أشعل أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في مصر، الدكتور سعد الدين الهلالي، مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى، بعد مقابلة تحدث فيها هذه المرة، عن المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، معتبرًا أن هذه “مسألة فقهية قابلة للاجتهاد”.
وقال الهلالي إنه “لا يوجد نص قرآني صريح يمنع ذلك، خاصة إذا كان الطرفان على نفس درجة القرابة مثل الأخ والأخت”، مستشهدًا بتجارب دول أخرى مثل تركيا، وقوانين يتم العمل بها في مصر “تساوي بين الجنسين في المعاش”.
ودعا الهلالي إلى “حوار مجتمعي واستفتاء شعبي لتغيير القانون إذا توافق الناس على ذلك” ما أثار ردود فعل واسعة.
وفي أول رد فعل رسمي حول تصريحات الهلالي، اعتبرت دار الإفتاء المصرية أن “الدعوة إلى المساواة المطلقة في الميراث، تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي، ليست إلا ستارًا يراد به نقض الحكم الشرعي، وإسقاط القدسية عن النص، وإلحاق الأمة بركب مفاهيم دخيلة لم تُنتج إلا اضطرابًا وانهيارًا في مجتمعاتها” بحسب نص بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفسرت الإفتاء المصرية في بيانها تشريعات الميراث المعمول بها، مؤكدة أن “النص القطعي ليس مادة لإعادة التشكيل، وحدٌّ لا يُتجاوز، فثوابت الشريعة وفرائض المواريث منها ليست مجالًا للتبديل، وواجب المسلمين حماية تطبيقها وتنفيذها وليس تعطيلها واستبدالها” بحسب البيان.
وتباينت ردود الفعل حول تصريحات الهلالي، إذ تساءل البعض حول الغرض من تصريحاته الجدلية وتوقيتاتها، خاصة وأنها “هشة”.
وطالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بفصل الهلالي من جامعة الأزهر، وسحب شهادة الدكتوراة منه، وإحالته للتحقيق.
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر الدكتور، أحمد زارع، قوله إن الجامعة تتابع موضوع تصريحات الهلالي عن كثب، وسيتم النظر فيه بشكل دقيق، نافيًا اتخاذ إجراء بالتحقيق معه.
وأكد زارع أن الجامعة “تتنصل” من تصريحات الهلالي التي “لا تمثل سوى رأيه الشخصي”.
في المقابل، رأى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في طرح الهلالي “مبادرة مجتمعية وإنسانية لا تتعارض مع الدين”.
بينما رأى آخر أن الهجوم على الهلالي هو هجوم على “الفكر المستنير” مبديًا تأييده لرأي الهلالي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الهلالي جدلًا حول مسائل دينية، إذ قال في أحد لقاءاته السابقة إن الحجاب “ليس فريضة قطعية كما يروّج البعض، بل هو اجتهاد فقهي من العلماء”، وأجاز في لقاء آخر “زواج الرجل شرعًا من ابنة زوجته بعد طلاق أمها أو وفاتها، بشرط ألا تكون قد تربت معه”، بالإضافة إلى رأيه حول جواز أن تكون الأضحية من الدجاج.
من هو سعد الدين الهلالي؟
يعمل سعد الدين الهلالي، الذي ولد عام 1954، أستاذًا للفقه المقارن في جامعة الأزهر منذ عام 2015.
وتحصّل على درجة الدكتوراة في الفقه المقارن عام 1985.
وشغل خلال فترة عمله في الجامعة عدة مناصب منها، أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون.
كما شغل منصب عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بفرع الجامعة في دمياط بين عامي 1995 و1997، وعميد الكلية ذاتها في فرع أسوان بين عامي 1994 و1995.
كما شغل منصب رئيس قسم الفقه والأصول في “جامعة الكويت” بين عامي 2002 و2004.
ونال العديد من الجوائز، منها: “جائزة الدولة التشجيعية” عام 2008 من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، و”جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي” عام 2003.
وله العديد من المؤلفات، منها: “حقوق الإنسان في الإسلام”، و”المعاملات المالية المركبة”، و”الأزمة المالية والحلول الإسلامية”، وغيرها.