25.4 C
Cairo
الثلاثاء, يوليو 8, 2025
الرئيسيةفكر مسيحيرسالة مفتوحة للقسوس والقادة

رسالة مفتوحة للقسوس والقادة

د. القس چورچ شاكر

نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر

نعم! كل واحد قدَّم حياته على مذبح التكريس لخدمة الله يشعر بالإعزاز والفخر والامتنان لله. فالخدمة تاج على رؤوسنا ونيشان على أكتافنا، وقلادة في أعناقنا، ووسام على صدورنا.

حقًا! لا يوجد إنسان على سطح الأرض صاحب فضل على الخدمة، وإنما العكس هو الصحيح. فالخدمة هي صاحبة الفضل على الجميع، وهي التي أعطت لكل خادم قيمة ومكانة تفوق حد التصور. أجل! إن الله لم يكلفنا بخدمته لامتياز فينا، وإنما أصبح لنا كل امتياز لأننا أصبحنا خدامًا، حتى أن كل واحد منا كخادم لله يمكنه أن يشدو مع الرسول بولس قائلًا: “وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني، أنه حسبني أمينًا، إذ جعلني للخدمة” (1تي1: 12).

من هذا المنطلق، أود أن أشارك الزملاء الأعزاء من حضرات القسوس وحضرات الشيوخ والقادة في الكنائس ببعض الوصايا التي أقدمها لنفسي أولًا قبل أن أقدمها لأي شخص. وأصلي من كل قلبي أن نعيشها ونجسدها ونُترجمها في حياتنا العملية اليومية، فتثمر وتؤثر خدمتنا في من نقوم بخدمتهم، لمجد اسم إلهنا، وامتداد ملكوت فادينا الحبيب.

خير لك أن تكون لك حياة صلاة من أن تكون لك صلاة بلا حياة. واعلم أن مَنْ يهمل مخدعه يُخدع من إبليس. ولتكن أول صلاة لك في مستهل خدمتك: “يا رب ماذا تريد أن أفعل؟”.

– خير لك قبل أن تعظ غيرك أن تعظ نفسك. فمن السهل أن تعظ غيرك، ولكن من الصعب أن تعظ نفسك. وخير لك عندما تعظ أن يُقال لك “زد” من أن يُقال لك “زِدْتَ”. وخير لك أن تقدم الفكر الكتابي مجسدًا من أن تقدمه مجردًا. فلقد كان سيدك يعمل أولًا ثم يعلم، لذلك كانت تعاليمه مقنعة وممتعة.

– خير لك قبل أن تسعى للأخذ أن تسعى للعطاء. فقيمة الإنسان تقاس بمقدار ما يعطي، لا بمقدار ما يأخذ. وقبل أن تطالب بحقوقك وامتيازاتك، عليك أن تقوم بواجباتك والتزاماتك.

– خير لك أن تحمل الكنيسة على قلبك، ولا تكن حملًا على قلب الكنيسة. وخير لك أن يكون قلبك شاعرًا بآلام الآخرين من أن يكون قلبك شاغرًا بآلام الآخرين.

– خير لك أن تفتح قلبك وتسمع من الناس أوجاعهم وشكواهم، أكثر مما تحدثهم عن أوجاعك وشكواك. وخير لك أن تُضحي من أجلهم أكثر من أن تُضحي بهم.

– خير لك أن يخضع لك شعبك بنفوذ الحب، ولا يخنع لك بحب النفوذ. وخير لك أن تحب بصدق، وتقول الصدق بحب.

– خير لك أن تهتم ببناء ملكوت الله قبل أن تهتم ببناء ملكوتك الشخصي.

إذا صنعت خيرًا لإنسان لا تذكره، وإذا صنع إنسان لك خيرًا فلا تنسَ أن تشكره.

– خير لك أن تتكل على الله ولا تتكل على ذراع بشر.

– خير لك أن تفكر قبل أن تتكلم من أن تتكلم ثم تفكر.

– خير لك أن تقرأ ما في الصدور قبل ما تقرأ ما في السطور.

– خير لك أن تكون باعثًا للأمل من أن تكون مسببًا للألم.

– خير لك أن تكون صادقًا وليس صادمًا، محبًا وليس مُحابيًا… ملتزمًا وليس متزمتًا. جادًا وليس حادًا… مُتاحًا وليس مُباحًا… مسرعًا وليس متسرعًا. مقدرًا لرعيتك وليس مكدرًا لهم.

– خير لك أن تفعل ما يُرضي الله أكثر من إرضاء البشر. فالناس إذا طبلت لهم لن يرقصوا طربًا، وإذا نُحتَ لهم لن يبكوا حزنًا.

وإذا أرضيت الله، جعل من يعاديك يصنع ما يرضيك، وجعل مَن دخل معك في خصام يطلب منك ميثاق صلح وسلام.

– خير لك أن تنتظر مكافأتك من صاحب الإكرام والإحسان، ولا تنتظر مكافأة أو امتنانًا من إنسان. ولا تندهش إذ قوبل حبك بالجحود والنكران، فطبيعة البشر التقلب والدوران. ولكن يبقى السؤال على مر الزمان: من أكرم الله ولم ينل كل الإكرام؟ وهل بات الله يومًا من الأيام مديونًا لإنسان؟

وأخيرًا أقول:

من لا يتعلم من دروس التاريخ

لا يمكنه أن يسُطِّر تاريخًا جديدًا.

وإذا عشنا على أرضنا بحسب أهوائنا

تنتهي حياتنا بانتهاء أيامنا.

أما إذا عشنا لإلهنا ولغيرنا

يستمر ثمرنا وتأثيرنا بعد انقضاء عمرنا.

صلاتي للرب أن يحفظنا مباركين ومُثمرين ومُؤثرين وسبب بركة للآخرين لمجد اسم إلهنا في كنيسته.. آمين.. آمين.

المقاله السابقة
المقالة القادمة
مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا