18.4 C
Cairo
الخميس, نوفمبر 14, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيمكانة الكنيسة في قلب المسيح

مكانة الكنيسة في قلب المسيح

القس صموئيل نان

عزيزي القارئ، أريد أن أبحر معك في السطور القادمة حول موضوع هام لكل مؤمن يؤمن بالمسيح وبفكر وحب للكنيسة التي اقتناها بدمه. تبدو مكانة الكنيسة واضحة عند السيد الرب، خاصةً في حياة المسيح وخدمته علي الأرض من النقاط التالية:

1- أنه أعطى أولوية في وقته لهذه المجموعة الصغيرة من البشر (التلاميذ) بالرغم من الاحتياجات العظيمة والهائلة التي كانت من حوله. فبجانب خدمته للجموع التي كان يعظها ويعلِّمها ويشفي مرضاها ويحرر أَسرها، بجانب كل هذا أعطي المسيح الكثير من وقته لمجموعته الصغيرة، بل وربما أكثر مما أعطى للجموع نفسها.

ومجموعة التلاميذ الاثني عشر أو السبعين أو المئة وعشرين كانت هي نواة الكنيسة التي وثق فيها الرب يسوع وائتمنها علي نشر النور والإنجيل في كل العالم من بعد صعوده.

2- كما نرى هذه المكانة في جلسته الأخيرة معهم في يوحنا والتي أخذت خمسة إصحاحات كاملة من إصحاح 13 حتى إصحاح 17 وهو يوصيهم ويصلي لأجلهم:

بأن يحبوا بعضهم بعضًا كما أحبهم هو .

وليكونوا واحدًا كما أن الآب والابن واحد .

وليتجسد المسيح بحبه فيهم .

ومن خلال وحدتهم بعضهم ببعض يؤمن العالم برسالتهم ورسالته.

3- كما نرى حبه للكنيسة مميزًا عن حبه الفردي لكل واحد منها، فهي العروس المزينة لعريسها.

+ فنحن مثلاً نسمع بولس الرسول يتحدث عن حب المسيح له شخصيًا فيقول: “الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غلاطية 2: 20).

+ لكنه للجماعة (للعروس) يقول:

“…..كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها” (أفسس 5: 25).

“احترزوا إذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة  لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه” (أعمال الرسل 20: 28).

وهذا ما نسمعه من يوحنا في بداية الجلسة الختامية قبل الصليب فيقول: “إذ كان قد احب خاصته الذين في العالم أحبهم إلي المنتهى” (يوحنا 13: 1).

وعلى لسان الرب نفسه قال: “كما أحبني الأب كذلك أحببتكم أنا” (يوحنا 15: 9).

السؤال الذي نحاول أن نجيب عليه هنا:

ما هي الكنيسة، أو مَنْ هي الكنيسة؟

– هل هي المكان أو المبنى الذي فيه يجتمع شعب الرب للصلاة والعبادة ؟ طبعًا بالتأكيد الإجابة ستكون لا.

– أو هل الجماعة المتعبدة نفسها؟

– أو هل هي المؤمنون الحقيقيون أنفسهم؟

أم أن الكنيسة أعمق من هذا الوصف، إذ لها أبعاد أكثر من مجرد هذا التسطيح للمعني والتعريف.

إذا رجعنا إلى صلاة المسيح في (يوحنا 17) نكتشف الكنيسة كما هي في قلب المسيح وعقله بأبعادها الحقيقة، وهذا ما سنراه بوضوح أيضًا في (يوحنا 17) كما ذكرتُ لحضراتكم أعزائي القُراء، فالمسيح يحدد أنه يصلي:

لأجل المؤمنين ليكونوا واحدًا كوحدة الآب بالابن،

وأن يكونوا واحدًا في الآب والابن.

من خلال هذه المنظومة سوف نرى ثلاثة أبعاد للكنيسة وهي المؤمنون – وحدتهم ككيان واحد – وأيضًا وحدتهم في الرب.

عزيزي المؤمن أو الخادم الذي تعمل في كرم الرب، أريد أن أترك معك ختام كلماتي بأن الكنيسة ليست مجرد المؤمنين المتفرقين أو حتى المجتمعين للصلاة وإلا فهذا يكون اجتماعًا وليس كنيسة لها أساس كما هي في فكر الرب، لكن الكنيسة هي وحدة المؤمنين، الوحدة التي لا تعرف الانقسام، كوحدة الآب بالابن هكذا تكون وحدتهم بالرأس المسيح.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا