19.4 C
Cairo
الخميس, مايو 22, 2025
الرئيسيةأسرةكيف تكتشفين نوع ذكاء طفلك؟ وما هي علاماته وطرق تنميته؟

كيف تكتشفين نوع ذكاء طفلك؟ وما هي علاماته وطرق تنميته؟

ما إن تجتمع العائلات أو جلسة الأمهات في مكان ما إلا وتبدأ فقرة المقارنات بين مزايا وذكاء الأطفال، بمشاعر يختلط فيها الزهو والإعجاب بالقلق والشعور بالإخفاق؛ فنسمع إحداهن تتباهى بقدرة طفلها على القراءة وهو لم يتم الأربع سنوات بعد، وتُكمل الأخرى بتميز شديد: “ابني حفظ جدول الضرب قبل أن يتم سبع سنين”، بينما تحكي ثالثة بحسرة وخجل؛ “ولدي حتى الآن لا يعرف التفرقة بين الحروف رغم تكرارها عليه عدة مرات يوميًا”!

هنا يرفع العلم يده قائلًا: “توقفن! هذا المقياس ليس دقيقًا، الذكاء ليس قالبًا واحدًا، وإخفاق الابن في علم ما لا يعني بالضرورة أن ابنك ينقصه الذكاء، أو أن درجة ذكاء ابن خالته أو جارته يفوقه؛ ابنك سيدتي قد يكون أذكى من ابن الجيران، ولكن بطريقة مختلفة تمامًا.”

النظرية تقول ببساطة: إن الذكاء ليس نوعًا واحدًا، كما اعتدنا ترديده في المدارس والاختبارات، بل هناك أنواع مختلفة، ولكل شخص مزيج خاص به من هذا الذكاء. في الحقيقة، هناك أكثر من 9 أنواع من الذكاء تنعكس على الأطفال بصور مختلفة.

1- الذكاء اللغوي (اللفظي)

ويكون لدى الطفل الذي يتكلم بطلاقة، ويحب الحكايات، ولديه قدرة على التعبير بالكلمات، ويبرع في الحفظ والقراءة والكتابة.

من علاماته:

يحب قراءة القصص أو الاستماع لها.

يسأل كثيرًا ويحب الحوار.

يستخدم مفردات متقدمة لعمره.

مجالات التفوق المستقبلية ستتركز في: الصحافة، المحاماة، الشعر، التعليم، الكتابة، الإبداع.

2- الذكاء المنطقي الرياضي

وهو الذكاء الذي تقيسه المدارس، ويعرفه المعلمون غالبًا، ويتمثل في القدرة على التعامل مع الأرقام، وإستراتيجية حل المشكلات، والتفكير المنطقي، واستنتاج الإجابة والحلول.

علاماته عند الطفل

يحب حل الألغاز والمسائل.

يطرح أسئلة: لماذا؟ وكيف؟

يلاحظ الأنماط بسهولة.

مجالات التفوق المستقبلية: الرياضيات، البرمجة، الهندسة، الاقتصاد، التحليل العلمي.

3- الذكاء البصري المكاني

الطفل الذي يرى العالم في صور. يبرع في الرسم، أو التصوير، أو التصميم، أو حتى في ترتيب الألوان والأشكال.

علاماته عند الطفل:

• يرسم كثيرًا أو يصمم بألعاب الليجو.

• يتذكر الأماكن جيدًا.

• يحب الأفلام والخرائط والمجسمات.

مجالات التفوق المستقبلية: الهندسة المعمارية، التصميم، التصوير، الرسم، الجرافيك.

4- الذكاء الجسدي الحركي

هو الطفل الذي يتحدث بجسده أكثر من لسانه، ويتحرك كثيرًا، ويفضل التعلم باللمس، ويبرع في الرياضات أو الرقص أو الحِرف.

مؤشراته عند الطفل:

لا يستطيع الجلوس طويلًا.

يحب التمثيل أو اللعب الجسدي.

يتعلم سريعًا عندما يلمس أو يجرب بنفسه.

مجالات التفوق المستقبلية: التمثيل، الرقص، العلاج الطبيعي، الميكانيكا.

5- الذكاء الموسيقي

الطفل الذي يطربه الصوت والإيقاع، ويغني لنفسه، ويتفاعل مع الموسيقى بطريقة عميقة.

مؤشراته عند الطفل:

يحفظ الأغاني بسرعة.

يدندن أثناء اللعب.

يلاحظ الاختلافات في النغمة والصوت.

مجالات التفوق المستقبلية: التأليف الموسيقي، الغناء، العزف، الهندسة الصوتية.

6- الذكاء الاجتماعي (التفاعلي)

الطفل الذي يحب الناس ويجيد التعامل معهم. يتواصل جيدًا، ويقود المجموعات، ويقرأ مشاعر الآخرين.

مؤشراته عند الطفل:

لديه أصدقاء كثيرون.

يتوسط في النزاعات.

يلاحظ مَنْ حوله ويتفاعل معهم بذكاء.

مجالات التفوق المستقبلية: القيادة، التعليم، الإرشاد، التسويق، السياسة.

7- الذكاء الذاتي (الداخلي)

الطفل الذي يعيش مع نفسه أكثر مما يعيش مع الناس. يعرف ذاته جيدًا، ويفضل العمل الفردي، ويحلل مشاعره وأفكاره.

مؤشراته عند الطفل:

يحب العزلة أحيانًا.

يسأل أسئلة عميقة.

يبدو ناضجًا في تفكيره مقارنة بسنه.

مجالات التفوق المستقبلية: الكتابة، الفلسفة، التحليل النفسي، ريادة الأعمال.

8- الذكاء الطبيعي

الطفل المرتبط بالطبيعة. يحب الحيوانات، والزراعة، ومراقبة الطقس، ويشعر براحة عند وجوده في أماكن مفتوحة.

مؤشراته عند الطفل:

يحب جمع الحشرات أو الأوراق.

يطرح أسئلة عن الكائنات الحية.

يهتم بالحيوانات أو النباتات.

مجالات التفوق المستقبلية: علم الأحياء، الطب البيطري، الزراعة، البيئة، الرحلات الاستكشافية.

9- الذكاء (الروحي)

الطفل الذي يتأمل في الكون والخلق والحياة والموت. قد يبدو كبيرًا على عمره من حيث التفكير.

مؤشراته عند الطفل:

يسأل عن الله، والكون، ومعنى الحياة.

يتأثر بالقصص الروحية.

يحب التأمل أو الصمت أحيانًا.

مجالات التفوق المستقبلية: الدين، الفلسفة، علم النفس، التعليم الروحي.

طرق لاكتشاف نوع ذكاء طفلك

راقبي ما يحبه في أوقات فراغه.

لاحظي الأسئلة التي يطرحها.

تابعي كيف يتعلم بشكل أسرع: بالكلام، أم بالصور، أم بالحركة، أم بالتجريب؟

استخدمي اختبارات الذكاءات المتعددة المتاحة مجانًا على الإنترنت.

الآباء هم الداعم الأول لتطوير ذكاء الطفل

الذكاء ليس له حدود، وليس شيئًا ثابتًا، كل نوع من الذكاء يمكن تطويره بالتدريب والتشجيع، ويمكن تعزيز الأنواع الأقل لدى الطفل أيضًا، فإذا كان طفلك قويًا في الذكاء الجسدي وضعيفًا في اللغوي، يمكنك استخدام الحركة لتقوية اللغة، وهكذا.

على كل أم أن تدرك أن ابنها ليس أقل ذكاء من أخيه أو ابن جارته، إنما هو مختلف، لهذا توقفي عن المقارنة، لأنك قد تقارنين طفلًا لديه ذكاء موسيقي عالٍ بطفل متفوق في الذكاء الرياضي وهذا خطأ كبير.

كل طفل لديه نوع مميز من الذكاء، ويحتاج فقط أن نلاحظه، ونغذيه، ونمنحه الفرصة للتطور في مجاله، ونصيحة: لا تتوقفي عن البحث عن بذور الذكاء داخل طفلك فيما يقول أو يفعل، فيما يفكر فيه أو ما يحلم بتحقيقه.

لا تفرضي عليه أن يكون نسخة من غيره، وتوقفي فورًا عن مقارنته بغيره، واعملي على تحفيز ابنك وفقًا لما ترينه من مهارات تتسم بالذكاء، من دون أن تفرضي عليه رأيك وأحلام.

يومًا بعد يوم، ستكتشفين سيدتي الأم، عاجلا أم آجلا، أن لديك طفلًا جميلًا، يتمتع بنوع ما من الذكاء، يمكن أن يصل به لمكانة متميزة في المستقبل.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا