18.4 C
Cairo
الخميس, نوفمبر 14, 2024
الرئيسيةفكر مسيحيالوقت وكنيسة اليوم 5" اللجان الكنسية إلى أين؟

الوقت وكنيسة اليوم 5″ اللجان الكنسية إلى أين؟

القس رأفت رؤوف الجاولي

يقول الرسول بولس: “مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ” (أف 5: 16)

الوقت عملة غالية لم نعتد أن ننظر إليه بعين الاعتبار وأن نسعى لاستثماره جيدًا في ملكوت الله. الموضوع يحتاج تدريب لزيادة الأوقات التي نقضيها مع الله في وعي، فالأيام شريرة لأنها تخدع الإنسان خداع شديد وتتيه من أولوياتنا الأهداف العظمي. لذا كنيسة اليوم عليها أن تستيقظ لتخدم سيدها الخدمة اللائقة في النظر إلى جدوى اللجان الكنسية كماً وكيفاً. أسهل أمر هو رفض أي فكر جديد وبقاء الحال على ما هو حاله، لكن النتيجة النهائية قد لا تكون مُرضية إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن. واود أن أنبر وأؤكد بقوة على أن كل الملاحظات المذكورة هنا هي  مأخوذة  فعليًا من مواقع العمل أي ليست ملاحظات عشوائية وليست أبدًا نقدًا هدامًا بل العكس تمامًا. وهناك من الرعاة مَنْ صارحني بالعديد من هذه الملاحظات لذا فالأمر يحتاج إلى وقفة جادة نحو الإصلاح المنشود. لذا سنتأمل في اللجان الكنسية من خلال النقاط التالية:

أولاً: جدوى عمل اللجان الكنسية:

إن اللجان الكنسية (وهنا لن أتعرض للتخصصات أو المهام) إنما لها عمل هام سواء على مستوى الإعداد لقطاعات الكنيسة السنية أو خدماتها بشكل عام.

لكن ما هي الآلية لعمل اللجان؟

1- كلما زاد عدد أعضاء أي لجنة تعقد وصعب عملها: إذ سيحتاج الأمر إلى الاستماع والمناقشات لساعات طويلة، فقد ساد الاعتقاد الكنسي أن اللجنة حتى يكون لها شان لا بد وأن يكون هناك عدد وافر بها.

2- هل هناك جدول أعمال مُعد مسبقًا؟ إذا لم يكن هناك جدول أعمال فسيضيع أكثر من نصف الوقت لمحاولة إيجاد جدول أعمال مناسب. أذكر أنه في إحدى الكنائس التي كنتُ أرعاها في مصر أن إحدى اللجان يبدأ انعقادها بعد الاجتماعات مساءً وينتهي العمل في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي (حوالي 1 ص).

3- المجاملات واللجان: ما أكثرها هذه المجاملات مع الأسف الشديد مما يجعل وقت اللجان مفتوحًا، سواء في البداية أو النهاية، فقد تنتظر اللجنة شخصًا تأخر لوقت طويل وقد يتم مد الوقت مجاملةً لشخص أو أشخاص. فلجان الكنيسة إن تركت مجالاً للمجاملات فسد العمل الروحي الخلاق.

ثانياً: الكم والكيف للجان الكنسية:

1-   بالنسبة لـ”كم” اللجان الكنسية: الحقيقة الهامة والتي لا يلحظها الكثيرون أنه ليس شرطا لإنجاز عمل فعال أن يكون من خلال تكوين لجنة له، فهذا الأمر لن يزيد كم اللجان فقط بل الكيفية ستتأثر أيضًا، أي إتمام العمل المنشود. ولنكمل الحديث في مجال الكم فممكن ان تُختزل عدة لجان إلى لجنة واحدة مجمعة، فمثلاً اللجنة الاجتماعية بالكنيسة التي تهتم بظروف الأعضاء بحلوها ومرها ولجنة الرحلات ولجنة الزيارات يمكن بكل بساطة أن تقوم لجنة مجمعة واحدة بكل الأعمال الثلاثة.

2- بالنسبة لـ “كيف” اللجان الكنسية:

-المراحل السنية الأصغر مثل لجنة اجتماع إعدادي ولجنة اجتماع ثانوي، كثيرًا ما أقول أن يجتمعا معًا على الأقل مرة شهريًا، لأن تحديات سن المراهقة أصبحت أعلى من قصر المناقشات عند عمر معين.

– الاجتماعات الخاصة بدرس الكتاب والصلاة والتسبيح (إن وُجِدَ اجتماع للتسبيح فقط) يمكن أن تكون لجنة واحدة وهذا ليس معناه عدم التخصص أو أنه يمكن خلط هذه الأمور الثلاثة: دراسة الكتاب والصلاة والتسبيح. فبالعكس لا يجدي على الإطلاق عمل اجتماع للصلاة والتسبيح معًا لأن الصلاة لها طبيعة خاصة في التوبة والتذلل بينما التسبيح يغلب فيه الفرح.

ثالثاً: التوصيف الوظيفي والأسلوب الانسب لعمل اللجان:

1- عدم وضوح التوصيف الوظيفي يجعل هناك احتداد للنقاش بين اللجان وبعضها البعض. ففي كثير من الأحيان، تجنح اللجان إلى مناقشة مواضيع لا يصلح لمناقشتها داخل اللجان بل هي من تخصص مجلس الكنيسة لأنها تهم الكيان كله. تميل اللجان أحيانًا كثيرة لمناقشة أمور ثانوية لأنها لا تعرف التوصيف الوظيفي الدقيق الخاص بها.

2- تعارض عمل بعض اللجان مع دور راعي الكنيسة وخدمته بالإضافة إلى التعدي على الجانب الأدبي له، فمثلاً في الفيس بوك كموقع للتواصل الاجتماعي نجد مرارًا مسئول الاجتماع يعلن عن لقاء خاص، بينما أدبيًا يجب أن يكون الراعي هو الذي يعلن عن مثل هذه اللقاءات، لأنه لو ترك الأمر لمسئول الاجتماع فسيظن أنه هو المسئول الأول والأخير عن مثل هذه الفرص الروحية.

أخيراً

إن عمل اللجان الكنسية عمل حساس قد يقود لنهضة الكنيسة أو إلى التقليل من النمو والفاعلية الروحية وهذا يعتمد على كل ما سبق من نقاط يجب يتم الأخذ بها باهتمام.

صلاتي أن يبارك الرب عمله في كل مكان.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا