لا يمتلك الأطفال القدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامهم كما يفعل البالغون، فقد تفقد أجسامهم الحرارة عبر الأسطح غير المحمية، مثل رؤوسهم وأيديهم وأقدامهم. لذلك، من المهم أن يعرف الآباء والأمهات علامات برودة أطفالهم.
فلا شك أن برودة الجو لدى الأطفال تشكل خطرًا على صحتهم، فقد كشفت الدراسات عن علاقة بين الأطفال الذين يعانون من الحر أو البرد وبين متلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، فيمكن أن تُسبب درجة حرارة الجسم المنخفضة جدًا تباطؤًا في وظائف الجسم الحيوية، وفي الحالات الشديدة، قد تكون قاتلة.
وفي المقابل، يُعَدُّ استخدام مكيف الهواء أو المبردات للمواليد الجدد آمنًا، حيث يتفق معظم الأطباء على أن استخدام مكيف الهواء أو التكييف مع المواليد الجدد يُعتبر أكثر أمانًا من تركهم في بيئة حارة وخانقة ورطبة.
أهمية الحفاظ على دفء طفلك أثناء النوم
لا يقتصر خطر الإصابة بالبرد على نشاط طفلك فحسب، بل قد يزداد أيضًا أثناء نومه، خاصةً إذا كانت درجة حرارة الغرفة منخفضة جدًا أو لم يكن يرتدي ملابس نوم مناسبة، وذلك لأن أثناء النوم، يميل جسمه إلى أن يكون أكثر سكونًا، مما يحد من عملية تنظيم درجة حرارته بشكل متزايد. لذلك، يُعَدُّ الحفاظ على دفء طفلك أثناء النوم أمرًا بالغ الأهمية لجودة نومه وسلامته.
علامات شعور الطفل بالبرد
شحوب أو بقع في الجلد
انخفاض درجة حرارة الجسم قد يجعل بشرة طفلك تبدو شاحبة أو متبقعة، خاصةً على الوجه واليدين والقدمين، وذلك لأن جسم الطفل يحاول الحفاظ على حرارته عن طريق تقليل تدفق الدم إلى سطح الجلد وإذا بدت بشرة طفلك بهذا الشكل، يمكنكِ إضافة طبقات من الملابس أو القماط لإبقائه دافئًا.
برودة اليدين والقدمين
غالبًا ما تكون برودة اليدين والقدمين علامة على فقدان جسم طفلكِ للدفء، لأن نظام الدورة الدموية لدى الطفل لا يزال غير كامل، لذا يُعطي الجسم الأولوية لتدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، وليس إلى الأطراف. إذا كانت درجة حرارة جسمه باردة، ألبسيه الجوارب والقفازات المخصصة للأطفال.
برودة الصدر أو الرقبة
بالإضافة إلى اليدين والقدمين، يمكنكِ أيضًا فحص درجة حرارة جسم طفلكِ الصغير عن طريق لمس صدره أو رقبته. إذا شعرتِ ببرودة في هذه المنطقة، فمن المرجح أن جسم طفلك الصغير يكافح للحفاظ على حرارته. هذه أيضًا إحدى علامات شعور طفلك بالبرد بسبب مكيف الهواء، خاصةً إذا كان سريره قريبًا من فتحة التهوية أو كان الهواء البارد يتدفق مباشرةً نحو جسمه. إذا ظهرت هذه العلامات، يمكنكِ معرفة كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالبرد من خلال التأكد من ارتدائه بيجامات تغطي قدميه (بيجامات ذات أقدام) وكيس نوم ليبقى جسمه دافئًا طوال الليل دون خطر الالتصاق ببطانية فضفاضة حتى تتجنبي خطر اختناقه.
الأطفال أكثر هدوءًا وأقل نشاطًا
على عكس البالغين الذين قد يرتجفون عند الشعور بالبرد، لا يستطيع الأطفال القيام بذلك، بل في المقابل سيوفر جسم الطفل طاقته عن طريق تقليل نشاطه. فإذا كان طفلكِ عادةً نشيطًا ويتحرك كثيرًا أثناء النوم، ولكنه هذه المرة أكثر هدوءًا من المعتاد، فقد يكون ذلك بسبب شعوره بالبرد. في هذه الحالة، يمكنكِ فحص درجة حرارة جسمه وتوفير المزيد من الدفء، مثلًا عناقه المباشر أو إضافة طبقات من ملابس النوم.
فقدان الشهية
قد يفقد طفلك شهيته إذا كان يشعر بالبرد حيث تتحول طاقة جسمه للحفاظ على درجة حرارته، وقد يصعب عليه الرضاعة الطبيعية ويرفضها. لذا يجب التأكد من بقاء جسمه دافئًا ومحاولة ملامسة جلدك لجلد طفلك وذلك لبضع دقائق، حتى تعود درجة حرارة جسمه إلى طبيعتها.
تورم الجلد وتحوله إلى اللون الوردي
في حالات البرد الأكثر شدةً، قد يُظهِر جسم الطفل أعراضًا خطيرة مثل تورم اليدين والقدمين والوجه، مع تحول الجلد إلى اللون الوردي. وتُسمى هذه الحالة متلازمة البرد الوليدية، والتي قد تؤثر على وظائف أعضاء الطفل وتتطلب عناية طبية فورية. فإذا لاحظتِ هذه الأعراض، استشيري الطبيب فورًا أو اصطحبي طفلك إلى قسم الطوارئ.
اضطرابات النوم
يميل الأطفال الذين يشعرون بالبرد أثناء النوم إلى الاستيقاظ أكثر بسبب شعورهم بعدم الراحة. يجب التأكد من ارتداء طفلكِ ملابس دافئة حتى يبقى جسمه دافئًا طوال الليل.
على الجانب الآخر، من خلال التعرف على علامات البرد لدى طفلك واتخاذ التدابير الوقائية، يمكنكِ مساعدته في الحفاظ على راحته وصحته، خاصةً أثناء النوم. فإذا كنتِ قلقة أو لاحظتِ علامات برد غير عادية، فاستشيري طبيب أطفال لضمان حصول طفلك على العلاج المناسب.
