19.4 C
Cairo
الخميس, مايو 22, 2025
الرئيسيةصحةداء الثعلبة

داء الثعلبة

  نيفين عاطف مشرقي

يُعد حدوث إصابة في بصيلات الشعر مؤدية إلى فقدانه من الأمور المؤرقة والمؤثرة نفسيًا على المريض، حيث إنها تؤثر على المظهر الجمالي له. ويُعتبر مرض الثعلبة من الأمراض التي تؤدي إلى فقدان للشعر في أماكن مختلفة من الجسم كاللحية وفروة الرأس والحواجب والرموش. وفي السطور التالية، سوف نسرد تفصيليًا كل ما يهم القارئ عن هذا الداء من خلال حديثنا مع د. مينا عادل استشاري أمراض الجلدية والتجميل والذكورة.

 في البداية، قال د. مينا إن الثعلبة هي فقدان الشعر في بعض أو كل مناطق الجسم، وعادةً ما تظهر في فروة الرأس بسبب فشل الجسم في التعرف على بصيلات الشعر فيقوم بتدمير الأنسجة الخاصة بها، ومن الممكن أيضًا أن يكون سبب حدوثها التوتر النفسي.

وأشار د. مينا إلى أنه توجد أنواع للثعلبة:

النوع الأول هو الثعلبة البقاعية وهي الأكثر شيوعًا، ويكون تساقط الشعر على هيئة بقعة واحدة أو أكثر من بقعة، وعادةً ما تأتي الثعلبة على فروة الرأس أو أي أجزاء أخرى مثل الساقين أو اليدين أو اللحية، ويكون أيضًا فقدان الشعر على هيئة بقعة في اللحية.

النوع الثاني يكون فيه فقدان الشعر على هيئة موجة أو شريط في محيط الرأس.

النوع الثالث هو الثعلبة الكلية وهو عبارة عن فقدان للشعر في فروة الرأس بشكل كامل.

النوع الرابع هو الثعلبة الشاملة وهي نادرة الحدوث، وفيها يحدث تساقط كامل أو شبه كامل للشعر في فروة الرأس وباقي الجسم.

 وعن الأعراض، أوضح د. مينا أنها تتمثل في حدوث فقدان الشعر بشكل مفاجئ، وهو عادةً يبدأ بفروة الرأس، ولكن من الممكن أن يحدث في أي مكان آخر مثل اللحية، الحواجب، الرموش، الذراعين، الساقين، وهي تكون على شكل بقع مستديرة أو بيضاوية ذات ملمس ناعم خالية من منابت الشعر، وأيضًا من الممكن أن تؤثر الثعلبة على أظافر اليدين أو القدمين، ويكون ذلك في صورة خدوش وظهور بقع بيضاء في الأظافر، خشونة في الأظافر أو فقدان لمعانها، وأيضًا من الممكن أن تتساقط أو يتغير شكلها.

كما أوضح د. مينا أن أسباب حدوث الثعلبة ترجع إلى الجينات الوراثية أو التاريخ العائلي، كما أكدت الأبحاث على أنها مرتبطة ببعض اضطرابات المناعة الذاتية مثل أمراض الغدة الدرقية، الصدفية، الروماتويد، الذئبة الحمراء، والالتهابات الأخرى، كذلك لها علاقة ببعض المؤثرات البيئية مثل الإجهاد العاطفي أو البدني، حيث يحدث خرق مناعي وتتم مهاجمة بصيلات الشعر والخلايا الليمفاوية مما يحدث التهابًا وفقدانًا للشعر لاحقًا، كما أن هناك حالات سُجلت في الأطفال حديثي الولادة بثعلبة خلقية.

وعن مضاعفات الثعلبة، أشار د. مينا إلى أن بقاء المرض في حالة نشاط يؤدي إلى أن الصلع يمتد إلى مناطق أكبر من الجلد، ويتحول من بقعي إلى شامل بالجسم مثل إصابة الشعر أو الرموش أو اللحية أو الساقين أو الذراعين، كما أن للثعلبة تأثيرًا نفسيًا على المريض حيث يشعر بالخجل وعدم الرغبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، سواء على المستوى الشخصي أو في محيط العمل. وقال د. مينا إن التشخيص يتم من خلال الفحص السريري، ولكن من الممكن أن يحتاج فحصًا من خلال منظار الجلد، حيث تظهر الشعيرات على شكل علامة استفهام وبعض النقاط السوداء، والتي تعبِّر عن وجود شعر متضرر، وأيضًا من الممكن أن نحتاج إلى أخذ جذعة أو عينة من فروة الرأس وهذا نادر، وتظهر فيها الخلايا الليمفاوية في شكل سرب من النحل حول بصيلات الشعر.

وأكد د. مينا على أنه لا يمكن منع الإصابة بمرض الثعلبة ولكن يمكن التحكم في بعض العوامل مثل إتباع بعض الإرشادات الصحية، وإتباع نظام غذائي صحي متوازن مثل الحصول على أطعمة غنية بالفيتامينات وبالأخص فيتامين D، والابتعاد عن التوتر والإجهاد النفسي والبدني. وأوضح د. مينا أن العلاج يعتمد على استجابة جهاز المناعة، فمن الممكن أن ينمو الشعر من تلقاء نفسه، لكن بعض الأدوية تساعد على الحد من المرض والسيطرة عليه وتسهم في نمو الشعر بسرعة. ومن المعروف أنه من الممكن أن يكون نمو الشعر في منطقة الثعلبة ذا لون فاتح أو أبيض ثم يعود إلى لونه الطبيعي. ومن ضمن الأدوية التي نستخدمها في العلاج مضادات الالتهاب، وتُستخدم على شكل كريم أو عمل جلسات حقن موضعي من خلال طبيب متخصص أو عن طريق حبوب تؤخذ بالفم ، ويجب وصفها من خلال الطبيب المختص أيضًا لان لها آثار جانبية خطيرة، ويمكن أيضًا استخدام أقراص مثبطات المناعة لأنها تعمل على منع استجابة جهاز المناعة، ولكن يجب عدم استخدامها لفترة طويلة لما تحدثه من آثار جانبية مثل ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في الكبد والكلى، وبعض العدوى الخطيرة، وبعض الأورام مثل أورام الجهاز الليمفاوي، كما أن هناك طفرة حدثت في علاج الثعلبة باستخدام وتواجد مثبطات الجاك التي أتاحت أملًا جديدًا في حالات الثعلبة الشديدة والمقاومة للعلاج وخاصةً مادة الباراسيتينيب، وأيضًا استخدام العلاج الضوئي وهو نوع من العلاج الإشعاعي الذي يستخدم مزيجًا من الدواء يؤخذ عن طريق الفم مع الاستعانة بالأشعة فوق البنفسجية، وكذلك يمكن استخدام الأوكسيديل الموضعي لإعادة نمو الشعر، وغالبًا ما يحصل المريض في كثير من الأحيان على أكثر من علاج للحصول على نتائج فورية.

وختامًا قدم د. مينا بعض الإرشادات للمصابين بالثعلبة على النحو التالي: تمشيط الشعر بفرشاة ذات شعيرات ناعمة أو مشط ذي أسنان واسعة، تجنب منتجات الشعر التي تحتوي على مواد كيماوية ضارة مثل بعض صبغات الشعر والشامبوهات التي تحتوي على السيليكون أو البارابين أو السلفات، ترك الشعر يجف بشكل طبيعي دون استخدام مجفف الشعر، عمل تصفيفات مريحة للشعر والبعد عن تسريحات الشعر المشدودة مثل الضفائر والتي تؤثر على فروة الرأس وتؤدي إلى المزيد من تساقط الشعر، استخدام واقي شمس بمعامل حماية spf30 أو أعلى ومقاوم للماء ووضعه فوق المنطقة المصابة بالثعلبة بفروة الرأس، ارتداء النظارات الطبية والشمسية لحماية العين من الأتربة والشمس عند فقدان شعر الحواجب والرموش، ارتداء القبعات لحماية فروة الرأس من الشمس ومن الأجواء الباردة، وضع طبقة من الفازلين عند فتحات الأنف وذلك في حالة فقدان شعر الأنف، تجنب التوتر قدر الإمكان، إجراء بعض الفحوصات الطبية مثل صورة الدم الكاملة، الغدة الدرقية، فيتامين D، الزنك، وذلك عند حدوث الإصابة بشكل متكرر. وهناك بعض العادات الخاطئة التي يتبعها البعض بغرض علاجي وفقًا لمفاهيم مغلوطة مثل فرك الثعلبة بالثوم أو تشريط الثعلبة بالمشرط، وتلك العادات تؤثر على فروة الشعر بشكل سلبي وتؤدي إلى حدوث ضرر وتليف بالشعر.

مقالات أخرى

اترك رد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا