34.4 C
Cairo
الثلاثاء, يوليو 8, 2025
الرئيسيةمنوعاتحرية الصحافة: هل الدول العربية تُعدّ الأكثر قمعًا للصحفيين؟

حرية الصحافة: هل الدول العربية تُعدّ الأكثر قمعًا للصحفيين؟

يصدر في مايو من كل عام تقرير مؤشر حرية الصحافة العالمي عن مؤسسة “مراسلون بلا حدود”.

يُقارن التقرير مؤشرات كل دولة وموقعها من دعم حرية الصحافة، ويعطي المؤشر ترتيبًا عالميًا يبدأ من أكثر الدول حرية، حتى أكثرها قمعًا.. فما موقع الدول العربية من حرية الصحافة، وهل تعد من أكثر الدول قمعًا للصحفيين حول العالم؟

رغم أنّ الدول العربية قد لا تكون الأفضل عالميًا، إلا أنّ الحريات الصحفية تقدمت هذا العام في كثير منها. كما أشار التقرير إلى العوامل التي ساهمت في تقدم أو تراجع تلك الدول، والتي لم تكن بالضرورة -دائمًا- عوامل داخلية.

الأراضي الفلسطينية “أخطر مكان للعمل الصحفي في العالم”

“أن تكون صحفيًا فلسطينيًا، يعني أن تعمل في أخطر مكان في العالم”، إذ احتلت الأراضي الفلسطينية المركز 163 من أصل 180. ومع مقتل نحو 200 صحفي في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023. أصبحت الأراضي الفلسطينية أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحفيين، بحسب “مراسلون بلا حدود”.

ويشير تقرير “مراسلون بلا حدود” إلى أنه “من المحتمل” أن يكون 42 من الصحفيين الذين قُتلوا في غزة “على الأقل” قُتلوا بسبب عملهم.

موريتانيا أكثر حرّية من الولايات المتحدة

الوضع في موريتانيا بالتأكيد أفضل حالًا، فالتقرير لا يشير إلى أنها البلد العربي الأكثر حرية للصحفيين فقط، بل تفوقت في المؤشر على دول كبرى كالولايات المتحدة، حيث سبقتها بسبعة مراكز.

واحتلّت موريتانيا المركز الخمسين في مؤشر حرية الصحافة العالمي، لتحافظ بذلك على كونها البلد العربي الأكثر حرية للصحفيين.

وأشار التقرير إلى الإصلاحات التشريعية الإعلامية في موريتانيا، التي ألغت تجريم المخالفات الصحفية عام 2011، وعززت التشريعات المتعلقة بالوصول إلى المعلومات وحماية المصادر. وفي عام 2020، شُكّلت أيضًا لجنة لإعداد مقترح لإصلاح الإعلام، وصياغة قانون بشأن وضع الصحفيين المحترفين وشروط الحصول على بطاقة ممارسة المهنة.

تقدُّم ملحوظ في المغرب والجزائر وليبيا

تقدّمت هذا العام الجزائر 13 مركزًا لتصبح الـ 126 عالميًا، فيما تَقدم كل من المغرب وليبيا تسعة وستة مراكز، على التوالي، ليصبح المغرب في المركز 120 عالميًا وليبيا 139، أما تونس، فتراجعت 11 مركزًا لتصبح في المركز 129.

كما فُرض في البلاد “المرسوم 54” الذي أثار الجدل، حيث ينص على السجن خمس سنوات وفرض غرامة مالية بحق كل من يُدان بنشر “شائعات أو معلومات مضللة”، كما تتضاعف العقوبة إذا كان الأمر يتعلق بنشر إساءات ضد موظف عمومي.

الأردن يتراجع بشكل ملحوظ، وفي لبنان “سياق جديد”

رغم تمتع الأردن باستقرار سياسي جيد، عكس الدول المحيطة، تراجعت المملكة 15 مركزًا خلال عام واحد فقط، لتحل في المرتبة 147، لتصبح بذلك أقلّ بـ 11 مركزًا فقط من الصومال التي تعد واحدة “من أخطر الدول في إفريقيا للصحفيين”، والتي تقدمت تسعة مراكز لتحل في المركز 136.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الأردنية عزّزت رقابتها خلال العقد الأخير، خاصة شبكة الإنترنت، حيث حجبت مئات المواقع.

وبهذا التراجع يصير الأردن أقرب إلى اليمن الذي يحتل المركز 154 منذ العام الماضي.

أما لبنان، فقد تقدّم ثمانية مراكز ليحتل المركز 132، لكنّ البلاد شهدت تشديد القيود المفروضة على الصحفيين منذ السابع من أكتوبر بعد امتداد حرب غزة إلى الأراضي اللبنانية، بحسب “مراسلون بلا حدود”، التي أشارت في ذات السياق، إلى قتل الجيش الإسرائيلي صحفيين في غارات شنها على منطقة حدودية مع جنوب لبنان، بعد استهدافهم عمدًا.

تحسُّن الحريات الصحفية في العراق ومعظم دول الخليج

سجلت البحرين أعلى تحسن في الحريات الصحفية بين دول الخليج، خلال هذا العام، بارتفاعها 16 مركزًا في عام واحد لتحتل 157، فيما قفز العراق 14 مركزًا كذلك ليحل في المركز 155.

أما في العراق، فقد عزا التصنيف التهديدات المستمرة التي يواجهها الصحفيون العراقيون إلى عدم الاستقرار السياسي والضغوط، و”ضعف الدولة التي تفشل في أداء واجبها في حمايتهم”، بحسب “مراسلون بلا حدود”.

وتحسنت مراكز معظم الدول، فقد صعدت قطر 5 مراكز لتصبح في المركز 79 عالميًا، والأولى خليجيًا، وتقدمت السعودية 4 مراكز لتصبح في المركز 162، وتقدمت كل من عُمان والكويت 3 مراكز، لتصبحا في المركزين 134 و128، فيما انخفضت مراكز باقي الدول بشكل متوسط.

وأشار التصنيف إلى أن الإعلام المستقل غائب في بعض دول الخليج، وما زال هناك اعتقال للصحفيين، كما أن وسائل الإعلام تحت رقابة حكومية صارمة، ولا تزال تغطية القضايا السياسية الداخلية تُشكّل تحديًا حقيقيًا للصحفيين.

دولتان عربيتان في “ذيل القائمة”

تقدمت سوريا مركزين، لتحتل هذا العام المركز 177، فيما حافظت مصر على المركز 170 من أصل 180 عالميًا.

ووصفت “مراسلون بلا حدود” مصر بـ” أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين، حيث أضحت البلاد بعيدة كل البعد عن آمال الحرية التي حملتها ثورة 2011″.

وذكرت المؤسسة في التقرير أنّ هناك 20 صحفيًا معتقلًا في مصر.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا