22.4 C
Cairo
الأحد, فبراير 2, 2025
الرئيسيةصحةاعتلال الشبكية السكري

اعتلال الشبكية السكري

نيفين عاطف مشرقي  

يُعد اعتلال الشبكية السكري نتاجًا لمضاعفات الإصابة بمرض السكر، ويؤثر الاعتلال السكري على العينين، وفي نهاية المطاف قد يصل الأمر إلى العمى إذا لم تتم المتابعة الجيدة من البداية بهدف السيطرة على مستوى السكر في الدم.

عن مرض اعتلال الشبكية السكري كان لنا لقاء مع دكتور محمد جودة، استشاري العيون والليزك وزميل كلية الجراحين الملكية والزمالة المصرية للعيون، والذي حدثنا بالتفصيل عن هذا المرض.

في البداية، قال دكتور محمد إن اعتلال الشبكية السكري هو مرض يصيب الشبكية في العينين بسبب مضاعفات مرض السكر، والذي يؤثر على الشبكية، وذلك بسبب عدم انتظام السكر في الدم وطول مدة الإصابة به، إلى الضغط المرتفع والمناعة الضعيفة. والأشخاص الذين يصابون بالسكر في سن صغير يكونون أكثر عرضة لأن يصابوا بمشاكل في الشبكية.

وأوضح د. محمد أن الشبكية بها أوردة وشرايين تعمل على تغذيتها بالدم لكي تقوم بدورها في نقل الصورة للمخ، وهنا يظهر الأثر الضار لارتفاع السكر على الشعيرات الدموية الصغيرة الموجودة داخل الجسم مثل العين والكلى والقلب، حيث يجعل الشعيرات الدموية ضعيفة وغير قادرة على سريان الدم بداخلها، فيبدأ بعد فترة خروج مكونات الدم من الأوعية الدموية، ويؤدي خروج الماء إلى حدوث رشح، أما خروج الكرات الدموية فيؤدي إلى حدوث نزيف.

وأشار د. محمد إلى أن حدوث أي رشح أو نزيف في الشبكية يؤثر على الصورة، حيث يجعلها رديئة نتيجة انخفاض مستوى الرؤية، كما أنه في المراحل النهائية يحدث نقص متزايد في التغذية الدموية للشبكية، مما يجعلها تُخرِج شعيرات دموية جديدة، وتلك الشعيرات الجديدة تكون غير قادرة على الاحتفاظ بالدم الموجود داخلها بشكل دائم، مما يؤدي إلى حدوث رشح شديد ونزف، وبعد فترة يبدأ الرشح والنزيف تأثيرهما على الشبكية حيث يحدثان تلفيات بها، ثم يكون هناك انفصال شبكي، ومياه بيضاء، وارتفاع ضغط العين، و نزيف أمامي بالعين، و فقدان النظر، مع العلم أن المريض قد لا يشعر بوجود تلك المشكلة إلا إذا حدث نزيف كبير أو رشح يؤدي إلى انخفاض في النظر، ولذلك فإن التشخيص المبكر أفضل من خلال عمل فحوصات دورية. كما أكد د. محمد أن أكثر الناس عرضة لحدوث ذلك هم المصابون بالسكر، والذي تظهر أعراضه في الشعور بالعطش، والحاجة المتكررة لدخول الحمام، وحدوث زغللة في النظر مؤقتة.

وعن العلاج المتبع، أوضح د. محمد أنه يكون من خلال ضبط مستوى السكر التراكمي بين 6 و6.30 لحماية الشبكية من أي أعراض أخرى ، وهناك جدول علمي لمتابعة حالة الشبكية السكرية على النحو التالي: عندما يكون في البدايات البسيطة غير المؤثرة على النظر فإن التشخيص العلمي يحدد بأن تكون المتابعة كل 12 شهر، أما لو حدثت تغيرات أكثر في الشبكية فإن المتابعة تكون كل تسعة شهور، ولو حدث نزيف بسيط غير مؤثر على أي شيء فإن المتابعة تكون كل أربعة أو ستة شهور، ولو حدث نزيف في الشبكية فيتم عمل حقن داخل الشبكية لجعل الشعيرات الدموية الضعيفة تختفي، كذلك يتم عمل ليزر أو كي للشعيرات الدموية داخل الشبكية لوقف النزيف أو الرشح، أما إذا كان النزيف قويًا فإن الأمر يتطلب إجراء عملية للشبكية، ولذلك فإن ضبط السكر هنا هو الأساس لأننا لو استطعنا وقف النزيف من خلال الإجراءات السابقة ولكن كانت معدلات السكر مرتفعة فإن نفس المشكلة تظل قابلة للحدوث مرة أخرى.

وختامًا، قدم د. محمد بعض النصائح لتفادي الدخول في الاعتلال السكري تشمل ما يلي:

* إجراء تحليل السكر التراكمي حتى وإن لم تظهر أعراض، وذلك للاطمئنان لأن التشخيص المبكر هو أساس العلاج، وإذا اتضح وجود سكر فلا بد من المتابعة من وقت لآخر

* زيارة طبيب العيون لفحصها

* ضبط ضغط الدم

* تناول وجبات صحية لا تسهم في ارتفاع السكر

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا