14.4 C
Cairo
الخميس, ديسمبر 26, 2024
الرئيسيةأسرةالحياة مع طفلي: متى يمكن الحكم أن سرقة الطفل مؤشرًا لاضطراب سلوكي؟

الحياة مع طفلي: متى يمكن الحكم أن سرقة الطفل مؤشرًا لاضطراب سلوكي؟

هايدي حنا

أهلًا بكم في جولة جديدة داخل حياة طفلك، خلال الجولات السابقة دخلنا في منطقة شائكة وهي السرقة عند الطفل وكيف نتعامل معاها، وفي نهاية هذه الجولات توقفنا عند منطقة خطرة وهي متى نحكم أن ما يمر به الطفل هي سرقة نتيجة لمرض نفسي أو مؤشرًا لاضطراب نفسي؟ دعونا الآن نبدأ جولتنا في هذه المنطقة استعدوا سنبدأ…

ما هي أنواع الحالات المرضية من السرقة:

أولًا هوس التملك:

أسبابها:

1)      التدليل وتلبية كل ما يريده الطفل: كثيرًا ما ذكرت أن التدليل والقسوة في التربية وجهان لعملة واحدة لهما نفس النتيجة السلبية في سلوك الطفل. وهذا ما يحدث عند التدليل الزائد للطفل وأن كل ما يرغب به يلبيه والديه له حتى وإن كان هذا على حساب الغير. فنجد أن الأب والأم يتنازلون عن راحتهم الجسدية ويضغطون نفسهم مادية لتلبية طفلهم، بل وكثيرًا ما يحاولون إقناع طفل آخر أن يتنازل عن لعبته إذا رغب بها طفلهم ودخل في مرحلة البكاء والزن… هذه السلوكيات من الوالدين تربي طفل مدلل أناني يعاني من هوس التملك وأن كل ما يرغب به لابد أن يكون معه، حتى لو كان هذا بالسرقة حيث أصبح لا شيء يشبعه.

2)      انشغال الوالدين عن الطفل: إن الطفل الذي ينشأ وسط والدين كل منهم في عالمه ومشغول بحياته ونجاحاته وجمع المال… يعاني من الحرمان النفسي والعاطفي مما يتسبب في لجوءه للسرقة كنوع من:

– الاعتراض على والديه المشغولين عنه.

–   محاولة لتعويض هذا الحرمان العاطفي بالإشباع المادي، هذا بجانب أن الوالدين بصورة غير واعية يغرسون فكرة أن المال والممتلكات تعوض الحب عندما يغرقون طفلهم بالماديات تعويضًا عن مشغولياتهم عنه، فتصل للطفل رسالة أن الممتلكات المادية تُغني عن الحب فيقرر أن يشبع نفسه بهذه الطريقة كلما يشعر بالحرمان من حضن والديه واهتمامهم به.

كيفية التعامل مع هذه المشكلة؟

1)  مراجعة طريقة التربية والتعامل معه، وإن اكتشف الوالدين أن المشكلة في طريقة التربية لابد من علاجها حتى لا تزيد المشكلة عند الطفل.

2)  متابعة الأهل للممتلكات التي يرجع بها الطفل من المدرسة للتأكد أنه ليس بحوزته ممتلكات لا تخصه.. وإن وجدوا غرض لا يخص طفلهم عليهم تجنب الترهيب والوعيد والصراخ، لكن يسألوا طفلهم عنها، وبعدها عليهم القيام بالخطوات السابق ذكرها في المقالات السابقة.

3)  التوقف عن تلبية كل رغباته ولكن لتكن هذه الخطوة بحكمة حيث أن التوقف بقسوة تزيد من هوسه للتملك واللجوء للسرقة بسبب الحرمان الذي أصبح يعاني منه مؤخرًا، لذا من المهم التوزان في هذه النقطة، متى يلبي الوالدين طلبه ومتى لا يلبوا رغبته وما هي الطريقة والأسلوب الذي يتبعوه عند عدم تلبيهم لرغباته.

ثانيًا هوس السرقة:

أعراضها:

1)  عدم القدرة على مقاومة مشاعره لسرقة أشياء لا يحتاج لها.

2)  الإحساس بالتوتر كلما قاوم رغبته في السرقة.

3) الشعور بالراحة بعد السرقة.

4)  مزيج من الشعور بالندم والذنب بعد السرقة، والشعور بالخوف من اكتشافه والتعرض للعقاب.

5)  عودة الشعور بالرغبة في السرقة وهي ما تسمى “دورة هوس السرقة”.

سمات الذي يعاني من هذه المشكلة:

1) لا يسرق بغرض الانتقام أو حب التملك، لكن ببساطة لأنه يعاني من ذلك الشعور المُلح برغبة السرقة.

2)  تأتي هذه النوبة فجأة وليس لها موعد أو حدث معين تزداد فيها النوبة.

3)  يسرق من الأماكن العامة أو ممتلكات صديق ثم يخفي هذه الأغراض في مكان حيث أنه لا يحتاج لها ولا يستخدمها، بل قد يقدمها كهدية للآخرين.

والجدير بالذكر أن هذا النوع من السرقة تبدأ عند البلوغ، لكن تبدأ بوادرها ما بين الــ 4-8 سنوات، وطريقة التعامل معها بصورة خاطئة هي التي تجعلها تتطور لهوس السرقة عند البلوغ خاصة في هذه الحالات:

1) وجود تاريخ عائلي للإصابة بهوس السرقة.

2) وجود تاريخ عائلي للإصابة بــ: الاكتئاب، القلق، اضطراب ثنائي القطب، السواس القهري حيث أن هوس السرقة مرتبط بهذه الأمراض خاصة السواس القهري حيث أنه من ضمن السلوكيات القهرية.

3) عدم أخذ الإجراءات المناسبة عند أول مرة يعرف فيها الوالدين أن طفلهم يسرق، وعدم أخذ الموقف على محمل الجد وتفسيره أنه طفل لا يدرك معنى كلمة سرقة.

كيفية التعامل مع هذه المشكلة؟

هذا النوع من السرقة يحتاج للتعامل بصورة خاصة، لكن هذا لا يعني إهمال الخطوات السابق ذكرها في الحالات السابقة، بل يجب كخطوة أولى أن يقوم بها الوالدين مع الطفل.. ثم البدء في أخذ الخطوات الأكثر عمقًا وهي:

1) مراجعة التاريخ العائلي إن كان هناك حالة معروفة من الدرجة الأولى تعاني من هذه المشكلة أو من أي مرض مرتبط بهوس السرقة كي يتعاملوا مع بدايات الطفل مع السرقة بصورة صحيحة بدون أي إهمال، مع  اللجوء لطبيب متخصص لمساعدتهم في تجنب ظهور هذا الاضطراب عند الطفل في المستقبل..

2)  عند عدم ظهور سبب واضح يجعل الطفل يلجأ للسرقة مع إصراره على السرقة رغم كل الخطوات التي اتخذها الوالدان معه من المهم اللجوء لطبيب متخصص.

في النهاية إن ظاهرة السرقة كي يتم علاجها يجب التعامل معها بتوزان فالقسوة واللامبالاة تزيد من المشكلة، لكن يجب معرفة السبب والتعامل بحكمة دون عنونة الطفل بأنه سارق أو مريض نفسيًا.

بهذا نكون وصلنا لنهاية جولتنا حول منطقة السرقة، والآن دعونا ننتقل للجولة التالية ومنطقة جديدة بداخل حياة طفلك.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا