ارتفعت معدلات الانتحار في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات جديدة كشف عنها تقرير لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
وأفاد التقرير بأن 49500 شخص انتحروا في عام 2022، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، مقارنةً مع الأعوام السابقة.
وأوضح التقرير أن نصف حالات الانتحار تم تنفيذها باستخدام الأسلحة النارية، وكانت أكبر نسبة ارتفاع في حالات الانتحار لدى كبار السن، بينما ارتفعت معدلات الانتحار بنسبة 7% تقريبًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عامًا، وارتفعت تلك النسبة إلى 8% بالنسبة للذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
وقال تقرير (CDC) إن الارتفاع الملحوظ في معدلات الانتحار في الولايات المتحدة في عام 2022 يأتي بعد الانخفاض الذي تم تسجيله في عامي 2019 و2020.
وكانت الوفيات الناجمة عن الانتحار في الولايات المتحدة قد زادت بنسبة 5% تقريبًا في عام 2021، ثم زادت بشكل أكبر في عام 2022، حيث ارتفعت من 48183 حالة وفاة في عام 2021 إلى ما يقدر بنحو 49449 حالة وفاة في عام 2022، بزيادة قدرها 2.6% تقريبًا.
ومع ذلك شهدت مجموعتان انخفاضًا في الأرقام الخاصة بهما، وهما الهنود الأمريكيون وسكان ألاسكا الأصليون (بانخفاض 6.1%) والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا (بانخفاض 8.4%).
أزمة نفسية
وبينما تشير الأرقام الجديدة إلى أن العديد من الأمريكيين يواجهون أزمة نفسية، يرى 9 من كل 10 أمريكيين أن أمريكا تواجه أزمة في الصحة العقلية.
وتقول (CDC) إن المشكلة الأكبر تكمن في أن الكثير من الناس لا يزالون يعتقدون أن طلب المساعدة هو علامة على الضعف، ورغم أن إدارة بايدن تقدم استثمارات غير مسبوقة لتغيير النظرة إلى مشكلة الصحة العقلية والوصول إلى مَنْ يعانون منها ومعالجتهم، إلا أن الواقع يؤكد أننا لا زلنا في حاجة لبذل المزيد من الجهود للقضاء على وصمة العار التي تلحق بمريض الصحة العقلية وإتاحة الرعاية لجميع الأمريكيين.
وقالت ديبرا حوري، كبيرة المسئولين الطبيين في (CDC)، إن “الزيادة المقلقة في حالات الانتحار تتطلب اتخاذ إجراءات فورية في مجتمعنا لمعالجة الخسائر المذهلة في الأرواح، من خلال معالجة المآسي التي يمكن الوقاية منها، والتي تتسبب في ارتفاع حالات الانتحار.”
فيما قال الجراح الأمريكي العام، فيفيك مورثي، إن الأرقام التي كشف عنها التقرير اليوم تسلط الضوء على عمق أزمة الصحة العقلية المدمرة في أمريكا، وتؤكد أن الصحة النفسية أصبحت التحدي الأساسي للصحة العامة والمجتمعية في عصرنا الحالي.
لست وحدك
وأضاف: “أن عددًا كبيرًا جدًا من الأشخاص وعائلاتهم يشعرون بالوحدة، ويعانون من صراعات الصحة النفسية، وهو ما يجعلنا ندرك أهمية مراقبة ودعم بعضنا البعض.. فإذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك في ضائقة عاطفية أو أزمة انتحارية، فيرجى العلم أن حياتك مهمة وأنك لست وحدك.”
وفي الأسابيع الماضية، أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض عن متلقين جدد في البرنامج الشامل لمنع الانتحار (CSP) التابع لها، ويمول الآن 24 برنامجًا لتنفيذ وتقييم نهج شامل للصحة العامة لمنع الانتحار، مع التركيز بشكل خاص على السكان المتأثرين بالانتحار.
خطوات للمساعدة
يقترح تحالف العمل الوطني لمنع الانتحار و988 Suicide & Crisis Lifeline خطوات للمساعدة في حماية الناس من مخاطر الانتحار ودعمهم في حالة الأزمات، وهي كالتالي:
– اسأل: السؤال والحديث مع من يفكر في الانتحار قد يقلل في الواقع من التفكير في الانتحار بدلاً من زيادته.
– ساعد في الحفاظ على سلامتهم: يُعد الحد من وصول الشخص الانتحاري إلى الوسائل القاتلة جزءًا مهمًا من وسائل منع الانتحار.
– كن حاضرًا: إن زيادة ارتباط شخص ما بالآخرين والحد من عزلته أثبتت أنهت عامل وقائي من الانتحار.
– ساعدهم على الاتصال: الأفراد الذين اتصلوا على 988 Lifeline كانوا أقل عرضة للشعور بالاكتئاب، وأقل ميلًا إلى الانتحار، وأقل إرهاقًا، وأكثر تفاؤلاً بعد المكالمات.
– المتابعة: بعد توصيل الشخص الذي يعاني من أفكار الانتحار بأنظمة الدعم الفوري التي يحتاجها، يمكن أن تساعد المتابعة معه في معرفة كيف يمكن زيادة مشاعر الترابط والدعم لديهم. فحتى الشكل البسيط للتواصل يمكن أن يقلل من خطر الانتحار لدى هذا الشخص.