخابات نيابية بعد الثورة في محافظته بورسعيد، لكنه خسر الانتخابات أمام مرشح جماعة الإخوان المسلمين أكرم الشاعر.
وصرح أحد أعضاء الحركة المدنية أنّ جنازة جورج إسحاق ستقام، الأحد، في الكاتدرائية بالعباسية.