25.4 C
Cairo
الثلاثاء, يوليو 8, 2025
الرئيسيةأخبار العدد الجديدزهران ممداني، مرشّح مسلم لمنصب عمدة نيويورك، يقلب المدينة رأسًا على عقب...

زهران ممداني، مرشّح مسلم لمنصب عمدة نيويورك، يقلب المدينة رأسًا على عقب في سباق انتخابي مثير

أصيب ناشطو الحزب الديمقراطي والمسؤولون المنتخبون في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية بالذهول من النجاح الباهر الذي حققه زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 33 عامًا، في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة مدينة نيويورك.

ممداني، عضو مجلس الولاية لثلاث دورات، بات على وشك الفوز بانتظار فرز الأصوات حسب الترتيب، وذلك بعد أن أقرّ منافسه الرئيسي، حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، بالهزيمة.

خلال مناظرة تمهيدية لاختيار عمدة المدينة، حاول أحد منافسي زهران ممداني تصويره على أنه يفتقر إلى الخبرة الكافية لتولي المنصب، متجاهلًا صعوده في استطلاعات الرأي بسخرية.

وقالت منافسته، وهي عضوة بمجلس الشيوخ، جيسيكا راموس: “أندم على عدم ترشحي لمنصب عمدة المدينة عام 2021.. لقد كنتُ في مجلس الشيوخ لمدة عامين، ووافقتُ بالفعل على أكثر من 12 مشروع قانون.. ظننتُ أنني بحاجة إلى المزيد من الخبرة، لكن تبيّن أن كل ما تحتاجه هو إنتاج فيديوهات جيدة”.

كان ممداني على وشك تحقيق نتيجة لافتة في الانتخابات التمهيدية بعد أن أقرّ كومو بهزيمته. من خلال إعلانات إبداعية وجذابة بصريًا، وظهور عام مثير، وحضور إعلامي متجدد، تحوّل عضو مجلس الولاية البالغ من العمر 33 عامًا من شخصية شبه مجهولة خارج نيويورك إلى وجه وطني جديد للمنافسين التقدميين، سواء في مواجهة الرئيس دونالد ترامب أو المؤسسة الديمقراطية.

وجذبت مقاطع الفيديو التي أنتجها ممداني ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي اهتمامًا واسعًا من الإستراتيجيين، الذين تحدثوا عن إمكانية أن تصبح نموذجًا يُحتذى به للديمقراطيين القلقين من خسارة معركة كسب أصوات الناخبين الشباب عبر الإنترنت.

وشبّه وليد شهيد، الإستراتيجي الديمقراطي المخضرم، والذي عمل مع مجموعة من المرشحين واللجان التقدمية، ممداني بالسيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، حيث قال: “لقد حلّ زهران اللغز الذي يبحث عنه الكثير من الديمقراطيين: التركيز الدقيق على الأسعار المعقولة، ومقاطع الفيديو التي تُوقف التمرير، والمزج بين شخصية أوباما المحارب السعيد وغضب بيرني الشعبوي”.

مزج ممداني بين لحظاتٍ متوترة، مثل مواجهته الشهيرة مع توم هومان، مسؤول الحدود في إدارة ترامب في مارس، ومواقف أخرى أكثر استرخاء، مثل قفزه في مياه الشتاء قبالة جزيرة كوني آيلاند للترويج لمقترحه “تجميد الإيجارات”، أو عندما سار مؤخرًا “على طول مانهاتن”.

وفي مقطع فيديو حصد أكثر من 5 ملايين مشاهدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، شرح ممداني نظام التصويت بالاختيار المُرتّب في نيويورك باستخدام عصير المانجو لتبسيط العملية، كما انتقد كومو متحدثًا باللغة الهندية.

أغرق ممداني منصات متعددة بمحتواه، وجذب أكثر من مليون متابع عبر تيك توك وإنستجرام وإكس وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، كما انضم إلى برامج إعلامية جديدة وبودكاستات شهيرة لتوسيع نطاق وصوله، مثل ظهوره كضيف مع الكوميدي ستافروس هالكياس في عطلة نهاية الأسبوع التي سبقت الانتخابات، وهو ظهور حصد أكثر من 50 ألف إعجاب خلال أقل من 24 ساعة.

وتُعد فعالية التكتيكات التي استخدمها ممداني ضد كومو، المرشح الأوفر حظًا، اختبارًا حقيقيًا لميول القاعدة الانتخابية الديمقراطية في مدينة نيويورك الليبرالية.

وقد جمع ممداني 8 ملايين دولار (وهو الحد الأقصى المسموح به وفق قوانين تمويل الحملات الانتخابية في المدينة)، وتفوّق على منافسيه في عدد التبرعات الصغيرة من المانحين.

وقال سوير هاكيت، الخبير الإستراتيجي الديمقراطي المخضرم: “سواء فاز أو خسر، سيكون من الحكمة أن يتعلم الديمقراطيون من تجربة ممداني.. إنه يواجه اللحظة برسالة شعبوية قوية، وحس إعلامي متجدد، وقدرة نادرة على جذب الانتباه، وهو أمر نادر جدًا في السياسة الديمقراطية اليوم”.

وُلد ممداني في أوغندا لأبوين مسلمين، والده من أصول هندية، وانتقل إلى نيويورك في سن السابعة. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وعمل مستشارًا في مجال الإسكان لمنع حبس الرهن العقاري في كوينز، وهو برنامج يركّز على دعم أصحاب المنازل من ذوي الدخل المحدود غير البيض. ويقول إن هذه التجربة ألهمته لخوض العمل السياسي.

لكن جيسي فيرغسون، الخبير الإستراتيجي الديمقراطي المخضرم، حذّر من الإفراط في تعميم دروس تجربة نيويورك، قائلًا: “هذه ابتكارات تكتيكية جيدة، لكن التكتيكات ليست إستراتيجية. لا ينبغي للديمقراطيين أن يظنوا أن المشاكل الأساسية قد حُلّت”.

وبرزت الانقسامات الوطنية داخل الحزب الديمقراطي بوضوح في هذا السباق. فقد تصدّر الرئيس الأسبق بيل كلينتون حملة دعم المؤسسة لكومو، بينما دعم السيناتور بيرني ساندرز والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وكلاهما من التيار التقدمي، زهران ممداني.

لم يمر فوز ممداني مرور الكرام، إذ أثار ردود فعل غاضبة من الرئيس دونالد ترامب، الذي شن هجومًا لاذعًا عبر منصته “تروث سوشيال”، واصفًا إياه بـ”المجنون الشيوعي بنسبة 100%”، مضيفًا: “هذا الفوز يمثّل لحظة فارقة في تاريخ البلاد… لقد أصبح الوضع سخيفًا؛ مظهره لا يبعث على الارتياح، صوته مزعج، ويبدو أنه ليس ذكيًا”.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا