الحب الحقيقي هو مطلب كل شخصية تريد بناء أسرة على أساس متين، وهو الشعور العميق بالحب والرغبة بالتضحية والتفاني من أجل الشريك، وهو العطاء بلا مقابل، وبدون أي حدود، كما يتسم بالشفافية والاستقرار، فلا ينتظر أي طرف من شريكه أي مقابل. ولأنه مجموعة من المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفية والعقلية قوية التأثير، يستمر الحب ويظل باقيًا رغم السنين الطوال.
الحب الحقيقي قائم على التضحية والتفاني من أجل الشريك
الحب الحقيقي هو كيمياء متبادلة بين اثنين، وهو مشاعر عميقة بها تسامح وغفران ومساندة بدون أي مقابل. والعلاقة بين الزوجين بها مشاعر صادقة مغلفة بإطار جميل من المشاعر والأحاسيس، وهي السكن والمودة والرحمة والاطمئنان، وهو قائم على التضحية والتفاني من أجل الشريك، فلن تستطيع التفكير في حياتك دون وجود شريكك فيها، وتكون لدى الشريك نفس المشاعر العميقة، وتسعيان سويًا لتخطي العقبات والأزمات لإيجاد سبل النجاح سويًا، من أجل مواصلة الحياة معًا.”
علامات تدل على وجود حب حقيقي بين الطرفين
انسجام وتناغم
يساعد هذا الانسجام والتناغم على تقوية العلاقة المشتركة بين الزوجين ويسهم بشكل فعال في إيجاد الانسجام الروحي والتفاهم بين الشريكين، فمن علامات الحب الحقيقي بين الزوجين أن يتعاونا على قطع مرحلة الحياة معًا على طريق واحد، وأن يكون هناك قدر كبير من التفاهم والانسجام بينهما، بحيث إن كل طرف يمكنه التنبؤ بتصرفات الآخر وبردود أفعاله المتوقعة في كافة المواقف والأمور الحياتية.
الصدق والإخلاص
الصدق والإخلاص أصبحا الآن عملة نادرة، وهما يعنيان أن يكون كل طرف واضحًا وصادقًا مع الآخر، حتى لو كانت الحقيقة مؤلمة، فلا يخفي عنه شيئًا، ويصارحه بما في قلبه وبكافة الأمور والمواقف وعدم إخفاء الأسرار، فهذا يجعلهما في أمان واطمئنان دائم.
التسامح
التسامح خلق لطيف وكريم، وهو أن يتغاضى الشريك عن كل ما يؤدي إلى مشادات ومشاكل مهما كان حجمها، وهو يتضمن العشرة والصفح والتفاهم، فأول شيء ترتكز عليه المسامحة بين الزوجين هو أن ينسى كل منهما ما بدر من الآخر من إساءات أو أخطاء.
الثقة بشريك الحياة
إحدى العلامات الدالة على وجود الحب الحقيقي بين الزوجين هي الثقة بشريك الحياة، فعندما يكون هناك ثقة قوية بين الشريكين، يتم تعزيز الاتصال العاطفي والقدرة على التفاهم والاحترام المتبادل بينهما، وكذلك الثقة بأنك في علاقة عاطفية جدية وليس مجرد افتنان مؤقت، ويعني ذلك أنك تستطيعين الاعتماد عليه، وأن تثقي بحكمه، مما يجعلك تشعرين بالأمان والثقة.
وجود الاهتمام
الاهتمام يُعتبر ترجمة فعلية وحقيقية لوجود مشاعر حب قوية بين الطرفين، كما يُعد من أولويات أي علاقة عاطفية، لأنه روح الحب في العلاقة الزوجية، كما أنه يحقق الثبات والحيوية ويقرب المسافات بينهما بحيث يكونان في صلة دائمة قائمة على حب حقيقي.
المشاركة الفعالة
هناك تصرفات تبين أن الزوج يحب زوجته، وهي المشاركة بينهما، فيتم التعبير عنها بصور عديدة تلحظها وتشعر بها المرأة الواعية، فنجد تعاون الزوج مع زوجته في إدارة شؤون المنزل والأسرة بشكل عام، فلا يعتبر ذلك عيبًا ولا يراه انتقاصًا من مكانته أو قوامته، إلى جانب احترام آرائها ومشاركتها رأيها وأفكارها، وأن يحرصا على تحقيق الراحة النفسية والبدنية لكليهما بعد عناء العمل، ويعينا بعضهما البعض بالرأي والمشورة معًا.
الشعور بالطمأنينة
وهو الشعور في ارتباطهما الرسمي بالرضا الذاتي، وشعورهما بطمأنينة النفس، وتحقيق الذات والاسترخاء النفسي، وكذلك الشعور بالبهجة والاستمتاع، وذلك بسبب قوة التواصل الروحي وفهم بعضهما البعض وقوة الحب فيما بينهما.
الاحترام المتبادل
أهم علامة من علامات الحب الحقيقي في العلاقة هي أن يسود الاحترام المتبادل بين الشريكين، حتى في وقت المشاحنات، وهذا يعني أن يحترم كل طرف آراء وأفكار شريكه الآخر، دون تجريح أو إهانة أو إساءة.
شغف كل منهما بالآخر
وهو أن يكون كل طرف متلهفًا لرؤية الآخر وأن تكون علاقتهما ثابتة، فالشغف هو الذي يمنح الحياة الزوجية حيويتها، فهذا معناه أنكما تعيشان قصة حب ناجحة، وأن الملل لم يتسلل بعد إلى علاقتكما.
الدعم والتشجيع
العلاقة السوية هي التي يكون طرفاها مبدعين وناجحين خارج العلاقة نفسها، وكل منهما يدعم الآخر سواء في العمل أو الدراسة أو الطموح أو الهواية، وأن يكون كل طرف مصدر دعم للطرف الآخر لتحقيق طموحاته وأهدافه، فهذا دليل على وجود حب حقيقي بين الطرفين.
الطموحات المشتركة
مَنْ لا يحبك لن يحلم أبدًا ببناء بيت العمر معك لتعيشا فيها سويًا، فالحب الحقيقي أن يتقاسم الشريكان معًا الطموحات، فهذا يساعد الأزواج على تجنب الصراعات وسوء الفهم. فبوجود هدف وطموح مشترك، يمكنهما أن يتواصلا بشكل فعال، وأن يقوما سويًا بالتخطيط للمستقبل بعفوية وحب.
الصراحة
وهي من العلامات الدالة على الحب الحقيقي، والصراحة هي أساس الحياة الزوجية السعيدة، وهي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك، وذلك عن طريق مصارحة كلا الزوجين للطرف الآخر بما لا يضره ولا يجرح مشاعره، وبدون حجب الأسرار عن الطرف الآخر، فالصدق هو عماد البيت السعيد.
رد كلمات السوء
الحب الحقيقي هو قيام كل طرف بالرد على كلمات السوء عن الآخر في غيابه، والحرص على بقائه في نظر الآخرين صفحة بيضاء، والحفاظ عليه أثناء غيابه، وعدم ذكره بما يكره في غيابه، وذلك بدون انتظار المقابل، فهذه هي مشاعر الحب الحقيقية بين الأزواج.